الأقباط متحدون - مسكين هذا الحمار Poor Donkey
أخر تحديث ٠٦:٥٠ | الاثنين ١١ يونيو ٢٠١٢ | ٤ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٨٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

مسكين هذا " الحمار " Poor Donkey


 بقلم : أنطوني ولسن


اطلعنا على هذا الخبر الذي يقول ( أن مجموعات من قوات الأمن قدر عددها بنحو ألف جندي فرضت طوقاً أمنياً محكماً على قرية سلامون التابعة لمحافظة سوهاج جنوب مصر لمنع وقوع صدامات طائفية بسبب الأحداث التي ترجع الى مشاجرة عادية بين شخص مسلم وشقيقين مسيحيين انتهت بمقتل الأخيرين بالفؤوس . وذلك بسبب تعثر " حمار " يمتلكها المسلم نتيجة قيام المسيحيين برش المياه أمام منزلهما . والمسلم المتهم بقتل المسيحيين يدعى اسماعيل خليفة " 26 عاماً " وأن المسيحيين الذين لقيا مصرعيهما هما كل من الشقيقين صدقي فخري مهني وصادق فخري مهني . وقالت مصادر الشرطة المحلية عقب وقوع الحادث مباشرة ان المتهم .. مختل عقلياً .. ثم عادت لاحقاً لتؤكد أنه " سليم العقل " وقررت النيابة العامة بحبس المتهم على ذمة التحقيق ) .


أكتفي بنقل هذا الجزء من الخبر الذي يؤكد أن " حمار " المتهم قد تعثر أمام منزل المسيحيين مما حدا براكبه أن يستشيط غضباً ولا شك أنه أخذ يسبهما ويعايرهما بنصرانيتهما وينعتهما بالكفر ، ويلتف حوله أهله وأبناؤه وينقضون على النصرانيين الذين قاما برش الماء أمام منزلهما مما أدى بتعثر " الحمار " المسكين وفي ثورة الغضب يُ
قتل الشقيقين ضرباً بالفؤوس .


أتذكر ما كان يحدث لراكب " الحمار " من المسيحيين أيام بداية الغزو العربي الأسلامي . فاذا مر هذا الراكب أمام جلوس مسلمين كان عليه الترجل والسير وجهه ناحية الجماعة الجالسة ممسكا بذيل حماره لمسافة ثم عندما يعود ليمتطي الحمار عليه أن يمتطيه ( بالمقلوب ) أي وجهه أيضاً ناظراً ناحية أسياده من المسلمين وظهره للطريق العام .
وإذا لبس القبطي المسيحي جلباباً جديداً عليه أن " يرقعه " حتى تذهب عنه زهوة الشيء الجديد . وأشياء أخرى كثيرة نتواثرها نحن أبناء المسيحيين من الأجداد الى الأباء الى الأبناء .


نحن أبناء مصر في المهجر نجد أنفسنا في حيرة من أمرنا .. جماعة منا ترى في " العين بالعين " .. خير تحد لكل ما يحدث لأخوتهم المسيحيين في مصر . وهذا لا يعني القيام بالقتل مثلما يفعل إخوتهم المسلمين ، ولكنها تعني التشدّد في القول وفي اتهام الحكومة المصرية بالتقاعس في حماية المسيحيينوكأنهم يرون في قتلهم وقتالهم أمراً مشروعاً يباركونه حتى يتم القضاء عليهم .


جماعة أخرى منا ترى في عدم الايمان المسيحي بمقولة " العين بالعين " هذه ويرون فيما يحدث لهو أمر عادي يحدث في أي مكان على وجه الأرض .
جماعة ثالثة وأنا منهم يرون في كل ما يحدث في مصر سواء على مستوى القتل العمد أو غير عمد ضد المسيحيين ، أو في تهميشهم في الحياة العامة أو السياسية هو شيء غير صحي وهو إهمال متعمّد من الحكومات المتعاقبة على مصر إزدادت حدّتها وشراستها العلنية بعد زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977 ، وإن كانت جذوتها قد اشتعلت أيام عبد الناصر وظهرت نيرانها جلاية في خطبالأمة في المساجد قبل الخامس من يونيو / حزيران 1967 . وأنا هنا في أستراليا ، كمهاجر قبطي مسيحي يرفض أن يعيش بعزلة عن أوجاع وطنه مصر عامة وأوجاع هذه الشريحة المسيحية من الوطن خاصة .
أجد نفسي متسائلا .. هل هذا الخبر الذي نقلته لكم ، وهذا الخبر الذي سأنقله أيضاً لكم . العنوان يقول : إستشهاد فتاة قبطية في قرية تلوانه وهي في طريقها الى الكنيسة بعد اطلاق الرصاص عليها من أحد مسلمي القرية .


الأحداث : يوم الخميبس الموافق 12 / 2 / 2004 في حدود الساعة السادسة مساء اصطحبت الشهيدة نعمة أمها وأختها الصغرى وزوجة عمها وبعض البنات للذهاب الى العشية واجتماع الخميس . بعد خروجها من منزلها بحوالي 100 متر سُمع دوي رصاصة ، سقطت البنت نعمة ، تجمع المارة وتمّ طلب اسعاف الباجور . قام الطبيب بالمستشفى بخياطة الجرح أثر الرصاصة والرصاصة بداخل الرأس وهناك ماتت . تحفظت المستشفى على الجثة بغرض أن القتيلةمسمومة وأن أثر طلقة الرصاص ما هو الا من أثر سقتطها على الأرض .
أكرر وأجد نفسي متسائلاً هل هذان الخبران اللذان نقلتهما لكم كاذبين ؟ أم أنهما قد حدثا فعلاً ولكن نأخذهما نحن الأقباط في المهجر بهذه الحساسية الزائدة لكونهما وقعا لمسيحيين ؟ .


