(1822- 1895 )
بقلم/ماجد كامل
عندما تجد أن نسبة الأمراض والوفيات في العالم قد نقصت الي حد كبير ؛ ومن هو الذي الرجل الذي اكتشف الجراثيم وساهم في القضاء عليها ؟ ؛ ومن هو الرجل الذي نجح في اكتشاف المصل العلاج الواقي ضد مرض الكلب ؟ ؛ فإننا لا بد أن نتذكر علي الفور العالم الفرنسي الشهير لويس باستير( 1822- 1895 ) . ولقد ولد لويس باستير عام 1822 في أحدي المدن الفرنسية ؛ ولم تظهر عليه في طفولته أي معالم ذكاء أو نبوغ ؛ بل علي العكس كان سريع النسيان والسرحان ؛ حتي أن مدرس الفصل كتب عنه ذات مرة "إنه أصغر تلاميذ فصلي وأودعهم ؛ وأقل من يرجي منهم خيرا " غير أنه تميز منذ طفولته بكثرة الأسئلة حتي أن مدرسه قال له ذات مرة "دعني أذكرك بأن مهمة التلميذ ليست إلقاء الأسئلة ؛بل الإجابة عليها " ولكن الطفل باستير كان يتميز بالصبر ؛حتي أنه كتب في مذكراته يقول " إن أهم ثلاث ثلاث كلمات في القاموس هي :العزيمة والعمل والصبر . هذه هي الأحجار الثلاثة التي سوف أبني عليها هرم نجاحي " وبالفعل تمكن من التخرج من كلية العلوم والحصول علي درجة الدكتوراة ؛ ثم عمل استاذا بكلية العلوم جامعة ستراسبورج ؛ ثم عمل عميدا لكلية العلوم في أحدي الجامعات الفرنسية ؛واستطاع الحصول علي مبني صغير صممه لكي يكون معمل ابحاث خاص به . وظل يواصل عمله وأبحاثة حتي توفي في 28 سبتمبر 1895 عن عمر يناهز 73 عاما تقريبا .
ومن انجازاته العلمية أثباته خطأ "نظرية التوالد الذاتي " وهي نظرية خلاصتها أن الحياة يمكن أن تتولد من المادة الجامدة أو الميتة ؛وكانوا يستدلون علي صحة هذه النظرية عندما كانوا يفتحون صفيحة الجبن المحكمة الغلق ؛وعندما يفتحونها كان يتطاير الذباب منها ؛ ولقد أثبت باستير أن يرقات الذبابة تسقط علي شرس اللبن ؛ وعندما يوضع اللبن في الصفيحة ؛ فأن اليرقة تأخذ دورتها حتي تصل الي مرحلة الذبابة ؛ وبذلك أثبت خطأ نظرية التوالد الذاتي . ولقد أستفاد باستير في أبحاثه من تجارب طبيب ايطالي يدعي "فرانشيسكو ريد " وعالم طبيعة ايطالي آخر يدعي " سبالانزاني " ولقد أستفادوا جميعا من اختراع العالم الهولندي "انطوني ليفنهيك " ( 1632- 1723 ) للميكروسكوب ؛ وهكذا يتطور العلم نتيجة خبرات تراكمية Accumulation جيلا بعد جيل .
ومن انجازات باستير الكبري بحوثه في الجراثيم وعلاقتها بالأمراض ؛ منها أمراض دودة القز وبهذه الأبحاث أستطاع انقاذ صناعة الجلود في فرنسا ؛ كما أستطاع اكتشاف المصل الواقي ضد مرض الجمرة الخبيثة الذي يصيب الدجاج ؛ وبذلك أستطاع أيضا إنقاذ الدجاج . واكتشف ايضا المصل الواقي ضد مرض الكلب بعد أن جربه علي الأرانب . كما أكتشف طريقة لتعقيم اللبن عرفت فيما بعد بالبسترة تخليدا له ؛وهو ما يعرف باللبن المبستر حاليا .
ولقد كرمته الحكومة الفرنسية في احتفال مهيب يوم 27 ديسمبر 1892 ولقد دخل باستير الحفل متكئا علي ذراع رئيس جمهورية فرنسا في ذلك الوقت ؛ و حضره علماء من جميع أنحاء العالم منهم العالم الانجليزي "جوزيف ليستر "( 1827 – 1912 ) مكتشف طريقة التعقيم في العمليات الجراحية ؛وقال عنه في كلمة التكريم " هو رجل آمن إيمانا راسخا أن العلم والسلم سوف ينتصران علي الجهل والحرب ؛وأن الناس سوف تجتمع علي البناء لا التخريب ".