عبد المنعم بدوى
لايعرف الكثيرين أن دير الأنبا أنطونيوس له دور كبير فى حرب الأستنزاف ، فهذا الدير يقع على مسافة حوالى 50 كيلو من فنار الزعفرانه على خليج السويس على طريق الزعفرانه الكريمات ، مبنى فى بطن جبل الجلاله القبلى ، بناه القديس أنطونيوس ، أول راهب فى الديانه المسيحيه ، حيث وُلِدَ القدّيس أنطونيوس مِن أبَوَينِ مسيحيَّينِ ثَرِيَّين، في صعيد مصر (قرية كوما) حوالي عام ٢٥١م. تُوفِّيَ والداه باكرًا، تاركَين إرثًا عائليًّا غيرَ قليل ، كان للموت أثرٌ إيجابيٌّ في نفسه، إذ وَلَّدَ في نفسِه شرارةَ الحياةِ الأبديّة.، عاش عيشةَ التخَلّي، فانتقلَ أوّلًا إلى ضفاف النيل ، وَمِن ثَمَّ طلبَ التوحُّدَ أكثر، فقصد عُمقَ البرّيّة. وأنتهى به المطاف الى سفح جبل الجلاله القبلى بالبحر الأحمر ، لُقّب بأبي الرُّهبان، مع أنّه تعلّم كثيرًا مِن نُسّاكٍ سبقوه .
قدم هذا الدير أثناء حرب الأستنزاف فى الفتره من 1969 وحتى حرب أكتوبر 1973 ، الكثير من الخدمات للوحدات العسكربه الموجوده فى منطقة الزعفرانه ، وأهمها إمدادهم بمياه الشرب من العين الموجوده داخل الدير ، وكان أيضا مكان لإيواء المصابين والجرحى من الجنود والضباط ، فضلا عن تقديم الدعم المعنوى بالصلاه والدعاء لهؤلاء الجنود بالنصر .
لذلك قمت بزيارة هذا الدير فى أجازة ذكرى حرب أكتوبر ... إحياء لذكرى تلك الحرب والتعرف على الرهبان الموجودين بالدير ، وشرح دور هذا الدير فى حرب تحرير سيناء .
قابلونى رهبان الدير مقابله طيبه ، وأستمعوا الى شرحى لدور الدير ، وذكرياتى فى هذا الدير أثناء حرب الأستنزاف ، وكانت أول مره يسمعوا هذه المعلومات ..
طالبونى بزياره أخرى يتم الترتيب لها مسبقا ، لعمل محاضره عن دور دير الأنبا أنطونيوس فى حرب الأستنزاف .