كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
قال قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إن جميع أشكال الحياة مترابطة ببعضها البعض، وصحتنا تعتمد على صحة النظم البيئية التي خلقها الله وكلفنا بعنايتها.
مضيفا في عظته :" لكي نخرج من الوباء، نحتاج إلى أن نداوي أنفسنا ونداوي بعضنا البعض. كما يجب أن ندعم الذين يعتنون بالأشخاص الأشد ضعفًا وبالمرضى والمسنين. حتى لو لم يتلقوا غالبًا التقدير والمكافأة اللذين يستحقونهما. إن العناية بالآخرين هي قاعدة ذهبية لكوننا كائنات بشرية، وهي تحمل في داخلها الصحة والرجاء.
لافتا :" علينا أيضًا أن نوجه هذه الرعاية إلى بيتنا المشترك: إلى الأرض وإلى جميع المخلوقات، أشكال الحياة مترابطة ببعضها البعض، وصحتنا تعتمد على صحة النظم البيئية التي خلقها الله وكلفنا بعنايتها. أما الإساءة إليها فهي خطيئة جسيمة تضرنا وتُجعلنا نمرض. أفضل ترياق لسوء الاستخدام هذا لمنزلنا المشترك هو التأمل. عندما لا تتعلم كيف نتوقف ونُعجب بما هو جميل ونقدّره، فلا يجب أن نستغرب من أن يتحول كل شيء إلى سلعة للاستخدام والاستغلال بدون أي هاجس. ومع ذلك، فإن بيتنا المشترك، أي الخليقة، ليس مجرد "مورد". لأنَّ المخلوقات تملك قيمة في ذاتها وتعكس، كل خليقة على طريقتها، شعاعًا من حكمة الله اللامتناهية وصلاحه. وبالتالي علينا أن نكتشف هذه القيمة وهذا الشعاع للنور الإلهي، ولكي نكتشفهما، علينا أن نصمت ونصغي ونتأمل.
كما أضاف :" بدون التأمّل من السهل أن نسقط في مركزية بشرية غير متوازنة ومتعجرفة، تُضخِّم دورنا ككائنات بشريّة، وتجعلنا مُتسلِّطين مطلقين على جميع المخلوقات الأخرى. ونصبح سلّابين مفترسين، وننسى دعوتنا كحراس للحياة. يمكننا ويجب علينا بالتأكيد أن نعمل الأرض لكي نعيش وننمو، لكن العمل ليس مرادفًا للاستغلال، وهو يترافق دائمًا بالعناية: الحراثة والحماية والعمل والعناية ... هذه هي مهمتنا. لا يمكننا أن ندّعيَ مواصلة النمو على المستوى المادي، بدون العناية بالبيت المشترك الذي يستقبلنا. إن إخوتنا الأشدّ فقرًا وأمنا الأرض يئنّون بسبب الضرر والظلم اللذين تسببنا بهما، ويطالبوننا بمسار آخر.
وواصل :" لذلك من المهمّ أن نستعيد البعد التأمّلي، أي أن ننظر إلى الأرض والخليقة كعطية وليس كشيء يمكننا أن نستغلّه لمصلحتنا الشخصية. وبالتالي عندما نتأمّل نكتشف في الآخرين وفي الطبيعة شيئًا أكبر بكثير من فائدتهم. نكتشف القيمة الجوهرية للأشياء التي منحها الله لها.
واختتم :" وهذا الأمر لا يجب أن نفوضه للبعض لأنه مهمة كل كائن بشري. يمكن لكل فرد منا ويجب عليه أن يصبح "حارسًا للبيت المشترك"، قادرًا على رفع التمجيد لله على مخلوقاته، وعلى التأمل بها وحمايتها.