د. مينا ملاك عازر
اكتشف باحثون يعملون في مياه مقاطعة نوفا سكوشا في كندا، سمكة قرش بيضاء ضخمة تزن 3541 رطلاً ويبلغ طولها 17 قدماً وبوصتين، وعمرها 50 عاماً ووصف علماء منظمة "أوشاريش"، وهي منظمة غير حكومية تقوم بوضع علامات على أسماك القرش البيضاء، وأخذ عينات منها سمكة القرش الأنثى بأنها ملكة المحيط ويقولون أنهم أطلقوا عليها اسم نوكومي.
ونشرت "أوشاريش" أيضا مقطع فيديو يظهر نوكومي مستلقية على منصة غاطسة خاصة مبنية على جانب سفينتها البحثية مع باحثين حولها، ثم تسبح بعيداً.
ويعتبر بعض العلماء أن القرش الأبيض الكبير هو أضخم الأسماك اللاحمة البحرية، وأحد أبرز مفترسات الثدييات البحرية المعروفة قديماً وحديثاً، ودائماً ما يحتل القرش الأبيض المرتبة الأولى في قائمة الحيوانات مُهاجمة البشر، حيث تسببت لقاءات عدة لأفراد من البشر معه بتعرضهم لإصابات عنيفة، بعضها قاتلة، يذكر أن هذا النوع من الأسماك ذاع صيته بعد أن ظهرت في رواية الكاتب الأميركي، پيتر بینتشلي، والفيلم السينمائي المقتبس عنها من إخراج ستيفن ستيلبيرج وهو بعنوان "الفك المفترس"، حيث صُوّرت على أنها آكلة بشر مفترسة، رغم أن الإنسان لا يُعتبر فريسة طبيعية أو مفضلة لهذه الحيوانات في واقع الأمر.
وتستطيع من هذه المقدمة التي تعد في الحقيقة تقريباً خبر قد قرأته على أحد المواقع الخبرية أن تستنبط حقيقتين أولهما أن ليس كل ما تعرضه الدراما وهذا أمر واقع ليس حقيقي دائما بل هو يرتكز على جزء من الحقيقة ثم تستطيع الدراما بوسائلها وخيال مؤلفيها وإمكانات مخرجيها بصبغه بالصبغة التي يشتريها المواطن أو المتلقي في شتى بقاع العالم، وهذا ما حدث في فيلم الفك المفترس الذي صبغ سمكة القرش الأبيض بصبغة ليست فيها، وليست الافتراس فهي مفترسة بالفعل، ولكن أنها تهوى افتراس البشر أو تقبل عليهم بلذة.
الحقيقة الثانية التي يمكنك إدراكها أن هناك منظمات عالمية معنية بالاهتمام بوضع علامات للأسماك ومتابعتها وفحصها، وأخذ عينات منها لمتابعتها والتعرف علي خصائصها وعلى عمرها واحدث هذه الاسماك نوكومي في كندا، اهتمامهم بالحيوان فاق اهتمام الكثير من حكومات العالم بالبشر حتى وإن زعموا خلاف هذا، فمعظم تلك الحكومات بينما هي تدعي اهتمامها بالبشر هي تبحث عن تخليد اسم زعيمها في درس تاريخي صارخ، أن الإنسان لا يعي التاريخ ولا يحترمه، ولا يذاكره، فلم يعرفوا أبداً أن تخليد اسماء الزعماء على المباني الضخمة بكتابته بدماء البشر أمر يستحيل أن يحفظه التاريخ إلا في مزبلته، لكن هؤلاء الإنسانيين يبحثون عن تخليد الأسماك، والاهتمام بها ومتابعتها ومعرفة عمرها والاهتمام بها، ويخاطرون بحياتهم، فربما أصبحوا فريسة للفك المفترس أو غيره من الأسماك المفترسة أو حتى الطبيعة القاسية في بعض الأحيان لكنهم لا يعبء وا بهذا بل يبذلون كل غالي وثمين لأجل الإسماك
المختصر المفيد الإنسانية شيء حلو ما فيش كلام.