بقلم جورج حبيب
لا يخلو التراك عزيزي القارىء من الفرسان الاقباط وفي شتي المجالات رجالا ونساء
والعدد الماضي كنت قد كلمتك عن السيده ماجي جبران تلك القديسة التي تركت التدريس بالجامعة -وتفرغت لرعاية الاطفال اليتامي -واستطاعت ان تؤسس اماكن متعدده لخدمتهم علي صعيد الوجه البحري والقبلي-بل واستحقت ان ترشح لجائزة نوبل
واليوم احدثك عن فارسة جديدة في مجال طب النساء-بل واول دكتورة لامراض النساء في مصر-وكان الاقباط الاطباء لهم باع طويل في مجال امراض النساء -وبعد ان قهروا في ايامنا الحاليه عن ممارسة طب النساء لانهم اقباط-واصبح التحاق اي طبيب او طبيبة اقباط بقسم امراض النساء ممنوعا-لا لشيء الا للهوية القبطيه
الدكتوره هيلانه اندراوس
هي اول طبيبة سيدة في مصر زاولت مهنة وتخصص امراض النساء في
مصر-بل وهي اول طبيبةمصرية تصبح مديرة مستشفي كتشنر في شبرا
بالقاهرة-هذا وقد نالت شهرة كبيرة بعد ان افتتحت عيادتها الخاصة
وتهافتت عليها الكثيرات من المرضي من اجل كفائتها وامانتها ايضا
وتعتبر الدكتوره هيلانه حالة نادرة في ذلك الوقت نظرا لما كانت تقوم به من امور غريبة في هذا الوقت منها انها كانت تقود سيارة لاجل توليد النساء في الحالات العسرة-في الوقت الذي لم تكن هناك سيدة واحدة بمصر تقود سيارة
ولعلنا نحاول ان نلقي بعض الضوء علي حياة هذه العبقرية -فقد ولدت بمدينة طنطا-وقد ذهبت الي انجلترا في بعثة دراسية هناك -ولكنها فوجئت انها بعد الدراسة ستحصل علي ما يعادل شهادة الثانوية العامة بمصر-الامر الذي لم يرض طموحها-لذلك ارسلت خطابا الي السفارة المصريه بانجلترا مطالبة برجوعها الي مصر لاكمال دراستهافي مجال الطب-وقد كان قد تم انشاء جمعية بمصر تسمي جمعية كيتشنر لاقامة مستشفي للمرضي النساء ويتولي ادراتها طبيبات نساء مصريات
هذا وقد اختير فريق من المصريات للتدريب والدراسة بانجلترا -وكانت الدكتوره هيلانه من ضمنهم -وعليه فقد التحقت بمدرسة الطب بلندن وذلك عام 1922 -حيث اجتازت سنين الدراسة بنجاح وتفوق -هذا وفي عام 1929 تخرجت من مدرسة الطب بلندن واصبحت قادره علي ممارسة الطب -ولم تكن قد بلغت من العمر 25 عاما
بعدها رجعت الي مصر في عام 1930 واصبحت حاملة لشهدة الطب والتوليد
هذا وقد التحقت بمستشفي كيتشنر حيث اختيرت لتحل مكان الطبيبه الانجليزية التي عادت الي لندن
هذا وقد شجعها الدكتور علي بك -علي فتح عيادة خاصة لها الي جانب العمل بالمستشفي كما كانت تقوم بجراحات التوليد بالمستشفي القبطي بالقاهره وبتكليف من الدكتورنجيب محفوظ باشا وهورائد طب النساء بمصر انذاك
واستمرت في عطاءها كحالة فريدة كاول طبيبة قبطيه مصريه تعمل
في مجال النساء والتوليد
والسؤال الان لماذا يتم تجاهل تاريخ هذه الطبيبة ذو القامة العالية
واول رائدة سيدة في المجال-لماذا لا يكتب عنها ولو القليل للاجيال الحديثة ليروا اناسا اقباطا وقد نبغوا -ولعله قد ان الاوان ان يرفع الحظر عن دخول الاطباء الاقباط مجال النساء والتوليد-ونحس اننا نعيش وسط عالما متحضرا-لا اساس فيه للتمييز علي اساس ديني او نوعي او لوني-وهذا هو شان الامم المتقدمة
تحياتي ايها القاريء العزيز-والي لقاء اخر مع فارس او فارسه من فرسان الاقباط