كتب – روماني صبري
جاء إعلان رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج تسليم مهامه للسلطة التنفيذية التي ستنبثق عن لجنة الحوار، في موعد أقصاه نهاية أكتوبر المقبل، جاء وسط تسارع مساعي الحل السياسي على أكثر من جبهة، هذا التزامن دفع مراقبين إلى الربط بين الأمرين وتصنيف استقالة السراج كواحدة من خطوات حل الأزمة الليبية، في مقابل قراءة ترى أن خطوة السراج ليست إلا مناورة وسط التخبط الذي تعانيه حكومة الوفاق والخلافات داخل صفوف الميليشيات وارتفاع أصوات التظاهرات والاحتجاجات في طرابلس، فما هي السيناريوهات المرتقبة في المشهد الليبي بعد استقالة السراج؟.
يحاول الهروب من جرائمه
وللحديث حول ذلك، قال احمد المهداوي، الكاتب والباحث السياسي، لم نندهش من استقالة السراج، جراء التخبط الذي أبصرناه في عمل حكومة الوفاق، والصراعات الداخلية بين أفراد هذه الحكومة، وكان أبرزها الخلاف الكبير بين فتحي باشاغا وبين السراج."
مردفا عبر تقنية البث المرئي، لفضائية "سكاي نيوز عربية"، إلى جانب تصرفات السراج السابقة وتوقيعه العديد من الاتفاقيات مع الدولة التركية، والتي لم تصب في مصلحة الدولة الليبية، حيث كانت بعيدة عن القوانين الدولية، كونها اتفاقات إستراتيجية، ولا يحق لأي رئيس مؤقت إبرامها."
موضحا :" السراج عبر استقالته يحاول التنصل مما قام به، عبر جلبه المرتزقة السوريين والأتراك، علاوة على إعطاءه الضوء الأخضر لتنفيذ مجازر بحق الأبرياء من الشعب الليبي، وحكومة الوفاق فشلت، وخرج الحراك الشعبي يندد بفسادها.
مردفا :" ولم تحقق شيء للشعب بل العكس زادت من بؤسه، والسراج يحاول الهروب أو أي خلق نوع من الخروج المشرف له، وهو لم يستقبل فعليا بل أرجأ الاستقالة إلى أخر الشهر.
استقال أم أقيل ؟
يعتبر البعض، أن السراج أقيل من منصبه بعد خروجه عن المسار الذي تريده تركيا لليبيا وبالتالي، نتساءل في هذا الإطار، هل استقال الرجل أم أقيل ؟، وردا على ذلك قال محمد شوبار، المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية، اعتقد ان كل هذه الخطوات تندرج أساسا لتهيئة بيئة مناسبة لحكومة الوحدة الوطنية المقبلة.
مردفا :" هذا التمهيد بدأ منذ 21 أغسطس الماضي، عبر بيانين للسراج، و المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، بوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة، وكذا تسليم مقاليد الحكم لحكومة وحدة وطنية تتوافق عليها الأطراف السياسية في البلاد.
لافتا إلى أن المفاوضات بين أطراف النزاع الليبي بمدينة بوزنيقة في المغرب، والتي شهدت التوصل إلى تفاهمات، والتوافق على حل سلمي، كلن لها دور في استقالة السراج أيضا.
السراج خائن
كان ثمة أحاديث منذ أسابيع تقول بان باريس، تسعى لجمع طرفي النزاع، في أي إطار تضعون هذه الاستقالة، وكيف تنظر لها فرنسا التي كانت تريد جمع طرفي النزاع؟، قال نزار الجليدي، أن السراج لم يتحدث عن أي استقالة، بل جاء بخطاب مرتجل مرتهن، وكأنه مكتوب.
وتابع :" ظهر عليه انه لا يعرف ماذا يقول جراء هزيمته، فهو استقال لأنه كان بإيعاز من تركيا، وقدم هذه الخطبة المتلفزة القصيرة المرتهنة المرتجلة، لان الميليشيات التركية خانته، ولم يعد لديه المال ليدفع لها.
لافتا :" تركيا لها خصم حقيقي الآن وهو فرنسا، والسراج ارتكب جرائم بشعة بالشعب الليبي، بجعل غازي تركي محتل يدخل البلاد، لذلك لابد أن يحاكم هذا الرجل شعبيا.