... أشرف حلمى
عفواً قداسة البابا فرنسيس بابا روما , لست مع ملايين من شعبنا المسيحى بجميع كنائسه وطوائفه فيما صدر منكم من التصريحات الأخيرة المثيرة للجدل وأساءت الى تعاليمنا المسيحية السامية , التى نشرت يوم أمس الأربعاء الموافق ٢١ اكتوبر ٢٠٢٠ وذلك خلال فيلم وثائقي جديد والخاصة بزواج المثليين وأغضبت شعب الكنيسة وأشارت قداستك الى ان ( المثليون أبناء الرب ومن حقهم تكوين عائلة ويجب أن يحظوا بحقهم في بناء أسرة وأن تتم حمايتهم بالقوانين المدنية ) .
لقد أثار زواج المثليين جدلاً واسعاً فى كافة الاوساط السياسية والدينية على مدار السنوات الماضية وكان رد كتابنا المقدس واضحاً وصريحاً فى عهديه القديم والجديد , وعلى سبيل المثال ففى السفر الاول من اسفار العهد القديم فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وأنثى خلقهم وباركهم وقال لهم أثمروا واملئوا الأرض ( تكوين ١ ٢٧ , ٢٨ ) , فهذه هى الطبيعة البشرية التى خلقتنا عليها منذ البدء من جنسين ليتزوجا وينجبا فكيف يكون المثليون ابناء الله ؟!! وهم يعصون تعاليمه كما جاء فى سفر اللاويين ٢٠ ايه ١٣ ( واذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعلا رجسا كلاهما إنهما يقتلان ودمهما عليهما ) . وفى العهد الجديد ايضاً كما جاء فى رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ١/ ٢٧ ( وكذلك الذكور أيضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي , اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض، فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق ) .
قداسة البابا فرانسيس دعنى اذكر قداستكم بما جاء على لسان اعلى القيادات الدينية الكاثوليكية بالفاتيكان , ففى كلمته أمام ١٨٠ من الدبلوماسيين المعتمدين لدى الفاتيكان فى يناير عام ٢٠١٢ , حذر قداسة البابا بندكت السادس عشر من زواج المثليين وقال انه يعد من المخاطر التي تهدد كرامة الانسان وتقوض مستقبل البشرية نفسها , واكد أن تعليم الأطفال بحاجة الى أوضاع ملائمة ومكان الصدارة يذهب الى الأسرة القائمة على زواج رجل وامرأة , فى الوقت الذى عارض فيه مسؤولون في الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم تحركات لإباحة زواج المثليين في أوروبا وبعض دول العالم .
أما على المستوى الأسترالى فقد اعلن المطران أنتوتى فيشر رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية فى سيدني عام ٢٠١٧ عن شعوره بخيبة الأمل الشديدة لدى سن الحكومة الاسترالية قوانين تبيح زواج المثليين بعد استفتاء الاستراليون واكد ان تشريع ذلك القوانين ستؤدى حتماً الى تفكيك الزواج والأسرة في أستراليا . ولابد ان اذكر أيضاً موقف قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لدى زيارتة لأستراليا عام ٢٠١٧ من زواج المثليين حيث قال انه مرفوض تمامًا من الإيمان المسيحي ومن المؤمنين ومن الله .
أما الكنيسة المصرية فى سبتمبر عام ٢٠٠٣ فأعلنت رفضها لزواج المثليين , وذلك عندما اجتمع رؤساء وممثلى الكنائس المسيحية في مصر بكافة طوائفها برئاسة مثلث الرحمات قداسة البابا الراحل شنودة الثالث بالمقر البابوي فى الأنبا رويس بالقاهرة وأعلن الجميع رفضهم وإدانوا الشذوذ الجنسي استنادا إلى تعاليم السيد المسيح ونصوص الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد مؤكدين أن زواج الشواذ هو ضد الخطة الإلهية في الزواج والخلقة .
وأخيراً نحن نصلى ونتضرع الى الله كى ما يعطي نعمة وحكمة الى قداسة البابا فرانسيس وان يرجع الى تعاليم الكتاب المقدس , آراء وأقوال قياداتنا الدينية على مر العصور والأزمنة ويقوم بالعدول عن تصريحاته بما يخص زواج المثليين والتى قد يتخذها أبليس واتباعة للنيل من تعاليم السيد المسيح وما جاء بالكتاب المقدس .