كتبت – أماني موسى
أحتفى مؤشر البحث العالمي جوجل بالموسيقار الكبير فريد الأطرش، الذي لقب بـ ملك العود وموسيقار الأزمان، ورحل تاركًا تراث موسيقي ضخم بالمكتبة العربية.. نورد بالسطور المقبلة محطات من حياته.
نشأته لأسرة أمراء ووالدته الأميرة علياء المنذر
ولد فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش الشهير فنيًا بفريد الأطرش في منطقة جبل العرب بسوريا 21 أبريل عام 1910، وهو ابن أحد زعماء جبل الدوز في سوريا، ووالدته هي الأميرة والمطربة (علياء حسين المنذر).
بعد وفاة والده عام 1925 اضطر فريد للسفر مرارًا وتكرارًا هو ووالدته وشقيقه فؤاد وشقيقته أسمهان من سوريا إلى القاهرة هربًا من الفرنسيين الذين رغبوا في اعتقاله هو وعائلته لنضال والده ضدهم.
دخوله إلى معهد الموسيقى
درس فريد بمدرسة (الخرنفش) الفرنسية إلا أنه لم يكمل بها، والتحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك، ثم دخل معهد الموسيقى، وفي نفس الوقت بدأ في بيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة.
داخل معهد الموسيقى، وبعد عام بدأ بالبحث عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى ألتقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود.
فصله من المعهد
أقام زكي باشا حفلة يعود ربحها إلى الثوار، أطل فريد تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح في ظهوره الأول، فنصحه المقربين بالانضمام إلى فرقة بديعة مصابني، وبعد أن تغنى مع آخرين، نجح أخيرًا في إقناعها بأن يغني بمفرده.
ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء، فبدأ العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد حينها أصيب بدور برد وعليه تم فصله من المعهد.
وبعدها طلب منه أحدهم العزف على العود للإذاعة مرة في الإسبوع فاستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة، فوافق بشرط الامتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين امتحنوه سابقًا، وغنى أغنية الليالي والموال لينتصر أخيرًا ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة.
أولى أغنياته "ياريتني طير"
سجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليك) كلمات وألحان الملحن الفلسطيني يحيى اللبابيدى فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الإسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدًا جدًا.
التحاقه بفرقة بديعة مصابني ثم شهرته كملحن ومطرب
ثم التحق بفرقة بديعة مصابني كعازف عود وهناك لفت فريد الأنظار إليه، كما بدأ بعدها في الغناء، ولفت إليه الانظار بشدة وخاصة (مدحت عاصم) الذي قدمه بعد ذلك إلى الإذاعة، ولاقت أغنيته الشهيرة (يارتني طير) نجاحًا بالغًا، ثم ذاع صيته كملحن ومطرب بعد ذلك.
بدايته في السينما
في عام 1941 كانت بدايته الفنية في السينما عبر فيلم (انتصار الشباب)، ثم قدم بعده عددًا من الأفلام البارزة التي لعب بطولة معظمها مثل (شهر العسل) عام 1945، (بلبل أفندي) عام 1948، وفي عام 1955 خاض تجربة التأليف عبر فيلم (قصة حبي)، والذي كان أيضًا من إنتاجه.
وفاة شقيقته اسمهان وانعزاله وإصابته بذبحة صدرية
كان لوفاة شقيقته أسمهان في حادث سيارة، أكبر الأثر والحزن داخل نفسه، فأصيب بعدها بذبحة صدرية وظل سجين غرفته لفترة طويلة، ليخرج بعدها ويلقي بنفسه في العمل المتواصل حتى أصيب بذبحة صدرية للمرة الثانية ونصحه الأطباء بالراحة، وظل يعاني من القلب حتى توفي في أحد مستشفيات بيروت بأزمة قلبية.
قصة حب جمعته مع سامية جمال
ترددت الشائعات بوجود قصة حب بين المطرب فريد الأطرش والراقصة سامية جمال، وظلت لفترة، ولكن إصرار فريد الأطرش على عدم الزواج وضع حدًا لهذه الشائعة، وتزوجت بعدها "الفراشة" من رشدى أباظة فى أواخر خمسينيات القرن الماضى، بينما ظل الأطرش بلا زواج حتى وفاته.
سامية جمال أحبت الأطرش قبل أن تلتقيه
ويذكر الأديب مكاوى سعيد في كتابه "القاهرة ومافيها حكايات، أمكنة، أزمنة" فإن سامية كانت تحب فريد قبل أن تلتقيه من خلال أغانيه في الراديو، وفى عام 1940، وجدت مجلة عليها اسم فريد الأطرش، وكانت تلك المرة التى ترى فيها شكله، واشترت عشر مجلات، وذهبت بها إلى صالة بديعة حيث تعمل، وجلست تتأمل فريد وصورته، وعندما ساعدها الحظ في الظهور معه في فيلم "انتصار الشباب" قالت إن فريد أبدى إعجابه بها وغازلها وهو يعطيها رقم تليفونه ويطلب منها أن تتصل به.
7 علاقات عاطفية بينهم الملكة ناريمان
كانت أول العلاقات العاطفية في حياة فريد الأطرش، من فتاة سمراء، تُدعى «مديحة»، من طبقة ارستقراطية، والتي قال عنها فريد الأطرش، في حوار صحفي: «لم تكن السمراء بنت الأثرياء ملكة جمال فقط، لكنها تتمتع بجاذبية خاصة وخفة ظل، مدعومة ببديهة سريعة أعجبته، ولها من جمال ما يليق حقا بملكة جمال».
وعندما لاحظ فريد الأطرش، اهتمامها به، بدأ قلبه يميل إليها، وكثرت لقاءاتهما وزياراته إلى أسرتها، وتقربت «مديحة» من «أسمهان» وأصبحتا صديقتين مقربتين، وبالتالي كثرت زياراتها إلى منزله.
وفي ذات ليلة، ذهب فريد الأطرش مع حبيبته السمراء مديحة إلى ملهى الأريزونا، وكانت ترقص في الملهى الراقصة سامية جمال، التى أعجب بها «فريد» بشدة وبدأت «مديحة» تشعر بالغيرة الشديدة، وقالت له بغضب: «لا بد أن تحترم شعوري، إنك تحطم كبريائي»، ثم وصفت «سامية» بكلمات سيئة، سمعها كل من في المكان، ما أغضب «الأطرش» بشدة، فصفع حبيبته السمراء أمام الناس.
وجمعته قصة حب مع الراقصة ليلى الجزائرية وقدمها في فيلمه عايزة أتجوز، إلا أن هذه القصة لم تستمر طويلا بسبب ارتباطها بلاعب كرة مغربى، وكذا جمعته قصة حب مع الفنانة شادية، كما ترددت أخبار عن علاقة عاطفية جمعته بالملكة ناريمان طليقة الملك فاروق.
وفاته بأحد مستشفيات بيروت
وفي عام 1974 أصيب بأزمة قلبية نقل إثرها إلى مستشفى الحايك في بيروت، وهناك فارق الحياة عن عمر يناهز 64 عام.