سليمان شفيق
أعلن رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبية السراج '>فايز السراج امس الأربعاء، عن استعداده لتسليم السلطة قبل نهاية أكتوبر الأول. ودعا لجنة الحوار المنوط بها تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة إلى "اختيار مجلس رئاسي جديد وتكليف رئيس حكومة يتسلم السلطة بشكل سلمي". ويأتي إعلان السراج بعد مشاورات أجريت الأسبوع الماضي في سويسرا وقبلها محادثات في المغرب بين أطراف النزاع اللليبي
وصرح السراج في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي: "أعلن للجميع رغبتي الصادقة تسليم مهامي فى موعد أقصاه آخر شهر أكتوبر على أمل أن تكون لجنة الحوار استكملت عملها واختارت مجلسا رئاسيا جديدا ورئيس حكومة".
وأضاف "نرحب بما صدر من توصيات مبدئية مبشّرة أفضت إلى الاتجاه إلى مرحلة تمهيدية جديدة لتوحيد المؤسسات والتمهيد للانتخابات، بالرغم من قناعتي بأن الانتخابات المباشرة هي أقصر الطرق إلى حل شامل. لكن سأدعم أي تفاهمات غير ذلك".
ولفت السراج إلى أن "المناخ السياسي والاجتماعي كان يعيش حالة استقطاب واصطفاف حادّين جعلت كل المحاولات السلمية التي نحقن بها دماءنا شاقّة وغاية في الصعوبة، ولا تزال بعض الأطراف المتعنّتة تعمّق هذا الاصطفاف وتراهن على خيار الحرب في تحقيق أهدافها غير المشروعة".
وأشار رئيس حكومة الوفاق إلى أنه منذ توقيع الاتفاق السياسي في 2015، سعى إلى تحقيق أكبر قدر من التوافق بين كافة الأطراف، لكن الصعوبات حالت دون ذلك.
ويرأس السراج حكومة الوفاق الوطني منذ تشكيلها في طرابلس عام 2015 إثر اتفاق سياسي توسطت فيه الأمم المتحدة بهدف توحيد ليبيا وإشاعة الاستقرار بها بعد الفوضى التي اجتاحتها عقب الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011
واستضافت مونترو بسويسرا الأسبوع الماضي اجتماعا تشاوريا بين الأطراف الليبية توافق خلاله المشاركون على إجراء انتخابات خلال 18 شهرا والبدء بإعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية
كما استضافت بوزنيقة بالمملكة المغربية في وقت سابق محادثات برلمانية ليبية-ليبية، بهدف توحيد المؤسسات السيادية في البلاد.
واتفق الطرفان على مواصلة الحوار و"استئناف هذه اللقاءات في الأسبوع الأخير" من شهر سبتمبر الجاري "من أجل استكمال الإجراءات اللازمة التي تضمن تنفيذ وتفعيل هذا الاتفاق".
ويأتي إعلان السراج استعداده تسليم السلطة مع تجدد الدفع باتجاه حل سياسي بعد أن أنهت حكومة الوفاق في يونيو هجوما شنته قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) على طرابلس طيلة 14 شهرا وأرغمتها على التراجع عن العاصمة.
وفي 22 أغسطس أعلن طرفا النزاع في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء البلاد، ورحبت الأمم المتحدة يومها بـ"التوافق الهام" بين الطرفين.
وتبدو هذه الخلفيات عديدة، إلا أن أبرزها هو فسح المجال لمرحلة سياسية جديدة على ضوء نتائج المشاورات الجارية بين أطراف النزاع. فيما تراوحت ردود الفعل في الداخل الليبي بين مؤيد ومعارض لإمكانية انسحاب السراج من السلطة،كذلك الوضع "المتفاقم" في ليبيا في ظل انقطاع الكهرباء وغلاء الأسعار والتي خرجت على خلفيتها احتجاجات شعبية حاشدة أدت إلى استقالة الحكومة الموازية في بنغازي.
والاحتجاجات على الظروف المعيشية بلغت العاصمة الليبية طرابلس، حيث خرج المتظاهرون بشعارات تندد ب السراج '>فايز السراج وخليفة حفتر. مظاهرات تخللها إطلاق نار على المحتجين من جهات وصفت بالمجهولة، فهل خرج الليبيون بعدما طفح كيلهم أم إنها تحركات مسيسة.