الأقباط متحدون - الإخوان المسلمون ورقة أمريكا وإسرائيل الرابحة في مصر
أخر تحديث ٠١:٥٠ | الأحد ٣ يونيو ٢٠١٢ | ٢٦ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٨٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الإخوان المسلمون ورقة أمريكا وإسرائيل الرابحة في مصر

الزحف الإخواني المقدس إلى السلطة على جثث المصريين!!
 
بقلم- صبحي فؤاد
بينما كان شباب مصر يواجهون بصدورهم العارية رصاصات رجال الأمن في ميدان التحرير يوم 25 يناير، صدرت التعليمات من أمريكا لجماعة الإخوان المسلمين بالتروي والتأني لمعرفة رد فعل "مبارك" من ناحية، ثم التأكد من نجاح الشباب الثائر في تحريك الشارع المصري ونزول أكبر عدد ممكن من المصريين للمشاركة في الثورة ضد النظام السابق.
 
بعدها بيومين.. وبعد خروج ملايين المصريين إلى الشوارع للمشاركة في المظاهرات وسقوط مئات القتلى، صدرت التعليمات والأوامر لقيادات الإخوان من أسيادهم في أمريكا بالنزول والمشاركة عبر عميلهم الذي كان موجودًا في تركيا.
 
وطبعًا كلنا نعرف ما حدث بعد ذلك، وكيف أن الإخوان سرقوا الثورة من الشباب ونسبوها لأنفسهم.. وكيف أنهم ركضوا فوق جثث الشهداء وقاموا بالتفاوض مع النائب "عمر سليمان" والمساومة على نصيبهم في تركة "مبارك".. وكيف أنهم نجحوا في انتخابات مجلس الشعب عن طريق شراء الأصوات بالأموال النقدية والسلع الغذائية واستغلال المشاعر والدعاية الدينية.
والمدهش في أمر نجاح الإخوان المسلمين في انتخابات المجلس ووصولهم إلى الإعادة في انتخابات الرئاسة، أن مجلس العسكر لم يكلف خاطره بإحالة الشكاوى والاتهامات التي وُجهت ضد الإخوان بالتزوير وشراء الأصوات وحصولهم على أموال ضخمة من دول أجنبية بغرض الدعاية لحملتهم إلى النائب العام للتحقيق في مدى صحتها!!
 
والآن.. وقبل أيام قليلة على دعوة المصريين مرة أخرى لاختيار "مرسي" مرشح الإخوان المسلمين أو الفريق "شفيق"، فوجىء الرأي العام المصري يوم السبت 2 يونيو بأحكام مثيرة للجدل ضد الرئيس السابق وأولاده وعدد آخر من المتهمين، أصدرها قاض معروف بميوله وتعاطفه مع الإخوان، ترتب عليها خروج مئات الألوف إحتجاجًا على الحكم الصادر. وكما تعودنا من الإخوان، انتهزوا الفرصة بدون تردد أو تباطؤ، وبدأوا في ركوب الموجه ودعوة الشعب المصري بعدم التصويت لصالح "شفيق"، والاعتصام والإضراب ومواصلة الثورة.
 
وسؤالي هنا: قبل صدور الحكم ضد "مبارك" وأولاده وبقية المتهمين صرّح "مرسي"- مرشح الإخوان المسلمين لمنصب الرئيس- أكثر من مرة كان آخرها منذ أيام قليلة لـ"رويترز" بأنه يتعهد بمحاكمة جديدة بأدلة جديدة لـ"مبارك"، وذلك طبقًا لما جاء في موقع الإخوان الرسمي. وبناءًا على هذا الكلام، هل كان الإخوان على علم مسبق بنتيجة الحكم قبل صدوره بصفة رسمية؟ وكيف عرفوا بأن الحكم سوف يثير غضب الرأي العام المصري؟!
 
