الأقباط متحدون - إرهاب بالجملة!
أخر تحديث ١٠:٤٨ | الأحد ٣ يونيو ٢٠١٢ | ٢٦ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٨٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

إرهاب بالجملة!


بقلم- أشرف عبد القادر
هذا هو المقال الرابع الذي أنقل فيه لقرائي الأعزاء الفقرات المهمة من كتاب "هؤلاء هم الإخوان" لـ"طه حسين ومحمد التابعي وعلي أمين وجلال الحمامصي وكامل الشناوي وناصر الدين النشاشبي".. كان عنوان المقال الأول "ليس هناك إخوان... وإخوان"، والمقال الثاني "ليسوا إخوانًا... وليسوا مسلمين!"، والمقال الثالث "تعبئة قوى النشر والإرشاد"، وفي هذا المقال نقرأ شهادة الأستاذ "علي أمين" في الإخوان المسلمين، فيقول في صفحة (79) تحت عنوان "إرهاب بالجملة":
 
"اعترف الإخوان أنهم هم الذين قتلوا النقراشي رئيس الوزراء والخازندار رئيس المحكمة، وحاولوا نسف محكمة الاستئناف ودور السينما والمنشآت العامة، واعترف الهضيبي أن رئيس الجهاز السري استأذنه أخيرًا في عمل مظاهرات مسلحة. وأنكر الهضيبي أنه أستؤذن في اغتيال جمال عبد الناصر. فإذا كان هذا صحيحًا، فمعنى ذلك أن الجهاز السري اعتبر أن اغتيال رئيس وزراء مصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة و160 ضابطًا وعشرات من المدنيين المصريين من المظاهر البسيطة للمظاهرات المسلحة، وأن لا داعي لاستئذان المرشد العام في هذه المسائل الصغيرة!. وهذا الاعتراف من أخطر الاعترافات التي أذيعت في تاريخ الجماعات والأفراد. فقد تعودنا أن يتبرأ الزعماء من أعمال الإرهاب التي اشترك فيها بعض أنصارهم، بل يتبرأون من هؤلاء الأنصار ويقسمون أنهم اندسوا خلسة في صفوفهم، ولكن الهضيبي اعترف هذا الأسبوع بأن كل جرائم الاغتيالات والنسف التي حدثت في تاريخ مصر الحديث كانت من تدبير الإخوان وتنفيذهم. وخطورة هذا الاعتراف أن الاغتيال السياسي عادة هو حماقة يرتكبها شاب مجنون... ولكن حين يصبح هذا الاغتيال سياسة مرسومة لجماعة من الناس، يختلف الوضع، ويتطلب الأمر علاجًا سريعًا حاسمًا. فهذا الإرهاب لم يعد فكرة للخلاص من حاكم، وإنما أصبح وسيلة سياسية للخلاص من كل إنسان يختلف مع أعضاء الجهاز السري!. فإذا رأى أعضاء الجهاز السري أن دخول السينما حرام، فسينسفون دور السينما بمن فيها من سيدات وأطفال، وقد حدث فعلاً فنُسفت سينما مترو وسينما ميامي!. وإذا رأى أعضاء الجهاز السري أن محكمة الاستئناف تطبق القانون المدني ولا تطبق قانون الجهاز السري، فمن حق الجهاز أن ينسف المحكمة بمن فيها من مستشارين وقضاة ووكلاء نيابة ومتقاضين وكتبة وشهود... وقد حاولوا فعلاً نسف المحكمة منذ سنوات.
 
وإذا اختلف أعضاء الجهاز السري مع عضو من أعضائه القدماء، فمن حقهم أن يقتلوه نسفًا كما قتلوا السيد فايز ونسفوا معه شقيقه الصغير الذي لم يزد عمره على ثلاث سنوات. وإذا اختلف أعضاء الجهاز السري مع رئيس محكمة في طريقة تنفيذ قانون العقوبات، فمن حق أعضاء الجهاز أن يقتلوا رئيس المحكمة غدرًا. وقد حدث هذا في قتل الخازندار!. وإذا اختلف أعضاء الجهاز السري مع رئيس الحكومة فمن حقهم أن يقتلوه... كما قتلوا أحمد ماهر والنقراشي وحاولوا قتل عبد الناصر!. وإذا رأى الجهاز السري أن التعليم في جامعة القاهرة يعتمد على الأبحاث الأجنبية والكتب العلمية غير العربية، فمن حقهم أن ينسفوا جامعة القاهرة بمن فيها من طلبة وطالبات وأساتذة!. وإذا رأى الجهاز السري أن سيدات البيوت يخرجن في الشارع سافرات وهذا لا يتفق مع تقاليد الجهاز، فمن حقهم أن يقتلوا كل سيدة تسير سافرة في الطريق العام، وأن ينسفوا دار كل فتاة تطل من النافذة أو تحلق شعرها على طريقة مارلين مونرو!. فالإرهاب لم يعد موجهًا ضد زعيم أو رئيس حكومة، وإنما أصبح موجهًا ضد جميع طبقات الشعب (...) فقضية الإرهاب لم تعد قضية الحاكم. لقد أصبحت قضيتك أنت وقضيتي وقضية أسرتك وأسرتي. وقضية شعب بأكمله !. ويوم نقضي على هذا الإرهاب تستطيع أن تخرج من بيتك وأنت واثق أنك ستعود إليه فلا تجده أنقاضًا! (هؤلاء هم الإخوان 81،80)."
 
نعم يا أستاذ "أمين"، فإرهابهم لم ينته بعد، فلقد استطاع المتأسلمون اغتيال الشهيد فرج فودة، واغتيال الرئيس المؤمن محمد أنور السادات، وحاولوا اغتيال أديبنا العالمي وحامل نوبل، نجيب محفوظ، ولذلك تفرض الدول الحراسة على مفكري مصر خوفًا على حياتهم من هؤلاء القتلة المتعطشون لسفك الدماء، ففرضت الحراسة على هرم مصر الرابع المفكر الإسلامي المستنير المستشار محمد سعيد العشماوي، وكذلك على الدكتور رفعت السعيد، والدكتور سيد القمني... إلخ. المتأسلمون كارهون للحياة وغرائزها، ويكرهون كل ما هو جميل في الحياة، لذلك يكرهون المرأة ويقولون أن لها خرجتين، واحدة من بيت أبيها إلى بيت زوجها، والثانية من بيت زوجها للقبر، ويكرهون الشعر، والرسم، والنحت، والفن (تليفزيون وسينما ومسرح) ولعل الحملة التي يشنها المتأسلمون الآن ضد الفنان القدير "الزعيم" عادل إمام هي أحد فصول المهزلة الإخوانية التي لم تتم فصولها بعد؛ لإرهاب كل فناني مصر، فغريزة الموت متحكمة فيهم، ويريدون أن يحكمنا الأموات من وراء قبورهم، يريدون أن يحكموننا بفتاوي ابن تيمية وأبو الأعلى المودودي وحسن البنا وسيد قطب، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ولو كره المتأسلمون..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter