عرض/ سامية عياد
الهدوء من الصفات التى تزين الروح والإنسان من الداخل وقد اتصف الرب يسوع بالهدوء فقيل عنه "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته" ، والهدوء علامة قوة فالانسان القوى ثابت لا ينزعج مهما كانت الأمواج حوله "بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم" ..
القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "احترز واهدأ" وضح لنا أن الهدوء ينبع عن سلام داخلى للنفس مصدره الإيمان القوى بالله والتسليم والاتكال عليه ، دواد النبى عاش فى هدوء رغم كثرة الحروب فى مملكته ، كان فى سلام وترنم وكتب سفر المزامير ، كان هدوءه نابع من إيمانه بالله لذا فى الوقت الذى خاف فيه الجميع من ملاقاة جليات الجبار لن يخاف هو بل قال "لا يسقط قلب أحد بسببه ، عبدك يذهب ويحارب هذا الفلسطينى" .
أهم ما يميز الهدوء هو الصمت الذى فيه تتحد النفس بالله فينعكس سكون الله على الروح فتسكن ، وتصير فى هدوء عظيم كالحر الصافى وكغيم الندى ، والهدوء صفة تميز بها الرهبان فقد انسحبوا عن العالم وبقت قلوبهم لله وحده تنعم نفوسهم بالسكينة والهدوء والتأمل فى قدرة الله ومحبته وعمله الخلاصى من أجل البشرية ، جاء فى بستان الرهبان عن القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك ، أنه عندما أتى الى الإسقيط ، كان يدوام على الصلاة والتضرع الى الله لكى يرشده الله وجاء صوت يقول له : (يا أرسانيوس .. إلزم الهدوء والبعد عن الناس وأصمت وأنت تخلص) وبهدوئه صرخ الشيطان : (أحرقتنى أيها الشيخ بكثرة هدوئك واتضاعك) .
الهدوء صفة تجعل من يقتنيها يتصرف بحكمة ويصل الى قرارات سليمة مرضية ، علينا بالصلاة والتدريب على حياة الصمت والجلوس فى فى أماكن هادئة ، والتردد على الأديرة للخلوات ..