"قلب من حجر" .. أقل ما يمكن أن توصف به السيدة الثلاثينية "نوره .ا.م"، بعدما تلفحت بالنذالة والجحود مرتدية عباءة الشيطان، فلم تكتفِ بخيانة زوجها الرجل الستيني، بل قررت أن تمحي خطيئتها بارتكاب جريمة قتل بشعة أنهت خلالها حياة رضيعها الذي أنجبته من علاقة غير شرعية بإلقائه داخل مصرف مائي (ترعة)، فلم يرتجف قلبها لصرخاته، واستمرت فى تنفيذ جريمتها، ثم عادت نحو المنزل وأخبرت زوجها عقب رجوعه من العمل، أن شخصين وسيدة، اقتحموا المنزل عليها، وخطفوا الطفل منها بعد سؤالها عن المبالغ المالية التي يتحفظ بها زوجها في المنزل، على أمل ألا ينكشف أمرها، لكنها لم تدرِ أن عدالة السماء كانت تقف لها بالمرصاد ليتم كشف الحقيقة خلال أيام من قبل رجال المباحث.
 
بداية القصة 
تلقى اللواء محمد مراد، مدير أمن بني سويف، إخطارا من المقدم أحمد بهجت، رئيس مباحث إهناسيا، يفيد بأن فران، يبلغ من العمر 60 سنة، مقيم بدائرة المركز، يتهم شخصين وسيدة مجهولين حضروا إلى منزله، وقاموا بالتحدث مع زوجته، 34 سنة، وسؤالها عن المبالغ المالية التي يحتفظ بها، ثم قاموا بمغافلتها، وخطف ابنهما البالغ من العمر شهرا واحدا، ثم لاذوا بالفرار.
 
فريق بحث 
فور تلقي البلاغ شكل المقدم أحمد بهجت، رئيس مباحث مركز إهناسيا، فريق بحث لجمع التحريات اللازمة عن الواقعة، 24 ساعة قضاها رجال البحث الجنائي بمحيط مسرح الحادث بحثا عن بعد السؤال الأبرز " من هم مرتكبي الواقعة"، لم يتسلل يأس أو ملل إلى فريق البحث، ثمة يقين يسود تحركاتهم، وأن الله سيبعث لهم طوق نجاة تنحل معه تلك العقدة، حتى جاءت على لسان مخبر سري هو الأشهر في المنطقة التي شهدت الواقعة بقوله: "زوجة المبلغ سيدة سيئة السمعة ومتعددة العلاقات الجنسية مع الرجال، وأنها أنجبت نجلها إبراهيم (الضحية)، من شهر ومنذ ذلك الوقت بدأت خلافات بينها وبين أسرة زوجها بسبب سوء سلوكها".
 
وبدأ فريق البحث بتكثيف التحريات حول السيدة واستدعائها لتدلي باعترافات تفصيلية قائلة: "تزوجت زوجي البالغ من العمر 60 عاما، منه منذ 5 سنوات، وأنجبت منه طفلة عمرها 4 سنوات، وأنها نتيجة علاقاتها المتعددة ومرورها بحالة نفسية، حملت طفلا، وطوال فترة الحمل حاولت إجهاض نفسها مرتين إلا أن الجنين ظل في بطنها، وبعد ولادتها فوجئت بأنه طفلا، مستطردة: "زوجي كان سعيد بيه أوي، لكن بعدها ضميري بدأ يوجعني فقررت التخلص من الطفل وفعلا خرجت إلى ترعة مجاورة للمنزل في القرية التي نقيم فيها وألقيت بطفلي في الترعة، وعندما عدت اخترعت رواية أن هناك شخصين دخلا إلى المنزل وخطفوا الطفل وقلت لزوجي عايزة ابني، فتوجه إلى الشرطة وحرر محضرا، متابعة: "مكنتش أتوقع أن كذبتي سيتم كشفها بهذة السرعة من قبل رجال الأمن".