سليمان شفيق
ونحن نحتفل بذكري حرب اكتوبر 1973 المجيدة ، نحيي ذكري شهداء قواتنا المسلحة العظام في تلك الذكري الخالدة ومحل فخر المصريين جميعا لما تحملة قلوبنا من اعتزاز وتمجيد لقواتنا المسلحة الباسلة سواء في تلك الحرب او في الحرب ضد الارهاب ، الا ان تلك الذكريات العظيمة تزامن معها ذكري مؤلمة وهي الذكري التاسعة لمذبحة ماسبيرو لذلك اعيد نشر مقال قديم لجرح لم يندمل لانه.
ستظل مذبحة ماسبيرو وشمًا على جبين ضمير الوطن لن يمحوه إلا قصاص العدالة، وفتح تحقيق شفاف ومحايد من قضاة مستقلين ، واعتذارعن تلك المذبحة ممن حرضوا او اتخذوا القرار وتسببوا فى هذه المذبحة، خاصة قائد الشرطة العسكرية حينذاك حمدي بدين والمذيعة رشا مجدي ، وإقامة نصب تذكارى للضحايا ، واعتبارهم شهداء الوطن ، حتى لا يتكرر ما حدث. لسنا فى معرض مذبحة سرية أو اتهام الإرهابيين الإخوان بها لمحو العار الذى يلتصق بالقتلة، لان المذبحة بثت علي الهواء ، ولا يقع اي عار علي القوات المسلحة المجيدة، لان المذبحة حدثت من افراد ، ولن يضر قواتنا المسلحة المجيدة كشف الخطأ ومعاقبة هؤلاء ،لان عدم كشف هؤلاء يعني التستر على المذبحة، لأن المصالحة الحقيقية يجب أن تكون بتطبيق العدالة الانتقالية، فى ذكرى المذبحة التى راح ضحيتها (27) شهيدًا ما بين دهس من مركبات الجيش، أو إطلاق نار فى قتل عمد، نعيد قراءة ما نص تقرير لجنة تقصى الحقائق الرسمية: (12) شهيد من دهس مركبات الجيش: (على الجانب المواجه لمبنى ماسبيرو وبمحاذاة النيل فى اتجاة التحرير، كانت هناك أربع عربات جيب وخلفها ثلاث مركبات مدرعة ومركبتين مدرعتين من حاملات الجنود تقف جميعًا ملاصقة للرصيف فى نفس الاتجاه، بدأت المركبات المدرعة فى التحرك بعد دقائق قليلة من بداية استخدام الشرطة العسكرية للقوة لتفريق المتظاهرين ومنعهم من التقدم للمنطقة المحيطة بمبنى ماسبيرو، وهو نفس المنهج المستخدم لفض تظاهرة مساء الثلاثاء 4 أكتوبر. فتحركت ثلاث مركبات مدرعة، الواحدة تلو الأخرى، بشكل متلاحق وسريع فى شارع كورنيش النيل فى اتجاه كوبرى أكتوبر، ثم تبع ذلك تحرك مركبتين مدرعتين فى نفس الاتجاه لكوبرى أكتوبر. وكانت حركة المدرعتين الأولى والثانية بين المتظاهرين بالغة السرعة ودائرية، فغيرت خط سيرها من الاتجاه صوب كوبرى أكتوبر إلى الاتجاه المعاكس صوب ماسبيرو. ونتيجة للسرعة الشديدة التى كانت تسير بها المدرعتان الأولى والثانية، قامتا بدهس عدد من المتظاهرين، ليسقط 12 من القتلى، بالإضافة إلى حوالى خمسة من الجرحى بإصابات بالغة، وفقًا للبيانات المتوفرة حتى تاريخ التقرير، وكل ذلك ثابت بموجب شهادات موثقة وتسجيلات حية لوقائع الدهس.
وقد حصلت لجنة تقصى الحقائق على شهادة حية من أحد المصابين الذى فقد أخيه نتيجة الدهس من إحدى المركبات المدرعة. وقد أنقذت العناية الإلهية الشاهد من الموت، إلا أن نفس المركبة المدرعة دهست قدمه اليمنى كما ألحقت به إصابات بالغة. وروى فى شهادته أنه بعد إصابته فى تلك الأحداث تم إلقاؤه فى مدخل إحدى العمارات المجاورة لمبنى ماسبيرو، فوق ما يقرب من أربع إلى خمس جثامين، حيث أعتقد من قام بنقله أنه قد فارق الحياة.. وقد ورد للجنة العديد من الشهادات التى تؤكد أن هذه الجثامين لعدد من ضحايا الدهس وإطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين. وكان قد تم نقلهم إلى مدخل العمارة التى يقع بها مقر قناة 25يناير. وكان المتظاهرون قد قاموا بنقل الجثامين التى تم دهسها إلى مداخل البنايات المقابلة للكورنيش فى ظل حالة من الذهول الشديد إثر بشاعة المشهد، فى حين تأخرت سيارات الإسعاف فى إخلاء الجثامين والمصابين نتيجة الدهس من مكان الأحداث، حسبما ورد فى أقوال الشهود.
ووفق ما صرح الدكتور ماجد لويس «مدير عام بمصلحة الطب الشرعى» فى مداخلة هاتفية: «أنه لم ير فى حياته قط جثثًا فى حالة سيئة بهذا الشكل من قبل، مضيفًا: إنها تفوق فى القسوة جثث ضحايا الحرب وبأنها تفوق مأساة جثث ضحايا مذبحة الأقصر فى عام 1997». واختتم تصريحاته: «الجثث مهروسة والعضم مطحون، وبها الكثير من الكسور وتهتك فى الأحشاء، وأخرى كان سبب الوفاة فيها إطلاق عيار نارى».
لنتذكرهم وندعوا لهم بالرحمة: أسامة فتحى، أمين فؤاد أمين، أيمن صابر بشاى، أمين نصيف وهبى، جمال فايق ونيس، جرجس راوى راجى، سامح جرجس فكرى، رومانى مكارى جرجس، شنودة نصحى عطية، هادى فؤاد عطية، وائل ميخائيل خليل، ميخائيل توفيق جندى، شحات ثابت معوض، صبحى جمال نظيم، عيسى إبراهيم رزق، فارس رزق أيوب، مايكل مسعد جرجس، مجدى عبدة رزق، مجلى منير مجلى، مسعد مهنى مسعد، مينا إبراهيم دنيال، نصيف راجى نصيف. نحن نحتفل بنصر اكتوبر المجيد ، ولا ينغص فرحتنا سوي دموع امهات فقدن ابنائهن ، او غصة في قلب اب فقد ابنة ، والحق فوق القوة ، ولن ننسى حتى تطبيق العدالة ، المجد للشهداء في سيناء 1973 او في ماسبيرو2011.