Francois Basili (فرانسوا باسيلي)
أثق أن المسئولين المصريين أكثر حكمة من أن يسقطوا في فخ إعطاء كلام ترامب الأخير عن قضية سد النهضة أي وزن، الرجل كان يناقش موضوع بالغ الحساسية ويتكلم عن إمكانية حرب بين مصر وأثيوبيا في التلفون المسموع أمام حشد من الصحفيين والمسئولين الأمريكان في المكتب البيضاوي، يتحدث بخفة وإستهتار مدهش للكثيرين ولكن ليس غريباً علي ترامب، والهدف من المكالمة المفتوحة المذاعة الآن في كل مكان واليوتيوب هو محاولة يائسة لتحقيق أي شيء يمكن لترامب أن يسميه إتفاق سلام وهو في حاجة لأي نصر أو شبه نصر يساعده في الانتخابات التي تهدد بإنهاء حكمه بعد أسابيع قليلة.
الحديث عن ضرب سد النهضة من قبل مصر، وليس أمريكا، بهذه الخفة في التلفون المسموع يذكرني بالإجتماع المسخرة الذي عقده الرئيس المصري الراحل مرسي وناقش فيه الحاضرون إمكانية ضرب أثيوبيا بالطائرات بينما اللقاء مذاع علي الهواء، وكانت فضيحة عالمية تماما مثل فضيحة هذا الإجتماع التلفوني لترامب.
قضايا الحرب والسلام بين الدول لا تناقش بهذه الخفة والحماقة في تلفونات مفتوحة، ولا يمكن إستنتاج أن أمريكا ستقف بجانب مصر في حرب ضد إثيوبيا، فكلمة ترامب ووعوده لا قيمة لها فقد تخلي عن حلفائه الأكراد الذين كانوا يحاربون داعش معتمدين علي مساندة القوات الأمريكية بعد مكالمة سريعة مع اردوغان التركي، وانسحبت القوات الأمريكية بعدها من مناطق الأكراد الذين كانوا يبصقون علي المدرعات المنسحبة وهي تتركهم لقمة سائغة للقوات التركية.
المهم في هذا كله هو سلامة وأمن مصر القومي، وكل ما أستطيع أن أقوله من هنا من أمريكا هو أن لا يعتمد أحد في مصر علي وعود ترامب او غيره، سواء بقي في الحكم العام القادم أم جاء بايدن، فليس من الحكمة وضع مستقبل وأمن مصر في أيدي أحد خارج مصر، مهما كانت قوته، ولك يا مصر السلامة.