مؤمن سلام
يعتقد أغلبنا أن رجال الدين رافضين للإصلاح الديني، لكننا لا نأخذ في الاعتبار فرضية أخرى مهمة هى أنهم عاجزون عقلياً على القيام بهذا الإصلاح.
فإصلاح وتطوير أى فكر أو أيديولوجي أو دين يتطلب عقلية أكثر تطوراً وانفتاحاً وعمقاً وإدراكاً للنص الديني وللواقع في نفس الوقت، بحيث يستطيع الخروج بتفسيرات وتأويلات جديدة للنص تتوافق مع العصر.
إلا أن في ظل عقليات تعلمت بطريقة الحفظ والاسترجاع وليس اعمال العقل في النص، من الصعب عليها أن تتجاوز
ما حفظته وقدسته من كلام البشر، إلى اعمال عقلها هى بدون خوف أو كسل، ولذلك فهى عقليات إما عاجزة عن التفكير أو خائفة من التفكير أو تكسل عن التفكير.
هذه فرضية لابد أن نأخذها في الاعتبار هى العجز العقلي لرجال الدين عن تطوير ما قدمه من سبقوهم ليوافق التطور الإنساني.
ولهذا يجب أن لا تنتظر الأمة أن يُطور هؤلاء عقولهم بحيث تكون قادرة على تطوير الدين، على الأمة أن تسير في طريق الحداثة وإن أراد هؤلاء اللحاق بها فمرحبا، وإلا فلنتركهم في غياهب جُب القرون الوسطى، وعلى كل حال فلا يوجد أمة من الأمم تخلوا ممن يقدسون القرون الوسطى وعصور الظلام.