مراد وهبة
هذا المنتدى متفرع من الجمعية الدولية الفلسفية لابن رشد والتنوير التى تأسست فى عام 1994 فى القاهرة. أما المنتدى فقد تأسس تحت رعاية الراحل على الشلقانى المحامى المشهور بنضاله مع زعماء جبهة التحرير الجزائرية من أمثال بن بلا وبومدين. وانعقدت أول ندوة لهذا المنتدى فى يوم تأسيسه وهو الأول من مارس من عام 2006 وكان موضوعها «تأسيس العلمانية فى مصر»، وتأسيسها يعنى تحول العلمانية من أن تكون مجرد اجتهادات مبعثرة إلى تيار معرفى، أى إلى تيار فكرى يكون منهجًا وأسلوبًا للحياة على مستوى الفرد والمجتمع. وكان الدافع إلى هذا التأسيس هو الدعوة إلى تأسيس الديمقراطية فى مصر، ذلك أن تأسيس الديمقراطية لا يستقيم إلا مع الدعوة إلى تأسيس العلمانية لأنه «لا ديمقراطية بلا علمانية». وكانت هذه العبارة هى شعار الندوة. وفى 10 مارس 2007 عقد المنتدى الندوة الثانية تحت عنوان «العلمانية والدستور» لبيان مدى اتساق مواد الدستور القائم مع العلمانية أو مدى تناقضها، فإذا أتت متسقة كان علينا بيان مدى هذا الاتساق، وإذا لم تكن علينا البحث عن البدائل. وفى أول مارس 2008 عقد المنتدى الندوة الثالثة تحت عنوان «العلمانية والحقيقة المطلقة»، وكانت القضية المحورية «إشكالية الحقيقة» وهى إشكالية مردودة إلى مصطلح «النسبى» الوارد فى تعريفى للعلمانية بأنها «التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق»، وكان سؤال الإشكالية على النحو الآتى: هل النسبية تخص الحقيقة أم تخص المعرفة؟.. فإذا كانت تخص الحقيقة فالقول إن الحقيقة نسبية قول ينطوى على تناقض غير مشروع لأنها معرضة ذات يوم لأن تكون كاذبة وبالتالى لا تكون حقيقة. وفى أول مارس 2008 عقد المنتدى الندوة الرابعة تحت عنوان «العلمانية وقضايا الإصلاح فى مصر».
وحيث إن هذه القضايا مشحونة بمتناقضات، وحيث إن هذه المتناقضات ليس فى الإمكان إزالتها إلا بتصور وضع قادم، أى بتصور رؤية مستقبلية كفيلة بتجاوز تلك المتناقضات، فإن البحث عن حلول على أساس علمانى أمر لازم. وهنا أثيرت نسبية المعرفة فى المجال الثقافى، كما أثيرت الدعوة إلى تغيير ذهنية رجل الشارع بحيث يمكنه التمييز بين المعرفة النسبية والحقيقة المطلقة من أجل فهمه لقضايا الوضع القائم. كما أثيرت قضية التناقض بين التسامح والتعصب. وفى مجال الإصلاح الاجتماعى أثير السؤال الآتى: كيف يمكن أن نطرح حلولًا عملية لمشكلات الفقر والبطالة والفساد فى إطار نسق أخلاقى مغاير للنسق القائم؟. وفى مجال الإصلاح الدينى دار الجدل حول تحديد مكانة المؤسسة الدينية ودورها فى مجتمع علمانى لأن القول الشائع بأن هذه المؤسسة تتوهم أنها تمتلك الحقيقة المطلقة، وهذا القول على نقيض العلمانية التى تقف عند حد ما هو نسبى. وفى أول مارس 2009 عقد المنتدى الندوة الخامسة تحت عنوان «العلمانية والأصولية.. الصدام قادم» استنادًا إلى التناقض القائم بين تعريفى لكل من العلمانية والأصولية؛ إذ الأولى نسبية والثانية مطلقة. وعندما يتم الاحتفال بإعلان دستور علمانى لمصر يلزم أن يكون منتدى ابن رشد فى صدارة هذا الاحتفال.
نقلا عن المصرى اليوم