عبد المنعم بدوى
أهل زمان كانوا يقولون : مش كل من ركب الحصان خيال ... ولا كل من لبس العمامة خال ، والمعنى المقصود أنه ليس كل من تراه ممتطيا حصانا ليس بالضرورة فارس ، بل قد يكون مجرد عربجى أو سايس خيول ، وأيضا ليس كل من لبس عمامة على رأسه بالضروره يكون فقيها ، فربما يكون " تربى " يسعى بين المقابر متجولا يلتمس الرحمه من ذوى الرحمه .
الشيىء نفسه ينطبق على المحافظين ، فليس كل من صدر له قرار جمهورى بذلك يعد " محافظ " ، فبعضهم بعد تعينه بقليل يصدر له قرار بعزله أو إعفائه أو إقصائه ، لأنه أتضح أمره وسقط القناع عن وجهه ، وكان ولى الأمر فيه مغشوشا أو به مدهوشا أو مخموما أو ملخوما ، أو ربما لأسباب أخرى لم يكشف عنها .
إلى جوار ذلك هناك " محافظين " ، جديرى باللقب ، وبكل ماتحمله الكلمه واللفظ من معنى سام ورفيع يليق بالمنصب .
ولكن كيف نفرق بين الفريق الأول والفريق الثانى ؟ الأمر بسيط .. أستفسر وأستوضح عن ماذا كان يفعل المحافظ قبل التحاقه بالعمل كمحافظ ، فإذا كان فى منصب تافه باهت ضائع فهو من الفريق الأول ، وإذا كان فى منصب عاليا فى مكان محترم وكان بين زملائه وأقرانه محل أحترام وتقدير ، فهو من الفريق الثانى ، وقرار تعينه سائغ وسليم .
فبعض المحافظين من يسعده ويمتعه ويشعره براحه عظيمه ، أن يراه الناس هجاما شتاما ، فهو يرى أنه بذلك يخشاه الناس ويطيعون أوامره ويتمنون رضاه ، حتى لاينالهم سوء من لسانه الزفر .
مثل هؤلاء يفتقدون أهم مايميز الأنسان عن الحيوان ذى الأنياب العضاض ألا وهى الأخلاق ... يقول أمير الشعراء :
إنما الأمم الأخلاق مابقيت ، فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم ....فأقم عليهم مأتما وعويلا