"بيشوي جرجس" طفل جاء للحياة بعد 13 عاما من الانتظار ثم اختفى فجأة من أمام منزله في منطقة العامرية بالإسكندرية، صدمة نفسية لم تتحملها والدته، التي ظلت سنوات طويلة تبحث عن طريقة لإنجاب ولد يؤنس وحدتها من سؤال الأطباء وحتى الذهاب لدير لحدوث معجزة تُعيد لها الحياة وبعد أن تحققت توفي زوجها بعد والدة رضيعها بشهرين أثناء إجراء عملية، وغاب الطفل بعدها بعامين لتغيب هي الأخرى عن العالم في انتظار معجزة ثانية تعيد لها صغيرها.
يحكي سمير كامل، زوج خالته، أنهم لم يتوقفوا عن البحث حتى يعيدوا الطفل لوالدته التي جرى حجزها في المستشفى لفترة طويلة بعد إضرابها عن الطعام ودخولها في حالة نفسية سيئة جعلتها في معزل عن الناس: "مبقتش تتكلم ولا تعرف حد بتنام وتصحى وهدوم ابنها في حضنها"، صدمة كبيرة أصابت العائلة التي تعطشت لرؤية صغيرهم لكن لم تكتمل فرحتهم وتحول البيت لمأتم.
"جالهم بعد شوقة وأبوه ملحقش يشبع منه ولا يفرح بيه مات بعد ولادته بشهرين وأمه هتموت عليه بعد ما اتخطف"، حسب "مرجو" خالة الطفل، مؤكدة أن الفرحة لم تدخل بيتهم منذ شهرين حين استيقظوا على كابوس اختفاء الطفل الذي كان يلعب أمام البيت كباقي أقرانه: "العيلة كلها بدور على الطفل وعندنا أمل في ربنا أنه يرجع"، لافتة إلى أنهم حرروا محضر بخطفه منتظرين نتيجة التحريات.
سيطرت حالة من الحزن على جميع أفراد العائلة منذ يوم 7 أغسطس الماضي، لم يتركوا وسيلة إلا واستعانوا بها لعودة الصغير: "ده الطفل اللي هي طلعت بيه من الدنيا وكلنا بندور عليه لحد ما يرجع"، تقولها مرجو مؤكدة أن خبر الموت أهون عليهم من الحالة الصعبة التي يعيشها الجميع حاليًا دون معرفة مكان الطفل ودخول والدته في نوبة اكتئاب شديدة: "ياريت كان توفى كنا هنرضى بقضاء ربنا اللي خلقه لكن منعرفش طريقه وده أصعب"، متمنية أن يبحث معهم الجميع على الطفل حتى يجدوه سالمًا: "مفيش حاجة بعيدة عن ربنا".