سليمان شفيق
شهدت الأراضي الفلسطينية وقفات احتجاجية غاضبة تنديدا بتوقيع الإمارات والبحرين اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، اعتبرت الصحافة الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء أن "الصراع هو مع الفلسطينيين وليس مع تم التوقيع معهم" في واشنطن، كما أفادت مراسلة فرانس24 في القدس وقالت إن وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان قد وجه انتقادات لبنيامين نتانياهو، مشيرا إلى أن "نتانياهو احتفل في واشنطن وأن حركة حماس احتفلت على طريقتها (بالصواريخ) في عسقلان وإسدود".
لذلك شن الجيش الإسرائيلي فجراليوم الأربعاء ضربات على مواقع في قطاع غزة ردا على قصف صاروخي استهدف جنوب الدولة العبرية، انطلاقا من القطاع المحاصر، وفق ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية.
وأطلق صاروخان مساء امس الثلاثاء من القطاع باتجاه إسرائيل، بالتزامن مع مراسم توقيع اتفاقي التطبيع في واشنطن، واعترضت أحدهما منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادّة للصواريخ في حين سقط الثاني في مدينة أشدود حيث أسفر عن إصابة شخصين على الأقلّ بجروح طفيفة، بحسب الجيش الإسرائيلي
وأعلنت إذاعة حماس الرسمية في غزة أن ثلاث هجمات صاروخية على الأقل استهدفت صباح الأربعاء جنوب الدولة العبرية انطلاقا من القطاع، في حين أفادت مصادر أمنية في غزة أن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ صباحا غارات عدة على القطاع.
ولم يتبن أي من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إطلاق الصاروخين
وقطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ 2007 حركة حماس هو جيب فقير يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني ويخضع لحصار إسرائيلي
وكثفت حماس في أغسطس إطلاق بالونات حارقة إضافة إلى صواريخ من القطاع على إسرائيل التي ردت بضربات جوية ليلية على مواقع للحركة المسلحة.
لكن الجانبين توصلا في مطلع سبتمبر الجاري إلى اتفاق بوساطة قطرية، قضى بإحياء هدنة هشة تسري منذ عام ونصف عام.
ونددت حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 والسلطة الفلسطينية باتفاقي التطبيع بين إسرائيل وكلّ من الإمارات والبحرين.
السعودية وسلطنة عمان في الطريق :
صحيفة لوموند التي تحدثت عن شرق أوسط جديد بعد عقود من الانقسام والصراع.. فقد رحب الرئيس الأمريكي الثلاثاء بتوقيع اتفاقيات تفاهم تاريخية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين خلال حفل نُظم في البيت الأبيض ويمثل توقيع هذه الاتفاقيات إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدول الثلاث رسميا.. وتنقل الصحيفة قول الرئيس الأمريكي إن ست أو سبع دول عربية إضافية بما فيها الدول الكبرى على وشك إبرام اتفاقيات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل التي لم تعد معزولة.. وتابعت لوموند أن زير خارجية الإمارات رحب بتغيير في قلب الشرق الأوسط، وشكر شخصيا بنيامين نتنياهو لاختياره السلام ووقفه ضم الأراضي الفلسطينية على الرغم من أن الأخير كان قد أكد أنه مجردُ تأجيل.
صحيفة القدس العربي تحدثت عن تغريدة نشرتها مراسلة صحيفة هآرتس الإسرائيلية من واشنطن الثلاثاء، قائلة إنه حاليا في الفندق يحاول أعضاء الوفد البحريني أن يعرفوا أمام ممثل أمريكي ما هي النسخة الفعلية التي سيوقعها وزير خارجيتهم بالضبط في البيت الأبيض. وتابعت الصحيفة.. تغريدة الصحافية الإسرائيلية أثارت السخرية من الوفد البحريني، إذ كتب الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور صالح النعامي "شوفوا المهزلة.. موظف أمريكي يجري في الوقت الحالي اتصالات مع وفد البحرين لأن هذا الوفد لا يعرف طابع الوثيقة التي سيوقع عليها في البيت الأبيض.. وأضاف قائلا..طبعا الوثيقة أعدها سلفا ترامب ونتنياهو بدون علمهم وهم مطالبون بالتوقيع.
أما صحيفة واشنطن بوست فتقول.. يُظهر الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي كيف تغيرت فكرة السلام في الشرق الأوسط في عهد ترامب.. فلا الإمارات ولا البحرين في حالة حرب مع إسرائيل، وبالتالي فإن الوثيقة ليست معاهدة سلام رسمية لكن حتى الآن لم تكن الدولتان الخليجيتان تقيمان علاقات رسمية مع إسرائيل.
صحيفة الأخبار التي تقول إنه بالإضافة إلى الإمارات والبحرين، تَبرز كلّ من السعودية وعُمان كدولتين من الممكن التعاون بينهما وبين إسرائيل بعد توقيع اتفاقيات معهما. هذا ما أظهرته وثيقة أصدرتها وزارة الاستخبارات الإسرائيلية ونشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الثلاثاء.. وبحسب الوثيقة فإن تل أبيب تُجري حوارا مع المنامة والرياض ومسقط انطلاقا من مصالح أمنية وسياسية واقتصادية مشتركة.. وهذا الحوار هو جزء من التغيير الحاصل في المنطقة، والذي لا يربط بين التطبيع وحلّ القضية الفلسطينية.. وفي السياق تشير الوثيقة إلى أن الحوار مع البحرين يجري من باب أن اقتصاد الأخيرة تعرّض للانكماش خلال السنوات الفائتة وهي ترغب في أن تتحوّل إلى مركز نشاط لشركات تكنولوجية ناشئة..
أما بالنسبة إلى السعودية، فتذكر الوثيقة إلى أن لدى الأخيرة مخاوف تتوافق بشكل كبير مع مخاوف إسرائيل، ما يفتح مجال التعاون العسكري والاستخباراتي في إطار ثنائي أو كجزء من تحالفات إقليمية.