كتبت - أماني موسى
روىَ الإعلامي محمود سعد، قصة سيدة عرفت تقول للناس كلها "ما أحببتك وحدي ولكن أحببتك وحدك" فماتت كما تستحق، قائلاً: أنا شخص نظري ضعيف منذ طفولتي، لكن هناك فارق بين البصر والبصيرة، والحياة علمتني أني أشوف أكويس، وأن في حاجة اسمها البصيرة.
وتابع سعد في فيديو عبر قناته باليوتيوب، قصة "ما أحببتك وحدي لكن أحببتك وحدك" سأسميها قصة فريد الأطرش وسيجارة شكك، والعلاقة بين فريد الأطرش والسيجارة الشكك، هي علاقة غريبة بتربطها ست تخليك لما تقعد معاها تحس أنها أحببتك وحدك، ست من عيلة كويسة، أبوها محمد إبراهيم أفندي، وأتجوزت في المنصورة من عازف القانون محمود الشربيني وهو جدي الذي ألم أره أو أعرفه بالدنيا، وأنجبت منه كوثر ورأفت، ثم انفصلا، وجاءت إلى القاهرة، وكان شقيقها عازف قانون مشهور جدًا لدرجة أن مرتادي البيت كانوا أشخاص مشهورين مثل فريد الأطرش وعبد الوهاب.
وعندما جاءت للقاهرة في أواخر الثلاثينيات تزوجت من صحفي مشهور يدعى أحمد حسن،وهو ممن أسسوا مجلة روز اليوسف، وأنجبت منه فاطمة ورأفت، وكانت السيدة فاطمة تحب فريد الأطرش جدًا، وذات مرة كان أشقائها يعزفون في حفل بالهرم ووجد أحدهم شقيقته فاطمة متواجدة بالكواليس من شدة حبها في فريد الأطرش.
لافتًا إلى أنها كانت إنسانة تحمل حب وخير بقلبها، فكانت تهتم بتلبية حاجات أفراد أسرتها حتى أن يديها كانتا متعبتين من "الغسيل"، كما أنها قامت بتربية أبناء زوجها -من زيجة أخرى- بعد وفاته، وكانت هي من تقوم بعمل كل حاجيات المنزل ومستلزمات الأكل والنظافة، فكانت حياتها بمثابة رحلة شقاء، وكانت حين تجلس معك تشعرك وكأنها تحبك أنت فقط، وتمنحك كل ما لديها من طعام وشراب.
وكانت تتقاضى معاش 6 جنيه شهريًا، ويمنحها ابنها رأفت 3 جنيهات شهريًا، وكان عم بخيت وكيل نقابة الموسيقيين آنذاك يحرص على زيارتها دومًا بالمنزل، وكانت تستقبله دومًا بحب وترحاب.
وأضاف سعد، أنها كانت تحب السجائر، ورغم تراجع الدنيا معها إلا أنها لم تتراجع في عطائها يومًا، ولا يمكن تحس أنها محتاجة حاجة أبدًا من أي حد، عمرها ما طلبت حاجة من حد، وكانت دومًا غنية بمشاعرها، ولا يملك أي أحد إلا أن يحبها، وكانت هي قبضة العائلة ومنحت كل السلطات لأمي التي هي أكبر بناتها، وأعدتها لكي تكون القبضة الجديدة، وحين ماتت فاطمة التواصل بين أفراد العائلة انحصر، وحين ماتت أمي الدنيا خلصت، ولم يعد هناك لم شمل كما بالسابق، أصبحنا أسر منفصلة بلا عيلة، نتقابل فقط في المناسبات.
وأردف سعد، أعتقد أن مشكلة تفكك الأسر هتبقى مشكلة المستقبل والشباب اللي طالع، وحكاية العيلة دي هتخلص خالص، لازم يكون في حد كبير الناس بترجع له وبيجمع شمل العيلة، مشيرًا إلى أن الجدة فاطمة كانت تكره جدًا الموت والحديث عن الموت أو الموتى والمقابر.