يقلم جورج حبيب ( سيدني استراليا )
2- ( البابا انيانوس البابا الثاني في سلسلة باباوات الكرسي المرقسي )
كنت عزيزي القاريء قدحدثتك المرة الماضيه عن البابا ديميتريوس
الكرا م-البابا رقم ( 12 ) -وكيف كان سبب بركة للكنيسة في عصره-وكيف ان الله كان يكشف له من هم المستحقين للتناول-وكيف قاوم الهراطقة في عصره-وحفظ الايمان المستقيم وحتي نياحته
وكنت قد وعدتك سابقا ان اتوالي في ذكر بطاركة الاسكندريه-لناخذ بركة
سيرتهم ونعلم شيئا عن تاريخهم -فهم اجداد يحق لنا الافتخار بهم
واليوم احدثك عن بطل ثان من ابطال بطاركة الكرسي المرقسي-الا وهو
البابا انيانوس رقم ( 2 )
ولد القديس في مدينة الاسكندريه والتي كانت تعج بالعبادة الوثنية في ذلك الوقت-وكان والداه وثنيين وهو كذلك-وكانت صناعته اسكافيا ( يقوم باصلاح الاحذية الممزقه )
لقائه بالقديس مارمرقس :
دخل القديس مارمرقس الاسكندرية مبشرا فيها بالسيد المسيح-ولما كان
قد مشي كثيرا وتمزق صندله -وقد كان هذا بترتيب الهي وحتي يلقي انيانوس ليصلح الصندل-وعندما قام باصلاح وغرز المخراز به فاصاب اصبعه-الامر الذي جعله يصرخ من الالم قائلا ايها اله الواحد-وتعجب القديس مامرقس من ذلك-واخذ من الارض طينا وتفل عليه ووضعه علي اصبع انيانوس حيث تماثل للشفاء في لحظتها-وكانت معجزة اثرت في القديس انيانوس
ما ان حدثت هذه المعجزة لانيانوس الا وقد امن بالسيد المسيح و اخذ القديس مار مرقس الي منزله-حيث بشره بالسيد المسيح مستشهدا بكتب الانبياء والنبوات بالعهد القديم-ولقنه الايمان وقواعده-محدثا اياه عن ميلاد المخلص وصلبه وقيامته وكيف انه كان ضمن شهود القيامه-وقد اكل الرب الفصح واسس سر التناول بمنزل امه مريم
تكريسه بطريركا :
بعد ان بشر القديس مارمرقس الاسكندريه -اراد ان ينتقل الي الخمس
مدن الغربيه ( ناحية ليبيا ) ليبشر بها-لذا وضع عليه اليد مكرسا اياه بطريركا علي الاسكندرية-وكان ذلك سنة 64 ميلاديه
خدمته كبطريرك :
لان الاسكندرية كانت مدينة وثنية -فقد كانت الخدمة بها ليست بالامر
الهين-ولكن هذا لم يقلل من عزم البطريرك انيانوس وظل مجاهدا ومبشرا شعبه بالاسكندرية بالمسيحية وكان يعمد المؤمنين سرا-ولما لم يكن هناك كنيسة في ذلك الوقت فقد عمل من منزله كنيسة للمؤمنين-ومكانها الان الكنيسة المرقسيه بالاسكندريه ( حيث يوجد جسد القديس مار مرقس الرسول )
نياحته:
بعد 22 عاما من الجهاد والتعليم والتبشير-تنيح البابا انيانوس بسلام
في العشرين من شهر هاتور سنة 86 ميلادية-حيث تعيد الكنيسة بعيد نياحته
بركة هذا الطريرك العهظيم تكون معنا امين
الي اللقاء عزيزي القاريء مع بطريرك اخر من ابطال الكرسي المرقسي
ولك تحياتي