بقلم جورج حبيب ( سيدني-استراليا )
امراة فاضله من يجدها لان ثمنها يفوق اللالئ (ام 31 : 10 )
يتسائل الكتاب المقدس عن المراة الفاضله-وقد وضع لها ثمنا يفوق اللالئ وهذا كناية علي صعوبة الحصول عليها
ولكن لما هذه الاهمية لوضع المراة ؟ فالديانة المسيحية ادركت اهمية المراةو تقدرها - بل وفي قوانين الميراث تعطيها نصيبا مثل الرجل-والله تبارك اسمه منذ بداية الخليقة نجده يقول ( ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره تك 2 : 18 )
واقديس بولس الرسول يصرح بنظرة المسيحية للمراة قائلا ( غير ان الرجل ليس من دون المراة ولا المراة من دون الرجل في الرب 1 كو 11 : 11 ) -وقوله في الرب يوضح النظرة المعادله الالهية للمراة ككيان مساو للرجل
ان المراة اذا بحثنا عن دورها لوجدته دورا عظيما متداخلا في كل كيان المجتمع -فهي الزوجة والام والاخت -هي المشاعر والحنان والعاطفة الرقيقة ونبع الحنان الدائم الذي يرتوي منه الجميع
ولعلنا في هذا السياق نود ان نذكر امثلة لسيدات فضليات -ذكرهم الكتاب المقدس وكانوا سبب بركة لكثيرين ولاسرهم ايضا-لذلك فاق ثمنهم اللالئ-ونذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر الاتي من النماذج :
1- العذراء مريم -والدة الاله ( نساء كثيرات نلن كرامات ولكن عليتي انتي عليهن )
هذه القديسة والتي عاشت في الهيكل منذ طفولتها - وقد ترائي لها ملائكة -واستحقت ان يبشرها رئيس الملائكة جبرائيل وقوله لها ( السلام لك ايتها الممتلئه نعمة لو 1 : 28 )
استحقت ان تكون ام المخلص -ورغم ان الحمل الالهي كان بطريقة وحيدة وعلي خلاف الطبيعة-عندما شرح لها الملاك-قالت في طاعة تامة ( هوزا انا امة الرب ليكن لي كقولك - لو 1 : 38 )
ورغم انه والدة الاله -لم نسمع عنها يوما ان تفاخرت-ورغم ان السيد المسيح كان يصنع المعجزات في كل مكان-لم نسمع عنها انها تفاخرت بذلك -ولا اخبرت الكثيرين ان ابنها من يصنع كل هذه المعجزات -ولا حكت ان الملاك ظهر لها واخبرها بالحمل الالهي ولا اشتكت من فقرها اثناء الولادة -ولا عن عزاب الرحله المقدسة الي مصر-ولا تكبرت بعد ان علمت انها ستكون اما للمخلص-لكن ذهبت تخدم اليصابات وهي حاملا -و عاشت حياة الصمت الكامل-تحملت الام المخلص علي الصليب-وعبرت ( اما العالم فبفرح لقبوله الخلاص واما احشائي فتلتهب عند النظر الي صلبوتك الذي انت صابر عليه يا ابني والهي )-اليست هذه امراة ثمنها يفوق اللالئ
2- سارة زوجة ابونا ابراهيم :
اطاعت زوجها ابراهيم وكانت تحترمة كثيرا وتناديه ( سيدي )
لم تعترض او تناقش -حينما ظهر الله لابراهيم وامره ان يترك اهله وعشيرته الي الارض التي اريك اياها-فكيف تترك حياتها المستقرة ووسط اهلها وعشيرتها لتذهب الي ارض جديدة لا تعرف عنها شيئا-كمن يهاجر الي مكان مجهول-وهو لايدري عنه شيئا-لم يذكر الكتاب انها ناقشت او جادلت في هذا الامر -لكن قبلت في خضوع عام-وهي غير عالمة كيف سيكون المستقبل-وزوجها كان زا جاه ومال بين عشيرته -كيف ستذهب الي المجهول-والذي لا تعلم عنه شيئا قط
وعندما زار الله ابراهيم وامرها بان تصنع طعاما -لم تان ولم تتضايق ولكن في طاعة كامله طبخت وعجنت واقامت كل واجبات الضيافة-ولك ان تتخيل الحياة قديما وكيف لم يكن هناك اية وسائل للمساعدة المنزلية -فليس هناك اية ادوات كهربائية- ولا خلاط ولا فوود بروسسور-ولا ميكروييف وخلافه
لذلك استحقت ان تكون اما لاسحق ابن الموعد-والذي كان سبب بركة لكل من حوله- بعد ان كانت عاقرا-ومضي الوقت لكي تكون اما