قد يكون هذا صحيحاً اننا نأخذ مثل هذه الأحداث بحساسية زائدة لكون مثل هذه الأحداث تحدث للأقباط في مصر . لكن لماذا نأخذها بهذا الشكل الذي قد يقول قائل لا داعي لمثل هذه الحساسية لأنها أحداث فردية قد تحدث لمسلم أو مسلمة كما حدثت أو تحدث لمسيحية أو مسيحي .
أقول لهذا القائل ان كان مصريا مهلاً يا أخا الوطن ، اننا نعرف كيف نفرّق بين الحدث القدري والحدث الذي يحدث نتيجة ما في الصدور من كُره وحقد وضغينة ضد هذه الشريحة من نسيج مصر والمفروض فيه أنه متماسك ومتجانس . لكن ماذا نفعل للشارع المصري في القرية أو المدينة والذي نادينا من هنا في أستراليا عام 1979 بضرورة معالجة الشارع المصري بالطرق والأساليب العلمية الصحيحة .
كثيراً ما تحدث قداسة البابا شنودة الثالث مطالباً بضرورة التحدّث عن الدينين الأسلامي والمسيحي في إطار تلك المساحة الطيبة بين الدينين . فهل استمع إلى قداسته أحد ؟!. أو إلينا نحن أبناء مصر في المهاجر ؟!.


كثيراً ما أحجمت عن كتابة هذا الخاطر الذي يُلحّ علي أن أكتبه . لكني هذه المرة سأصرخ به بصوت عالٍ جداً لعله يصل الى أولي الأمر .
نحن أقباط مصر مهمشون في مصر ولنا مشاكلنا واحتياجاتنا الكثيرة جداً وأهمها مشكلة الوجود ذاته . وفي المهجر ولأن 95% من المهاجرين المصريين في الخارج من الأقباط المسيحيين فيهمشون أيضاً ولا يعير المسؤولون اهتماماً بهم ولا يستمعون الى صرخاتهم ، ولا حتى الى انجازاتهم في الخارج الا اذا كانت هذه الأنجازات تعود على مصر بالعملات الصعبة . تهلل الصحف والمجلات في مصر تتهمنا بالخيانة والعمالة ضد مصر ، والله وحده يعلم أننا لم ولن ننسى مصر ولا الجيل الثاني منا ولا حتى الجيل المائة منا .


فهل تصل هذه الصرخة الى المسؤولين ؟ أتمنى . وأتساءل أيضاً ما عمل المكتب الأعلامي الملحق بالسفارة المصرية في كانبرا ؟؟؟!!!. هل هو فقط للتجسّس على كل ما يكتبه أقباط المهجر ويرسلون به الى الهيئات الخاصة في مصر ان كان أمن الدولة أو المخابرات أو ما شابه ذلك ؟!..
أم المفروض في هذا المكتب أن يكون همزة الوصل الصحيحة بين المهاجرين في الخارج ( الذين غالبيتهم من المسيحيين) وبين الحكومة المصرية والجهات المصرية المسؤولة في مصر !!.


من ذاكرة كتاب " المغترب " ج6 / 2006
تم نشر هذا المقال في كل من :
جريدة " المصري " / أستراليا
11 / 3 / 2004
جريدة " المستقبل " / أستراليا
13 / 3 / 2004


جريمتان حدثتا في ذلك الوقت .. الأولى تم فيها القتل العمد لشقيقين بالفؤوس مع سبق الأصرار والتربص والمفروض الحكم بالإعدام للقاتل أو القتلة مع الأشغال الشاقة أو المؤبدة على كل من اشترك في الجريمة . فهل فعلا طبق القانون ؟؟ لا نعرف حتى الأن ونتمنى على كل محب للعادلة أن ينبش في القضية من جديد للتأكد من عدالة الحكم .
الجريمة الثانية لشابة مسيحية تخرج مع عائلتها للتوجه غلى الكنيسة لصلات عشية يطلق عليه عيار ناري يصيب رأسها. تنقل غلى المستشفى ، يعالج الطبيب الأصابة على أنها حدثت بسبب سقوطها ويعلل سبب الوفاة انها ماتت من مسمومة دون تحديد نوع السم ، وتموت الشابة والرصاصة في رأسها .فهل نجد شهما أو شهمة تأمر أو يأمر بفتح القضية وإخراج جثة القتيل للتأكد من سبب وفاتها ؟؟!!. فليس من المعقول أن تسقط ويؤدي سقوطها الى وفاتها على الرغم من سماع كل من كان معها صوت الطلق الناري .


كان ذلك في عام 2004 . ونحن الأن في عام 2012 وبعد مرور عام ونصف العام على ما يسمى بثورة 25 يناير 2011 ، واجه المسيحيون أحداثاً كثيرة لن أتطرق إليها لكن هماك قضية حكم بالسجن المؤبد على المسيحيين والبراءة على المسلمين ولن أتدخل في مجرى سير القضية. لكن نتمنى أن يعرف المسيحيون حقيقة وتفاصيل القضية والحكم الصادر الذي أدان كل المسيحيين وبرأ كل المسلمين مع الوضع في الأعتبارقسوة الحكم .


والحادثة الثانية ذبح المحامية المسيحية وابنتها ذات الأربع سنوات على يد وحش في مدينة الأقصر . وصف القاتل بالوحش غير كاف لما فعله مهما كانت الأسباب والدوافع . نتمنى على العدالة أن تأخذ مجراها .وأسأل أين هيئات ومنظمات حقوق الأنسان ؟؟ وأين رجال القانون الشرفاء في مصر ؟؟
سدني في 7 / 6 / 2012
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع