كتب – روماني صبري
هل تتحكم النخب الفاسدة في العالم، وتقتل الأطفال وتنتمي لدولة عميقة؟، يؤمن بنظرية المؤامرة هذه، حركة "كيو أنون"، وهل تشكل نظريات المؤامرة التي تنشرها خطورة ؟، وصلت الحركة إلى ألمانيا، ويقال أن لها علاقة باليمين المتطرف.
البداية
قال الصحفي والمحلل السياسي سعيد سمير، ان الحركة مجهولة، أكثر من كونها غامضة، لان ما تسعى إليه يخلو من الغموض، لافتا :" البداية كانت في أكتوبر عام 2017، عندما نشر أحد الأشخاص خبر على منتدى للصور تابع لليمين المتطرف والخارجين عن القانون."
مردفا لفضائية "دويتشه فيله"، هذا الشخص زعم أن ثمة شبكة سرية تضم عاملين في الحكومة وفنانين وسياسيين واقتصاديين، وهم المعارضين للرئيس ترامب ، وان هذه الشبكة تقوم بعبادة الشيطان وتغتصب الأطفال بعد خطفهم، كما تشرب دماءهم، وكلها اتهامات كثير ما تم تكرارها في نظريات مؤامرة لها علاقة ببعض الطوائف الدينية.
لافتا :" كانت هذه الانطلاقة الحقيقية، و "كيو"، احد الرموز التي تستخدمها إدارة الطاقة في أمريكا لإعطاء صلاحيات الوصول إلى معلومات سرية، وثمة من يقول أن هذا الشخص حصل على معلومات سرية، تؤكد وجود هذه الشبكة السرية من المسؤولين في الولايات المتحدة."
كما لفت :" قبل ذلك كان هناك ادعاءات بان احد مطاعم البيتزا في أمريكا، يوجد به قبو مخصص للاحتفاظ بالأطفال المخطوفين وغير ذلك، ولكن بينت التحقيقات أن كل ذلك أكاذيب مختلقة.
موضحا :"هذا المنتدى يمكن لأي شخص نشر ما يريد عليه، واختيار أي اسم، لذلك يصعب كشف هل من نشر المنشور الأول هو من نشر ما جاء بعده.
روجت لأساطير
وبدوره، شدد الخبير في الشؤون السياسية ناجح العبيدي، على أن هذه الحركة ومثيلاتها تروج للأساطير، مثل وجود أكلي لحوم البشر، ولفت :" موضوع الحركة اكتسب زخم أقوى بعدما أعلنت أنها تقف جانب ترامب، وترامب عندما سؤل عنها، أجاب بشكل مراوغ، دون ان يعطي رأي محدد، لأنه في معركة انتخابية ويحتاج أي صوت لينتصر على منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وتابع :" في تقديري هذه الحركة، اكتسبت بعدا اكبر من خلال شبكة الانترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح لها أتباع ومريدين في دول أخرى ومنها ألمانيا، وأي جهة تأتي وتنشر حكايات عن ممثلين في هوليوود أو أشخاص مشهورين في عالم الاقتصاد والسياسة، تثير فضول الكثير من البشر، حتى الذين لا يؤمنون منهم بنظريات المؤامرة، وهذه المؤامرات تنكشف عندما يظهر لها بعد سياسي .
موضحا :" ثمة حكاية قديمة كان تم نشرها زعمت أن رائد الفضاء "نيل ارمسترونج"، لم يهبط على القمر، ومثل هذه الحكايات الغريبة تنال إعجاب الكثير من الناس، فيتم تداولها على نطاق واسع، والخطر عندما تتدخل مثل هذه الحركات في السياسة.
لان الانترنت يحب الفضائح
لماذا انتشرت هذه الحركة التي تروج لفكرة المؤامرة بشكل كبير في الولايات المتحدة وألمانيا، رغم أن ما تنشره حكايات مفبركة وأساطير، واتهاماتها مرسلة بدون دليل، الصحفية والباحثة في مجال الإعلام أمل دبب، قالت :" لان الانترنت بشكل عام يحب الفضائح، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي يفضلون هذا النوع من الأخبار، لاسيما عندما تكون ذات بعد سياسي .
مردفة :" الحركة لم تقدم أدلة أو إثباتات، بل طرحت أسئلة وخلقت نوعا من اللعبة بينها وبين المتابعين، هي تريد ان يشاركوها الرواد ذو الميول اليمينية المتطرفة هذه الإلغاز، عبر ما يسمى الانترنت التشاركي، وهذا ما يجعل الناس يحبون المشاركة في هذه اللعبة.
موضحة :" عبر اللعب على الانقسامات السياسية الموجودة في أمريكا، وقد لعبت جائحة كورونا في انتشار هذه الحركة، ففترة الإغلاق كانت الناس في منازلها لا تفعل شيء فقالت إذا لنتصفح الانترنت، للبحث عن أجوبة فيما يخص الفيروس، وهل هو مؤامرة من الحكومات، ما زاد من متابعي الحركة."