عرض/ سامية عياد
مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والانتشار الواسع للميديا والتكنولوجيا الحديثة ، تراجع دور الأسرة كمصدر أساسى للتربية وتصدرت الميديا المشهد وصارت كالطوفان يحتاج من يحمى أبنائنا منه ..
قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "حراس النقاوة" وضح لنا خطورة انشغال الأسرة عن تربية أبنائها فهو يجعلهم فريسة للوقوع فى براثن الميديا التى يقضون أمامها ساعات طويلة سواء على التليفزيون والقنوات الفضائية أو اجهزتهم الخاصة الموبايل واللابتوب وغيرها ، فيستقون منها كل شىء نقى او غير نقى ويكون الطريق متسع لمحاربة الشيطان والتربص بهم ، كادت الميديا للأسف تزاحمنا فى بيوتنا وبين أبنائنا ، بل تريد البقاء معنا والسيطرة علينا ،
وتعتمد الميديا على العين بشكل اساسى ونحن نعيش عصر الصور الملونة والمدهشة والمؤثرة وخلال العين والأذن يدخل 88% من المعرفة بحلوها ومرها الى عقل الإنسان وقلبه وكيانه ، وهنا نذكر كلام الكتاب المقدس "سراج الجسد هو العين ، إذا كانت عينك بسيطة ، فجسدك كله يكون نيرا ، وإذا كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما ، وإن كان النور الذى فيك ظلاما ، فالظلام كم يكون" .
ويقع على الأسرة عبء أكبر فى حماية أبنائها من الميديا وتعليمهم سلوكيات النقاوة ، وهناك عدة توجهات تساعد الأسرة على ذلك وهى أولا: يجب عليها أن تحدد كمية الميديا التى تدخل البيت ، يجب أن نشبع أبنائنا من كلمة الله ومعرفة الحق ، لأن الصغار مثل الاسفنجة يمتصون كل شىء فى البيئة المحيطة ، لذلك يجب الإكثار من فترات الاستماع والقراءة للقصص الكتابية للصغار التى تزرع فيهم مخافة الله ، ثانيا: يجب تعليم الأبناء مهارات التمييز والإفراز بين الجيد والردىء ، فقد يتعرضون لبعض المشاهد التى لا تعكس الحقيقة وتتكرر أمامهم لذا على الأسرة أن تشرح لهم حقيقة الأمور .
ثالثا: نحتاج أن نربى النشىء على الصخر وليس على الرمل ، فالصخرة هى المسيح ، كلمة الله هى الوصية التى يجب أن نقيم عليها تربية أبنائنا وبالتالى تحصينهم جيدا مما يشاهدونه ويتأثرون به على الميديا ، رابعا: اتاحة الوقت الكافى للتواصل الأسرى مع الأبناء ، الحوار معهم بحكمة ونقاش ومعرفة ما يشغلهم والرد على تساؤلاتهم مع تخصيص وقضاء وقت مشترك للصلاة وقراءة الإنجيل والترانيم والألحان ، خامسا : كلمة "لا" يجب أن يسمعها الابن من اسرته فهى كلمة تضع حدودا سلوكية من الصغر وفى فترة المراهقة ، ويصبح باستطاعته أن يقول هو "لا" لأى شىء ضد النقاوة .
الأباء والأمهات كرسها الله لبناء جيل على الصخر ، علينا باليقظة لتربية ابنائنا سلوكيات النقاوة ، ونبنى معهم طريق القداسة ، مع التشجيع المستمر وبحكمة على طول الطريق ، فالبيت هو الأساس الأول فى التربية قبل الكنيسة ، فالكنيسة تبدأ من البيت ..