1/10/2020
عرض/ سامية عياد
مقدار محبة الله وقبوله لكل إنسان ليس له حدود ، فهو يصبر كثيرا على الخاطىء حتى يرجع إليه ويتوب ، دائما يترجى خلاص ورجوع الإنسان مهما وصل الى درجات السقوط "طول النهار بسطت يدى.." ..
هكذا حدثنا القس أنطونيوس فهمى راعى كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس بالإسكندرية فى مقاله "الخادم والقبول" موضحا أن قبول الله للخاطىء قبول عجيب إذ نجده يسعد بوجود المرأة الخاطئة ويمدح ما صنعته ويمنحها الغفران فى الوقت الذى رفض فيه سمعان الفريسى مجرد دخولها الى بيته وأدان الرب يسوع على قبوله لها ، كم من ضعفات وقع فيها الآباء والأنبياء فى العهد القديم لكن الله يمنحهم الثقة والمحبة ليكملوا مسيرتهم ويقبلهم ويطيل أناته عليهم ، أبونا إبراهيم حين كذب ، أبونا يعقوب حين خادع ، يونان حين هرب ، نجده أيضا يطيل أناته على الشعب حين تمرد وعبدوا العجل ، وتذمروا على المن ورفضوا الخضوع والطاعة للوصايا فقد تمهل عليهم الى النهاية .
نجده يلمس الأبرص الشخص الذى كان يرفضه الجميع ويخشون الاقتراب منه ، لكن يسوع قبله وشفاه من مرضه ، قبول الله عجيب للإنسان فقد قبل زكا العشار المرفوض من المجتمع وسأله أن يدخل بيته ، نجده يقبل المرأة التى عزم الجميع على رجمها وفضحها فوقف معها وأعلن قبوله لها مناديا على الجمع : "من منكم بلا خطية ، فليرمها بأول حجر" ..
أمثلة كثيرة لقبول الله للخطاة والضعفاء والمرذولين ليتنا نتعلم منها ، وهو لا يزال يقبل العالم كله وكل ضعيف وخاطىء لأنه لا يتغير أمسا واليوم والى الأبد ، حقا قبول الله عجيب للإنسان رغم كل ضعفاته وخطاياه ، وهذا نعمة كبيرة لنا نتعلم منها ألا نرفض أحدا ولا نيأس من أحد ، فكيف نريد المغفرة من الله ونحن لا نغفر لغيرنا؟ ، كيف نرفض ضعيفا ونحن أضعف منه؟.
لا ترد بابك فى وجه خاطىء أبدأ لأن الله لا يغلق بابه فدائما مفتوحا للخطاة يترجى عودتهم إليه ، لا تحتقر أحدا مهما كان فعله ولا ترفض من إلتجأ إليك ..