كتب – روماني صبري
احتفلت الكنيسة الكاثوليكية، بمصر، بغيد تذكار القديس إدوارد المعترف ملك انجلترا، المولود عام 1004م بمدينة إسليب - اكسفورد في انجلترا، وكان الدانيون اعني أهل الدنمارك في تلك الايام قد غزوا بلاد الانجليز وضبطوها وهدموا كنائسها وأديرتها.
كما أفسدوا جميع ما فيها من الدينيات والدنيويات وأخربوها وبقيت تلك البلاد مدة واقعة تحت هذه البلايا. وذات يوم بينما كان أسقف المدينة يصلى بخشوع طالبا من الله أن يمن عليهم بالسلام. رأى القديس بطرس قدامه إدوارد وعليه حلة الملك وهو يضحك مبتسماً. فأقبل القديس بطرس ومسح إدوارد ملكاً وأودعه وصايا جليلة. وقال له بأنه مزمع أن يصير ملكاً لخير أمته. ثم اضطربت أحوال بلاد الانكليز وساءت أمورها وأفضت إلى قتل الملك إيمنـد أخى إدوارد، بحسب المركز الإعلامي القبطي الكاثوليكي.
أستشفع بالقديس بطرس. ونذر أن يحج إلى قبره في روما ان بلغ اربه فاستجاب الله دعاء إدوارد. وعما قليل طرد الدانيون من تلك البلاد. واستراحت المملكة من بغيهم ومساوئهم. ثم بويع إدوارد بالملك ففرح به جميع الناس ونهض إدوارد وأزال بأنوار فضائله الساطعة تلك الظلمات المكتنفة بها تلك البلاد من كل ناحية.
فى قليل من الزمان عاد السلام والراحة والأمان فى المملكة، ثم ألحت عليه الأمة بأن يتزوج لكى يخلد للمملكة بذريته النجاح والأقبال. فوقع إدوارد فى حيرة عظيمة. وذلك لأنه كان قد نذر فى قلبه أن يبقى بتولاً.
وأخيراً تزوج بأوديثـة ابنه غـودوين أحد شرفاء المملكة. وقصد بذلك ارضاء الأمة واستمالتها إليه لمجد الله ولخير البلاد. ولكنه اعلم قرينته بنذره. وطلب إليها أن توافقه على حفظ البتولية فرضيت. فلبثا على الدوام متمسكين بالعفة. وجازاهما الله عن ذلك بأفضل النعم. وزادهما نجاحاً واقبالاً. من جملتها ان الدانيين ولو انهم كانوا قد طردوا ونفوا من بلاد الانكليز. أغاروا بعد ذلك عليها ثانية، ولكنهم بادوا قاطبة في البحر.
ثم قصد الملك أن يحج بمقتضى نذره إلى روما ودعا عظماء المملكة ووزراءها وخاطبهم فى ذلك. ثم كتب إلى البابا ايضاً. واستشاره فى هذا الأمر. لأنه كان يخاف على المملكة فى حين غيابه. فكتب إليه البابا بأن يبقى فى المملكة. وفسح له هذا النذر لأجل خير الأمة.
وجزم عليه بدل ذلك أن يوزع نفقات السفر على الفقراء ويقيم ديراً على اسم القديس بطرس. وايد له الرب ذلك بواسطة وحي ايضاً. فشيد الدير بمدينة لندن. واتخذ مقبرة لملوك الانكليز منذ ذلك اليوم. ومن الله على الملك إدوارد بكرامات كثيرة فى حياته وبعد مماته.
وحضر بين يديه يوماً أحد الايرلنديين وهو لا يطيق المشي. فقال له قد طلبت من القديس بطرس ست مرات أن يشفينى. فأشار إلي بأن آتيـك واستشفعك لذلك. فشفاه الملك، وكان له إكرام خاص للقديس بطرس الرسول ومار يوحنا وينال منهما المواهب العظيمة. ثم وقع مريضاً وبقى يومين غائباً عن حسه. ورقد فى الرب فى 5 يناير عام 1066م. وقد ملك ثلاثاُ وعشرين سنة. وجرت من بعد موته كرامات عظيمة وآيات باهرة سماوية. وفتح قبره بعد ست وثلاثين سنة، فوجد جسده صحيحاً سالماً من الفساد،وأعلن قداسته البابا إسكندر الثالث يوم 7 فبراير عام 1161م.