من أجل رفع مستوى الوعي العام عن حالة ملايين البشر المصابين بالتلعثم، يحتفل عشرات الملايين في مختلف البلدان بـ"اليوم العالمي للتأتأة"، الذي بدأ الاحتفال به منذ عام 1998، من أجل التعريف بأهمية التعامل الصحيح مع الأشخاص المصابون بهذا المرض المصنف بأنه غير عضوي، إذ يعانون من اضطرابات النطق والكلام، والمعروف باسم التأتأه أو التلعثم.
يمكن تعديله بجلسات تخاطب
توضح الدكتورة جيهان شلبي استشاري أمراض التخاطب، أن التلعثم يعرف بأنه عدم القدرة على الطلاقة في الحديث، مصحوبا ببعض الاضطرابات الفسيولوجية التي تحدث بشكل لا إرادي، كإحمرار الوجه وزيادة ضربات القلب، كذلك حركات الجسم غير المنتظمة: "الكلام بتاع المريض بيكون ناقص، مش بيعرف يكون جملة واحدة على بعضها، وأوقات المريض مبيعرفش يكون كلمة كاملة حتى".
أشكال التلعثم
تقول استشاري أمراض التخاطب، إن مرض التأتأة لا يتم تصنيفه كمرض عضوي وإنما قد يأتي تحت بند أمراض السلوك المكتسب من البيئة أو بعض العوامل السلوكية التي قد تشكل وعي الطفل في مرحلة الطفولة، موضحة أنه يأتي في أشكال مختلفة: "ممكن يكون في شكل إطالة في الكلمة، أو تكرار، وممكن وقفات، وغالبا أشكال التلعثم بتكون مصحوبة بحركات لا إرادية للمريض، كأن يحرك رأسه يمينا أو يسارا، أو يخبط برجليه في الأرض، أو يحرك إيديه بشكل عشوائي".
البنين أكثر عرضه للتلعثم
تشير جيهان، إلى أن هناك نوعان للتأتأة، أولي ويعرف بأنه عدم الطلاقة الطبيعية في الحديث وتحدث من سن 3 إلى 6 سنوات، وغالبا ما تكون الشكوي من عدم القدرة على الكلام بشكل طبيعي: "الطفل ممكن يكون بيتكلم عادي جدا وفجأة بيتلعثم، وغالبا في النوع ده الطفل بيكون عنده قدرة على الكلام بشكل كويس يوم واليوم اللي بعده تزيد الحالة معاه، وأكثر فئة معرضه للإصابة هما البنين".
التلعثم الأولي
عن أسباب التلعثم الأولي، تؤكد إنه حالة نفسيه، ناتجة عن موقف نفسي معين، أو زيادة درجة الحرارة، إلى جانب احتمالية أن يكون أحد الوالدين أو كلاهما يؤدي وظائف النطق بشكل سريع، الأمر الذي ينعكس على الطفل: "مبنعملش جلسات للنوع ده من التلعثم، لأنه بيتحسن لوحده، لكن بندي إرشادات للأم، إلى جانب عمل جدول متابعة له، واحتمالية الجلسات بتكون قليلة جدا، إلا إذا كان فيه تأخر في نمو اللغة، ومعندوش حصيلة لغوية كافية".
وتوجه استشاري أمراض النطق، بعض الإرشادات للأمهات حتى لا يصاب الأبناء بمرض التلعثم المندرج تحت مسمي أمراض التخاطب، ناصحة بأنه يجب التباطؤ قليلا في الحديث مع الأطفال، وعدم الاندفاع في الكلام، لإعطاء الفرصة للطفل لتكراره بإيقاع طبيعي.
وتابعت: "لو الأم قالت الكلام بسرعة، الطفل هيتلعثم، لأنه مش هيقدر يجاري سرعة نطق الكلام، وهيبدأ يقلد بنفس السرعة، وهنا بتزيد احتمالية الإصابة، وبرضه لا يجب مقاطعة الطفل أثناء الحديث، والإصغاء الجيد لما يقوله، وتقليل عدد الأسئلة، ونديه وقت كافي علشان ياخد راحته في الكلام، إلى جانب تقليل المواقف التي تحتاج لكلام".
وتؤكد "شلبي" أن التلعثم الأولي ليس مرضا عضويا، ولا بد من ملاحظة سلوك الطفل و"في حالة عدم قدرة الطفل على الكلام بشكل جيد، لا يجب تعنيفه، ولكن يمكن شغله بأعمال غير لغوية".
التلعثم الثانوي
يبدأ من عمر 6 سنوات، ويكون على هيئة وقفات تكرار أو إطالة في الكلام وحركات لا إرداية، وهنا لا بد من عمل جلسات تخاطب، بحسب" شلبي" التي أوضحت: "ده بيكون له سبب وراثي، فلازم نعمل كشف أولي علشان نعرف التاريخ المرضي للأسرة، وبعض الحالات بتكون لأسباب نفسية زي الضغط النفسي، وفيه حالات نادرة بيكون سبب التلعثم عضوي، وبيكون ناتج عن مشكله عضوية في بعض إشارات المخ، لأن اللغة عندنا مركزها في الفص الأيسر من المخ، فيه بعض الناس مركز اللغة بتكون في الفص الأيمن، وهنا السيادة المخية بتكون في الفص الأيسر، لكن فيه حالات بتكون عندها السيادة المخية في الفص الأيمن، وده ممكن يكون سبب وفقا لآخر الدراسات".
العلاج
تشدد استشاري أمراض النطق، على أنه لا بد من معرفة مدى تأثر المريض نفسيا من التأتأت، لأنه في حالة التأثر النفسي يلزم عمل جلسات نفسية تعقبها جلسات تخاطب على حسب حالة كل مريض: "فيه تدريبات تنفس، وإطالة، والتحضير، وفي بعض الأوقات بنحتاج جهاز التغذية السمعية المرتد، لأن فيه بعض النظريات بتقول إن المتلعثم بيسمع أسرع، علشان كده بنستخدم الجهاز ده في تأخير الكلام"