الأب هنري بولاد اليسوعي
لا للإتكالية والقضاء والقدر ولا للحتمية،
فالإنسان يستطيع أن يخلق عالم كله حب أو كله كراهية، عالم فيه تضامن أو أنانية.
أمام المرض لا تقل: هذه إرادة الله، بل كافح المرض.
أمام الفقر لا تقل: إنها مشيئة الله، بل كافح الفقر.
كذلك أمام الأمية لا تقل: هذا قدرنا، بل كافح الأمية.
نكافح جميع أنواع العذاب والآلام والشر، سواء كانت بدنية أو معنوية أو اجتماعية.
وأين دور الله مادام الإنسان هو وحده يملك زمام التغيير وبالتالي يملك مصيره بيديه؟
هل يقف الله موقف المتفرج؟
يمكن القول أن الله يتصرف،
لا من فوق، بل من داخل الإنسان.
ليس الله إذاً بمتفرج ولا بغائب، بل هو حاضر،
ولكن من خلال عمل الإنسان، من يده وعقله وقلبه.
يحب من خلال قلبي و يعمل من خلال يدي ويفكر من خلال عقلي.
الله يعمل ويغير العالم من خلالي.
إذاً أنا مع الله وليس الله بمفرده ولا الإنسان بمفرده.
إذا تصورنا أن الله وحده هو الذي يغير العالم، نقع في الاتكالية وهو مفهوم غير مسيحي للتاريخ،
وإذا قلنا الإنسان بمفرده، نقع في الغرور وهو المفهوم الماركسي للتاريخ.
أما المسيحي فيقول: الله والإنسان يتضافران معاً.
الله فى الإنسان والإنسان فى الله،
وكلاهما يصنعان التاريخ والعالم الجديد.
الأب هنري بولاد اليسوعي