زهير دعيم
العرُس في القاموس : " العُرُس اسم من إِعْراسِ الرجل بأَهله إِذا بَنى عليها ودخل بها، وكل واحد من الزوجين عَرُوس؛ يقال للرجل: عَرُوس وعُرُوس وللمرأَة كذلك، ثم تسمى الوليمة عُرْسًا. "
والعُرس في حياتنا يعني الفرح والارتباط المُقدّس والحفلات والأوف والميجانا والرّقص والحِداء والسحجة ومصطفى دحلة وزهير فرنسيس و...
هذا كان قديمًا ... بل قل قبل سنة 2020 التي جاءت مُثقلةً بالكِمامات والأمراض والوبأ والإغلاق والعدوى والموت..
فقد أضحت الأعراس اليوم همًّا وقَلَقًا ومرتعًا خصبًا لفايروس الكورونا ؛ هذا الوباء اللئيم.
نعم لقد اضحى العرس كلمة مرادفة للكورونا ، وبات الفرح سببًا مباشرًا للأحزان والحجْر الصّحيّ والمرض .
وتصرخ الحكمة ، ويصرخ الأطباء والعارفون بالصّحة العامّة:
اختصروا الأعراس يا عَالم يا هو.... ، قلّلوا من " المعازيم" واقتصروا الأمر على العريس والعروس والأهل المُقرّبين جدًّا جدًّا، فقد ملأت الكورونا ومن خلال اعراسنا العربيّة بلداتنا ومدننا وتلالنا وجبالنا ولوّنت آفاقنا وحياتنا باللون الأحمر القاني.
ما من شكّ أن الأمر بات مُقلقًا ، وليس هناك من يسمع ، فترى وتشاهد وتسمع عن أعراس يحضرها المئات وأحيانًا الألوف ضاربين عرض الحائط الخطر الدّاهم من هذا الوبأ الذي ما زلنا نتخبط في أصله وفصله وعلاجه.
جميل أنْ نُزوِّجَ وَنُزوَّجَ ولكن دون ان نُسبّب في نقل العدوى للغير ، فمن أراد ذلك فلتكن المسؤولية الاجتماعية نُصب عينيه ولتكن مصلحة أهله وذويه وأصدقائه أيضًا نُصب عينيه وأذنيْه _ إنْ صحَّ التعبير –
مع أنّني أفضّل أن نؤجّل الأمر الى ما بعد القضاء على الوبأ ، وبعد ايجاد المصل والواقي ، وأظن ان الأمر بات قريبًا بإذن الربّ ومشيئته.
لنتريّث اذًا ونتعقّل ، فالوباء لم يستفحل في بلداتنا العربية إلّا في فصل الصّيف، حين بدأ موسم الأعراس والأوف والميجانا ، فردّ عليها الكورونا بالقهقهات والتلمُّظ وسيْلان اللّعُاب.
حان الوقت أن نضع كما كانت تقول المرحومة جدّتي : أن نضع عقلنا في رأسنا !" فندرأ هذا الفايروس اللعين وخطره الدّاهم بالحكمة والإلتزام التّامّ بكلّ النظم والارشادات الصّحيّة ..
دامت أيامكم أعراسًا.