وإذا كانت الإجابة بالنفي، كيف توقع "مرسي" صدور هذا الحكم  المستفز من قاض عُرف بميوله وتعاطفه معهم، لدرجة أنه صرح أكثر من مرة ووعد بمحاكمة جديدة لمبارك؟ وكيف نبرر التصريحات النارية والدعوة لإسقاط "شفيق" مرشح الرئاسة من قبل قيادات إخونجية بعد دقائق قليلة على صدور الحكم؟!
 
إن تاريخ الإخوان ولهفتهم وسعيهم المجنون للوصول إلى السلطة في "مصر" بأي ثمن لا يعطي المرء الفرصة لافتراض حسن النيه فيما يتعلق بردود أفعالهم المبالغ فيها تجاه قرار الحكم الذي صدر ضد "مبارك" وآخرين معه، ويوحي بأنهم بطريقة ما كانوا على علم بقرار الحكم مسبقًا، ولذلك وجدناهم متحفزين ومستعدين ومنتظرين تلك اللحظة لاستغلالها واستثمارها لصالحهم بعد دقائق قليلة على النطق بالحكم، من أجل التخلص من المرشح المنافس حتى تزداد فرص وصولهم إلى الحكم.
 
على أي حال، لم يكن هدفي من كتابة هذه المقالة طرح علامات استفهام عما إذا كان "مرسي" وقيادات الإخوان على علم مسبق بالحكم أم لا، وإنما لتحذير المصريين بكل فئاتهم وطبقاتهم وأديانهم بأن وصول الإخوان لحكم "مصر" يحظى بتأييد ومباركة ودعم الأمريكان، ويعني الآتي:
أولاً- مزيد من البطالة والفقر والجوع والبؤس والانهيار لكل مرافق ومؤسسات الدولة.
ثانيًا- استبدال ديكتاتورية "مبارك" بديكتاتورية أصحاب العمم والذقون وتجار الإسلام، الذين سوف تجدهم يقولون لك على مدار الأربع والعشرين ساعة "هكذا قال الله"، ولن تستطيع أن تفتح فمك، وإلا سوف يكفروك ويتخلصون منك في دقائق معدودة بلا محاكمة.
ثالثًا- أمريكا لا تدعم الإخوان حبًا فيهم أو لوجه الله، وإنما لأنهم يعرفون يقينًا أن الإخوان إذا تولوا الحكم آجلاً أو عاجلاً سوف يجرون "مصر" إلى حرب ضد "إسرائيل" سوف يترتب عليها ضياع "سيناء" وترحيل ملايين الفلسطنيين إليها، وخاصة سكان القطاع، وبذلك تكون القضية الفلسطنية انتهت على حساب "مصر".
رابعًا- كل تجارب الشعوب الأخرى التي سلمت إرادتها إلى رجال الدين تؤكد أنه ليس من السهل التخلص منهم لعشرات السنين.. خد عندك "إيران" على سبيل المثال، أو "الصومال".
خامسًا- عنصرية الإخوان وتطرفهم وأجندتهم الظلامية التي لا تحمل الخير لـ"مصر" سوف تؤدي إلى حروب أهلية دموية بين أبنائها وتمزيق البلد تمامًا. 
 
ولكل هذه الأسباب التي ذكرتها، أدعو المصريين لعدم الارتماء في أحضان الإخوان المسلمين؛ لأنهم الورقة الرابحة "فقط" لتحقيق أهداف دول أجنية عديدة لا تريد مصلحة مصر أو الخير لشعبها.. أدعوهم للتعقل والابتعاد عن العواطف، ونبذ الدعوات الطائفية التي يروج لها البعض لتخويف الناخبين وإجبارهم على التصويت بما يخالف ضمائرهم أو قناعتهم، حتى يكون اختيارهم موفقًا وفيه الخير لكل المصريين والأجيال القادمة.
 
أخيرًا، أعتقد أن الحل الوحيد المنطقي والواقعي لخروج "مصر" من هذه الأزمة الخطيرة التي تواجهها حاليًا هو تأجيل انتخابات الرئاسة لعام أو اثنين، والتركيز على المصالحة الوطنية بين جميع الفئات والتوجهات، وإعادة بناء الدولة والاقتصاد المصري.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter