في مطرانية طنطا، صلى وفد من علماء الأزهر الشريف'> الأزهر الشريف صلاة الظهر بداخلها، وذلك في إطار لقاء بين علماء الأزهر الشريف'> الأزهر الشريف ورجال الدين المسيحي من إيبارشيتي طنطا والمحلة الكبرى في ندوة تمت فيها مناقشة مسئولية دور العبادة في تنمية الانتماء، وأثارت صور علماء الأزهر وهم يصلون بداخل المطرانية الجدل لدى رواد السوشيال ميديا حول مدى مشروعية ذلك، وانقسمت الآراء حول من رأوا ذلك مخالفًا للشرع وبين من ذكروا موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه مؤكدين أن الصلاة في الكنيسة جائزة، بينما ذكر آخرون صلاتهم بداخل بيوت أصدقائهم المسيحيين، حيث تعلق صور المسيح والعذراء والصليب.
فهل تجوز صلاة المسلمين في الكنائس؟
يعلق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة، أن ما فعله علماء الأزهر من الصلاة بداخل مطرانية طنطا له أصل في الإسلام، قائلًا إن معابد أهل الكتاب لها الاحترام لأن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم: " وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا"، ثم ذكر كريمة موقف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه ابن خلدون في التاريخ حين كان في الشام وزار كنيسة القيامة وحانت صلاة الظهر، فقدم له البطريرك مكانًا للصلاة في الكنيسة، فقال عمر رضي الله عنه: أخشى إن صليت هنا أن يأتي مسلمون من بعدي فيقولون ههنا صلى عمر فينتزعونها منكم، ثم صلى عمر على درج الكنيسة، يقول كريمة: أي على البسطة الخارجية عند الباب، ثم كتب لهم عهدًا أن هذه الدرج لا يؤذن عليها فيما بعد للمسلمين ولا يصلي عليها حتى لا تنتزع من أهل الكتاب، وأشار كريمة أن سر امتناع سيدنا عمر عن الصلا بداخل الكنيسة هو خوفه من أن تنتزع من أهل الكتاب بذريعة أنه صلى في هذا المكان، فلو كانت الصلاة في الكنيسة غير جائزة ما قال عمر ذلك، "وعلى هذا الأساس فتصرف شيوخ الأزهر هو تصرف حضاري إنساني له أصل في التشريع الإسلامي فالصلاة في الكنيسة جائزة وليست ممنوعة قولًا واحدًا".