2- ابجايل : هذه التي اشتهرت بحكمتها البالغة في القدرة علي حل المشاكل والتي تواجه الاسرة-وحطمت الفكرة القائلة ان اختصاص حل المشاكل من شان الرجال فقط-وان المراة لا تاخذ قرارا ولكنها تابع لزوجها -فاذا كان الزوج غير حكيم -وقفت مكتوفة الايدي لا حول لها ولا قوة-وقد تخسر اسرتها من جراء عدم اتخاذ قرارا وجب اتخاذه في الوقت المناسب وبرؤية معينة-وهذا ما فعلته ابجايل عندما حمق زوجها وشتم رجال داود وردهم فارغين -وتملك الغيظ من داود وقرر ان يقتل زوجها-لكنها لم تقف مكتوفة الايدي ولكن اتخذت القرار واعدت العده-واعدت الطعام وركبت حمارها وذهبت للقاء داود--وحينما اقتربت منه نزلت عن حمارها واعتذرت لداود وقدمت له هداياها ( كانت المراة جيدة الفهم وجميلة الصورة 1صم 25 :3 )
لقد سقطت علي رجلي داود وقالت ( علي انا يا سيدي هذا الذنب ودع امتك تتكلم في اذنيك واسمع كلام امتك ( 1صم 25 : 24 )
ولم يستطع داود ان يقاوم حكمتها اذ قد غلبته بحكمتها -لذلك صرح قائلا : ( مبارك الرب اله اسرائيل الذي ارسلك هذا اليوم لاستقبالي-ومبارك عقلك ومباركة انت لانك منعتني اليوم من اتيان الدماء وانتقام يدي لنفسي 1صم 25 : 33 )-وهكذا نقذت زوجها رغم حماقته وايضا اسرتها بتصرفها الحسن -ولعنا ننظر كم امهات انقذوا بيوتهم وازواجهم واولادهم من موت نفسي وفعلي-اليس ثمنهم يفوق اللالئ
نعمي حماة راعوث : ضربت راعوث المثل في كيفية معاملة الزوجه لحماتها-وكيف اثبتت وحولت تلك العلاقة من علاقة تحدي ومنازاعات لا تنتهي-وكانت زيجات كثيرة تخرب بسبب تلك المشاكل بين الزوجة وحماتها- وبعد موت زوج راعوث -قالت نعمي حماتها لها ولزوجة ابنها الاخري ( اذهبا ارجعا كل واحدة الي بيت امها وليصنع الرب معكما احسانا كما صنعتما باولادي وبي- را 1 : 8 )
وكانت نعمي حماة راعوث قد الحت عليها ان تتركها وترجع الي اهلها -لكن راعوث -قالت ( لا تلحي علي ان اتركك وارجع عنك -لانه حيثما ذهبت اذهب وحيثما بت ابيت -شعبك شعبي والهك الهي ( را 1 : 16 )
وهكذا ضربت كلا من الحماة ( نعمي ) وزوجة الابن راعوث مثلا في كيفية تحويل هذه العلاقة الي علاقة ام بابنه وابنه بام-ونحن نفتقد لتلك العلاقة كثيرا-والتي اما ان تخرب بيوتا او تعمرها
4 -دبورة
تلك القاضية والتي شغلت منصبا هاما ملئته وزاولت كل مهامه بكل قوة وصلابة ( خذلت الحكام في اسرائيل خذلوا حتي قمت انا دبورة قمت اما في اسرائيل قض 5 : 7 )
وعبرت بعد ذلك ( الرب سلطني علي الجبابرة ( قض 5 : 13 )
ورنمت قائله ( هكذا يبيد جميع اعدائك يا رب واحباؤه كخروج الشمس في جبروتها قض 5: 31 )-ظهرت بقوة -لم يظهر بها رجال وقتها وبكل امانة وصدق -ودون اي تخازل-ووقفت امام الجبابرة -وكانت تستمد قوتها من الله ( سلطني علي الجبابرة )
5-بثشبع -زوجة داود الملك وام سليمان الملك ( فدخلت بثشبع الي الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا فقام الملك للقائهاوسجد لها وجلس علي كرسيه ووضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه 1 مل 2 : 19 )
هنا نقف وقفة لاجل هذه المراة والتي ربت ابنها تربية حسنة وعلمته كيف يحترم امه-حيث حينما دخلت عليه قام للقائها وسجد لها ( سجود احترام )-بل وضع بنفسة كرسيا لها لتجلس عليه
وهكذا نحن امام عينة من السيدات الافاضل واللاتي يفوق ثمنهن اللالئ- اذ المراة التي تربي ابنها بهذه الطريقفة فعلا يفوق ثمنها اللا لئ-ان الام التي تربي اولادها في مخافة الله -تنشء جيلا ناجحا في كل اموره-فابنها سيكون ابنا وزوجا ورجلا ناجحا في كل امور الحياة -وهنا يصدق قول الشاعر ( الام مدرسة اذا عددتها اعددت شعبا طيب الاعراق )
ويعوزني الوقت يا احبائي ان تحدثت عن دور المراة في الحياة وتاثيرها في كل مجالاتها-فهي اكسير الحياة -هي الحنان والعاطفة -هي الامومة صانعة الاحيال وام العظماء هي العش الهادئ -هي الصدر الواسع والذي يتكا عليه كل تعبان فيشفي -هي الامان لكل اسرة -هي المهدئ لكل المشاكل-اليس فعلا ثنها يفوق اللالئ -حقيقة من يجدها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟-الي لقاء لاحثك اكثر عن نساء ثمنهن يفوق اللالئ-وبعيدا عن نساء الكتاب المقدس-منهن القديسات -والعلماء والمخترعين والسياسيين-وفي كل المجالات -ان احب الرب وعشنا