![](/uploads/3461/50_20180823171738.gif)
- وكيل مطرانية "بني سويف" يؤكد أن الكنيسة لا تتدخل في إرادة الناخبين ولا تدعم مرشحًا بعينه للرئاسة
- الباحث في شئون الحركات الإسلامية محمود جابر لـ"مصر تريد": "مرسي" كان أحد أعمدة مشروع التوريث لجمال مبارك
- جلطة في العقل
- الانبا باخوميوس يستقبل وفد من ايبارشية دشنا لمناقشة مسالة الانبا تكلا
- بعد القمار عجلة المنع تطارد إعلانات الخمور بالمغرب
سوريا وشبح الحرب الطائفية
هل تقترب سوريا من الحرب الاهلية؟ مراسلنا بول وود، الذي قضى الاسابيع الثلاثة الاخيرة في سوريا، يقول إن الخطر يتعاظم باستمرار.
"سينتقم الله لنا،" هذا ما سمعته من سكان القرى السنية المحيطة بمدينة حمص ما اناس يشعرون بالضعف والمرارة وانعدام الحيلة.
لم تتحول الأزمة الدائرة في سوريا بعد الى حرب بين الجار وجاره وبين قرية واخرى وبين الاغلبية السنية من جهة والاقلية العلوية الحاكمة وحلفائها من شيعة ومسيحيين، ولكن حجم الخسائر التي منيت بها بعض المدن والقرى قد يدفع بهذا الاتجاه.
فالمجزرة التي شهدتها الحولة كانت مختلفة عن سابقاتها بحجمها فقط وليس بطبيعتها. فكما وقع في العديد من المناسبات، يقصف الجيش بالمدفعية منطقة يسيطر عليها المعارضون قبل ان يدخل "الشبيحة" ليذبحوا السكان.
عندما سمعنا للمرة الاولى بقصص تتحدث عن بشر "يذبحون كالنعاج،" وكان ذلك منذ بضعة شهور، بدا لنا الامر وكأنه نوع من الهستيريا اعيد استخدامها للدعاية. ولكن بمرور الوقت زاد عدد الجثث التي بدت عليها علامات الذبح، كما زاد عدد الشهود.
ففي مارس / آذار الماضي، تحدثت الى رجل وصف لي كيف شاهد افراد اسرته يذبحون فردا فردا بينما كان هو مختبئا في حقل. قال هذا الرجل إنه شاهد الجنود والشبيحة يضعون ارجلهم على ظهور الضحايا ثم يذبحونهم. ويقول إنه شاهد ابنه البالغ من العمر 12 عاما وهو يموت بهذه الطريقة.
فالحولة اذن لم تكن حادثا فريدا رغم بشاعة ما جرى لها.
جبهات
النسق الذي اتبعته هذه العمليات اصبح مألوفا. فعندما تتعرض منطقة سنية للهجوم، يدخلها الشبيحة من القرى العلوية والشيعية المجاورة. ويتهم الناشطون المعارضون النظام بتعمد تجنيد فرق الموت هذه واستخدامها من اجل اذكاء الحقد الطائفي. ويقول هؤلاء إن الغرض من اتباع هذا الاسلوب اثارة الرعب في نفوس افراد الاقليات مما قد يجري لهم في حال خذلانهم النظام.
ولكن عمليات القتل لم تكن احادية الجانب، فقد عمد السنة الى الانتقام حيث يقوم مسلحو "الجيش السوري الحر" باعدام كل عنصر من الشبيحة يتمكنون من الامساك به. لقد اكد لي ذلك العديد من المسلحين، ويقول الناشط وسام طريف إن حوادث انتقام اسرية تنتقم فيها اسرة من اخرى تقع باستمرار.
ولكن الوضع لم يبلغ بعد حد ان تفنى قرى بأسرها لانتمائها الطائفي، كما لم تشكل بعد جبهات قتال على اسس طائفية. فعلى الجانب الحكومي، ما زال العديد من السنة يحاربون في صفوف الجيش، بل انهم يشكلون الغالبية، وكذلك هناك بعض العلويين والمسيحيين في صفوف الجيش السوري الحر.
ولكن الخطر يكمن في ان تؤدي احداث كالتي شهدتها الحولة الى اصطفاف طائفي، فالنظام دأب على تصوير الانتفاضة على انها تعبير عن تطلعات الطبقات السنية المسحوقة.
شكاوى
عبرت لي ام عمر، وهي لاجئة وام لستة اطفال، عن مظالم السنة عندما التقيت بها عندما كانت تحاول الهرب من حمص. كانت ام عمر تتساءل عن مصير زوجها، وكانت تفترض انه قتل على ايدي الشبيحة.
ووصفت لي حياتها قبل اندلاع الانتفاضة، فقالت "كان زوجي عاملا، وكنا نأكل فقط عندما يجد عملا يؤديه. اما اذا عجز عن ذلك، كنا ننام جوعى. لقد كنا في حرب مع الحياة قبل اندلاع هذه الحرب مع بشار الاسد. العلويون متخمون، نحن اهلكنا الجوع."
واردفت قائلة "ولكن الحرية ستأتي للجميع، ونحن الذين سندفع ثمنها بمقابر الشهداء."
ان الدعم الذي يتمتع به الجيش السوري الحر يأتي من مشاعر كهذه كما يأتي من الكلام المبدئي عن الديمقراطية وغيرها. فأينما ذهبت في سوريا سمعت الشكاوى من الاقلية العلوية الحاكمة. اما الخطر فيكمن في ان تحمل الطائفة العلوية باسرها مسؤولية ما اقترفه النظام من آثام.
قال لي العديد من المتطوعين في صفوف الجيش السوري الحر إنهم يقاتلون في سبيل تأسيس نظام ديمقراطي منفتح وعلماني، ولكن آخرين قالوا لي صراحة إنهم يرومون قتل العلويين والشيعة - ولو ان بعضهم كان يصر على اضافة عبارة "فقط الذين تلطخت اياديهم بالدم."
ولكن الجيش السوري الحر يتعرض لضغط قوي من جانب القوات الحكومية المسلحة تسليحا جيدا، بينما يضطر افراده الى بيع اثاث منازلهم من اجل شراء العتاد.
ولكن السنة يشكلون الاغلبية الساحقة من الشعب السوري، ولذا سيكسب المعارضون اذا انقلب الصراع الى صيغة طائفية بحتة.
ولكن الوضع لم يصل بعد الى ذلك المنعطف، رغم ان المناخ يبدو اكثر خطورة من اي وقت مضى.
ففي زياراتي المتعددة الى سوريا - والى المنطقة المحيطة بحمص تحديدا - في الاشهر الثمانية الاخيرة، كان السنة ينفون احتمال تدهور الوضع الى العنف الطائفي. كانوا يقولون إن ما حصل في العراق لن يحصل هنا، وان تقاليدهم تترفع عن ذلك.
ولكن في زيارتي الاخيرة، قابلت ناشطا كان يصر في الماضي على استحالة وقوع حرب طائفية في سوريا، الا انه قال لي "لقد بدأت الحرب الاهلية. سننظر الى هذا الوقت ونقول إن تلك كانت انطلاقة هذه الحرب."
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :