كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
المغفل هو من لا فطنة له ومن السهل إقناعه بأي أمر حتى لو كان يمثل " توريطة " ضارة به .. المغفل مشتق من كلمة غافل والغافل هو الذي لايفطن لما يُحاك ضده و القانون قد يحمي الغافل اذا ثبت بأن كان هناك قصد لتغفيله ولكن هنالك غفلات يقع فيها البعض بجهل القانون ومثل هذه الغفلات هو الذي لايحمية القانون .
و القانون لا يقتنع و لا يعول إلا على الأدلة و الإثباتات و الشواهد رغم أنه وجد لحماية مثل هؤلاء
إلا أنه واقعيا لن يحميهم إذا كانوا من الغفلة حتى أنهم أضاعوا حقهم بإيديهم لكن لازال أمر المقولة الشائعة محل خلاف بين القانونيين و غير القانونيين ..
يؤيد رجال القانون أن الفوانين والتشريعات وضعت لحمايه الجميع ، ولكن لا يمكن الدفع بالجهل به. إذ أنه يفترض العلم بالقانون من الكافه بمجرد نشره بالجريده الرسميه عقب صدوره وإقراره رسمياً.. وذلك حتى لا يتنصل أحد من المسئوليه أمام القانون أو التمتع بمركز قانونى أفضل فى حال قبول الدفع بالجهل بالقانون .
نعم ، القانون يحمي الجميع بدليل وجود أحكام خاصة تُحدد متى يكون العقد باطلًا ومتى يكون قابلًا للإبطال في حال وجود عيب يشوب الإرادة ، وأحكام تنظم الوعد بالبيع والبيع بشرط المذاق والبيع بشرط التجربة وأحكام خاصة بالغبن على سبيل المثال .
من أوراق تاريخنا في الشرق الطيب وحكاويه يذكر لنا الكاتب " هشام عبد المنعم " حدوتة " الشريف حسين أمير المغفلين " ، والتي يصف فيها الحال الذي كان عليها الشريف حسين أمير مكة والتي استغلها الأعداء لتفتيت وسقوط دولة الخلافة العثمانية .. يقول " لقد بلغ الشريف حسين منتهاه في الغفلة وعدم الفهم للأحداث والدوافع لخطط العدو فاندفع بكل قوته في خدمة أغراض العدو حتى لما صدر وعد بلفور لليهود وانتشر خبره بين الناس، أرسل حسين بكل سذاجة لانجلترا يستفسر عن صحة الخبر فأرسلت انجلترا أحد مسئوليها وهو الكولونيل باست برسالة للشريف الساذج لتستكمل خداعه قائلة: إن الحكومة البريطانية لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع حرية السكان العرب من الناحيتين السياسية والاقتصادية. وقد صدَّق الشريف حسين مقولة بريطانيا التقية الشريفة! وقال لهم: إنه ما دامت الغاية من وعد بلفور هو أن تهيئ لليهود ملجأ من الاضطهاد، فإنه سيبذل كل نفوذه ليساعد في تحقيق تلك الغاية، والتي أصبحت بعد ذلك واقعًا أليمًا نتجرع مرارته ليومنا الحالي...إن فهم الشريف حسين للثورة كلها كان من وجهة نظر دينية ، ولكنه أوتي من قبل غفلته بمخططات الأعداء ومن قبل أطماعه في الزعامة والقيادة، وهذا الفهم الساذج للقضية جعل الإنجليز ينصرفون عنه بعد استنفاذ الغرض منه تمامًا كما يلقى الحذاء بعد اهترائه! " .
وفي عصرنا الحالي ازدادت أعداد ضحايا إجرام أشرار أزمنة الانفلات الاجتماعي والقيمي ، وكان الرد عليهم بالمقولة الشهيرة الشائعة " القانون لا يحمي المغفلين " ..