كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
احتفلت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، بعيد تذكار القديسان كورنيليوس البابا وكبريانس الأسقف الشهيدان.
وبحسب المركز الإعلامي القبطي الكاثوليكي، بدأ الإمبراطور الروماني "تراچان داسيوس" إضطهاداً محلياً ما بين عامي (249م – 251م) لمسيحيي روما، واستشهد منهم أعداد كبيرة ومعهم أسقف روما البابا "فابيانوس" في 20 يناير 250م.
كان يُدير شئون الكنيسة مجموعة من الكهنة من أشهرهم الكاهن واللاهوتي "نوڤاتيانوس". أثناء سفر الإمبراطور الروماني "تراچان داسيوس" لخوض معركة حدودية ضد القوطيين.
كان مُرشَّحاً الكاهنين "موسى" و"كورنيليوس". إستُشهِد المرشح الأول "موسى" خلال التعذيب، وتصوَّر نوڤاتيانوس أنه صار قريب من الباباوية لأنه ذا العلم الغزير الذي سيُعطيه الأفضلية عندما تم وضع ترشيحه أمام السينودس مع كورنيليوس، إلا أن المجمع اختار كورنيليوس لمعرفتهم بقلبه المتحد بالمشيئة الإلهية وتواضعه ورحمته. وبذلك تم اختيار قديسنا حبراً رومانياً وأسقفاً لروما في 13 مارس 251م خلفاً للبابا فابيانوس .
وقد دامت حبريته لمدة عامين فقط (251م – 253م) بمقتل "تراچان داسيوس" خلال حربه مع القوطيين هدأت وطأة الإضطهاد، وكان من أبرز أحداث فترة الهدوء النسبي هذه هي مناقشة الخلاف على مدىَ صحة قبول توبة المسيحيين الذين أنكروا الإيمان وقاموا بتقديم ذبائح ورفع بخور للأوثان في زمن الإضطهاد على يد تراچان داسيوس خوفاً من القتل .
تمت إقامة سينودس لمناقشة الأمر، وإتفق البابا كورنيليوس والأسقف "كپريانوس" في الرأي على أن قبول توبتهم عن ضعفاتهم التي ندموا عليها أمراً بديهياً ماداموا تائبين بحق عن إنكارهم للإيمان، وأنه لا يجب إدانتهم لأنه على الواقف أن يحذر من الوقوع، ولا يصحّ أن يكون الإنسان ديّاناً لأخيه، مع عدم تجاهُل أن المعمودية "وَسْمٌ لا يُمحىَ . وقد نفاه الإمبراطور غاليوس الذى اضطهد المسيحيين فمات كرنيليوس في المنفى عام 253 م ونقل جثمانه إلى روما ودفن في مقبرة كاليستس . ".
كبريانس ولد فى مدينة قرطاجه نحو عام 210م من ابوين وثنيين، اهتدى إلى الإيمان ورسم كاهناً ثم اسقفاً للمدينة عام 249م. كان فى الظروف العسيرة مثال الراعى الصالح بسيرته وكتاباته. نفى خلال اضطهاد الإمبراطور ﭬـاليريانس، أتى مرسوم إمبراطوري أكثر صرامة يَقضي بإعدام كل الإكليروس المسيحي. وفي 13 سبتمبر 258م، إعتُقِل الأسقف كپريانوس في سجن الوالي الجديد "جاليريوس ماكسيميوس"، وتم فحصه للمرة الأخيرة في اليوم التالي ليوم إعتقاله، لعل رأيه يتغير بعد صدور حكم الإعدام في المرسوم الإمبراطوري. إلا أنه ثبت على إيمانه ولم يُنكره برغم التهديد، ولم يكن ينطق سوى بكلمة واحدة طوال الفحص الأخير وهي: (الشكر لله).
تقرَّر تنفيذ حكم الإعدام الجماعي للأسقف كپريانوس وجميع أفراد الإكليروس المعتقلين معه في مكان مفتوح ليصبح إعداماً ميدانياً للترهيب، فتبع عدد كبير من أهالي قرطاچ المؤمنين ركب كپريانوس وإخوته إلى رحلتهم الأخيرة، ويذكر شهود واقعة استشهاده، بأنه خلع ثيابه دون مساعدة من أحد، وركع مُصلّياً بعد أن عُصِبَت عيناه كعادة جميع المحكوم عليهم بالإعدام، وتم قطع رأسه بالسيف. ودفن المؤمنين جثمانه بالقرب من مكان الاستشهاد بقرطاچ ومات شهيداً فى الرابع عشر من سبتمبر عام 258م . شهادة حياتهما وبركة شفاعتهما فلتكن معنا. آمين .