نبيل ابادير
تشرفت وسعدت كثيرا بحضوري يوم الأحد الماضي وبحضور كوكبه من المفكرين والباحثين المحاضره الثريه جدا والتي ألقاها سياده الاستاذ الدكتور/ محمد أبو رزقه عميد كليه الحاسبات والمعلومات بالأكاديمية العربيه للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بعنوان " الثوره الصناعيه الرابعه وإقتصاد المعرفه في العالم العربي "، وذلك بدعوه كريمه من المجلس العربي للطفوله والتنميه وفي إطار مشروع المجلس " تمكين الطفل العربي في ظل الثوره الصناعيه الرابعه"
وما يمكنني التعليق عليه هنا من واقع مشاركتي، أننا اذا كنا جادين ونريد أن ندخل بالفعل في عصر الثوره الصناعيه الرابعه فلا نستطيع فقط الإعتماد علي تطوير التقنيات التكنولوچيه بمجالاتها الواسعه جدا والتي تدخل مجالات عديده جدا في عالمنا صناعيه أو زراعيه أو سياحيه وتجاريه وتسويقيه الي غير ذلك من مجالات الحياه، وهو أمر هام جدا لإستيعاب تقنياتها العاليه جدا، وإمتلاك المهارات اللازمه لتشغيلها وإستمرارارها وتطويرها، وبناء بنيه أساسيه صلبه وقويه لإستيعابها،
أقول لا يعتمد دخولنا هذه العصر بإمتلاك واداره مثل هذه التقنيات العاليه، إنما يعتمد وبالأكثر جدا علي تنميه وتطوير وتمكين العنصر البشري القادر بالفعل علي إمتلاك مهاراتها واداراتها وتطويرها وفي كل المستويات الإدارية من المستهدفين الي المسئولين بجميع مستوياتهم الإداريه، ففي مجال التعليم مثلا من الطالب المستهدف بتهيئته وتمكينه من الدخول لهذا العصر الي المدرس الي الاداريين الي المخططين، وفي مجال الزراعه من الفلاح المستهدف الي كل المستويات الاداريه المعنيه بتطوير عمليه الزراعه والري والانتاج وتحسين الصفات الوراثيه الي غير ذلك لنقل الزراعه والمزارع فيما عليه الآن الي ما نستهدفه من دخول عصر الثوره الصناعيه الرابعه.
فالعنصر البشري المعني بفهم وادراك وتقنيات هذا العصر وكيفيه ادارته وتطويره وقد عاشوا فتره طويله من الزمان في سياق مختلف تماما يعتمد علي التقليد والماضويه والعيش في الماضي ورفض الحداثه والتحديث والتغيير "إلي تعرفه أحسن من إلي ماتعرفوش" سياق يعتمد علي التلقين والحفظ وخضوع العقل للماضي وعدم التفكير النقدي "ومن ساب قديمه تاه".
فالمطلوب إما إعاده تربيه هذه الأجيال بمستوياتها المختلفه من جديد لتستطيع أن تدخل سياق الثوره الصناعيه الرابعه،
أو البدء فورا في تطوير نماذج pilots فاعله مرتبطه بسياق هذه الثوره والتركيز العالي في جعلها نماذج للتعلم والمحاكاه والتكرار، من خلال إعداد فريق عمل عالي الخبرات التقنيه والإنسانيه مُمكن وقادر علي التطوير والبحث والإداره للإطلاع بهذه النماذج ومتابعه تطويرها ونقلها.