انسي أبو سيف .. أسطورة الديكور السينمائي .. رفض تكريم الجماعة الإرهابية في عهد "العياط" وبشهادة ساويرس : قدم للفن الكثير

يعد المصري انسي أبو سيف، احد أهم مهندسي الديكور في مصر والشرق الأوسط، ما جعله يصيب شهرة واسعة في هذا المجال، وضع هذا العبقري الديكور لأهم الأفلام المصرية، التي أخرجها صديق عمره، المخرج الكبير داود عبد السيد، وهي رسائل البحر، الكيت كات، ارض الخوف، مواطن ومخبر وحرامي، قدرات غير عادية، وكان نال جائزة أفضل ديكور فيلم في الدورة الأولى لجوائز أوسكار السينما العربية ، عن فيلم "قدرات غير عادية"، وأناب عنه من طاقم العمل إيهاب أيوب. 

لجرائم جماعة الإخوان الإرهابية في حق المصريين وترويجها لنشر الفكر الوهابي في عهد محمد مرسي عيسى العياط، رفض أبو سيف تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي، من قبل وزير ثقافة إخواني متطرف لا يؤمن بالديمقراطية وسعى جاهدا في تلك الفترة لتنفيذ سياستها، فهو يرى ان الفنان ما لم يكن مؤمنا بالحرية والديمقراطية، فهو بذلك يجر المجتمع صوب المخاطر، ولا يجب وصفه بالفنان.

وقتها علق خالد محمود الناقد والكاتب الصحفي، على قراره هذا، قائلا :" قرار اعتذار أنسى أبو سيف جاء شديد الواقعية مثل ديكورات أفلامه التي اشتهر بها وقدمت النماذج الإنسانية بأوجاعها وبهجتها بلا رتوش، فهو يرى أنه لا يستطيع أن يتسلم جائزة التكريم من وزير ثقافة انحاز للإعلان الدستوري ومعه حق فهو إعلان بائس، ويدعو لليأس ولحياة رمادية المستقبل، وهى مشاعر ضد تركيبة الفنان والمبدع.

 

وقال في مقال نشر بجريدة الشروق، رفض انسي لحظة ينتظرها أي فنان، لحظة انجاز عمر جاءت أيضا لإصدار وزير الثقافة أمرا بطبع مسودة الدستور المعروضة للاستفتاء يوم 15 على نفقة الوزارة، وهو يعلم حجم العوار القائم عليه هذا الدستور والموجود ببعض بنوده، واقعية قرار أبو سيف جاءت متسقة مع آراء جموع فنانين ومثقفي مصر والنقابات الفنية وجبهة الإبداع الرافضة لهذا الإعلان ومسرحية طبخ الدستور المصري.

 

مشددا :" هذا الرجل ساهم في صنع مجموعة من أهم الأعمال السينمائية التي كشفت ظلما واستبدادا "حب في الزنزانة"، وخداعا وتامر "أرض الخوف"، وأوهام وإيهام بالغيبوبة والأحلام الضائعة "الكيت كات"، وتأثير الخداع السياسي على نمط حياة "مواطن ومخبر وحرامي"، وكشف حقائق تاريخية لرموز "السادات" و"حليم" شعر أن مشهد تسلمه الجائزة من مهرجان يتبع وزارة ثقافة تنتمي لحكم الإخوان الراعي لإعلان ديكتاتوري ودستور معيب سيكون مشهدا خانقا مكبلا لأحلامه قابضا على جناحيه الذي يرفرف بهما في عالمه الإبداعي.

 

وقدمت نقابة السينمائيين بيانا كتحية تقدير لأنسى أبو يوسف على موقفه، أهابت ودعت باقي الفنانين لضرورة إعلان موقفهم من الإعلان الدستوري والدستور في حفل ختام المهرجان.

أنسى ابو سيف مهندس ديكور مصري، تخرج من المعهد العالي للسينما سنة 1967، عمل في بداياته كمساعد لمهندس الديكور بفيلم (المومياء) مع شادي عبد السلام، ليشارك في العام التالي في فيلم (يوميات نائب في الأرياف) كمهندس مناظر، وتتوالى أعماله بعدها فمنها (إسكندرية كمان وكمان، عرق البلح، أيام السادات، الكيت كات، رسائل البحر.

 

حصل على أول جائزة عن فيلم "أوهام الحب"، وكانت أول جائزة تصدرها وزارة الثقافة وبعدها منحته الوزارة جوائز أخرى عن أفلامه ومنها "أسكندرية كمان وكمان" و "الكيت كات" و "سارق الفرح"، عمل في تصميم المناظر الخاصة للمنطقة العربية في فيلم (Malcolm X) سنة 1992 .

 

اختصه المهندس ورجل الأعمال نجيب ساويرس، في كلمته خلال حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة، قائلا :" اليوم سيكرم المهرجان فنان قدم الكثير للسينما، لذلك هذا الفنان له معزه خاصة، وإحنا اعتدنا نشوف المخرج والممثلين، ومنعرفش ان في ناس تانية خلف الكواليس بتقوم بدور مهم حتى يكتمل العمل الفني.

 

مضيفا، هذا الرجل العظيم اللي هنكرمه دلوقت، عظيم كمان لان اسمه زي اسم ابني وأبويا، وعاوزه يعرف ان الاسم ده عزيز عليا جدا، وهو مهندس الديكور انسي أبو سيف."