رئيس الحكومة الفلسطينية يتحدث عن "يوم أسود في تاريخ" العرب
سليمان شفيق
دعا فلسطينيون، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة محمد اشتية، إلى تنظيم يوم "غضب" في الأراضي الفلسطينية قبيل توقيع إسرائيل والإمارات والبحرين اتفاقيتين تاريخيتين في البيت الأبيض. ودعوا إلى التظاهر أمام سفارات الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين عبر العالم رفضا لاتفاقية "العار" في هذا "اليوم الأسود في تاريخ الأمة العربية"، كما قال اشتية في كلمته.
وقد صرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بأن الثلاثاء سيكون "يوما أسود في تاريخ الأمة العربية"، منتقدا "الانقسامات" فيه
ودعا الفلسطينيون الذين اعتبروا الاتفاق "طعنة في الظهر" من قبل الدولتين المتهمتين بعقد اتفاق مع الدولة العبرية من دون انتظار ولادة دولة فلسطينية، إلى مظاهرات الثلاثاء.
كما عبرت "القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية"، والتي تضم أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس التي تدير قطاع غزة، الأحد في بيان عن رفضها "الحاسم لرفع علم إسرائيل والقتل والعنصرية على سارية الذل في أبو ظبي والمنامة".
ودعت إلى اعتبار الجمعة المقبل "يوم حداد" ترفع فيه الأعلام السوداء "شجبا لاتفاق أمريكا، إسرائيل، الإمارات، البحرين، وتقرع فيه أجراس الكنائس وترثي خطبة الجمعة أنظمة الردة والخيانة".
ويعد هذا الاتفاق بين الدول الثلاث أول انفراجة من هذا النوع منذ معاهدتي السلام التي وقعتهما إسرائيل مع مصر في 1979 والأردن في 1994
من جهته، قال وزير الداخلية البحريني، الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، الاثنين في بيان إن إقامة علاقات مع إسرائيل يحمي مصالح البحرين ويعزز شراكتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة وسط التهديد المستمر من إيران
وقال الوزير: "هذا الأمر ليس تخليا عن القضية الفلسطينية ...إنما هو من أجل تعزيز أمن البحرينيين وثبات
اقتصادهم". وأضاف أن "إيران اختارت سلوك فرض الهيمنة بأشكال عدة، وشكلت خطرا مستمرا للإضرار بأمننا الداخلي"، مضيفا أن من الحكمة استشراف الخطر والتعامل معه". وتحكم أسرة آل خليفة السنية البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية. وكثيرا ما تتهم الحكومة إيران، التي يحكمها شيعة، بالسعي لتقويض البحرين.
وحصلت البحرين على حزمة مساعدات مالية بعشرة مليارات دولار من بعض حلفائها الأثرياء بالمنطقة في عام 2018 حين كانت تتجه نحو أزمة ائتمان. وقال صندوق النقد الدولي إنه يتوقع أن يقفز العجز المالي البحريني إلى 15,7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام مقابل 10,6
بالمئة في 2019
وأجرى وزيرا دفاع البحرين وإسرائيل أول اتصال هاتفي معلن الاثنين كما بحث وزيران آخران الإمكانيات التجارية بين البلدين
زعيم المعارضة الاسرائيلية : لانبة لاجراء محادثات سلام
أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن "لا نية" لدى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لإجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين، وذلك قبل ساعات من توقيع إسرائيل اتفاقيتين تاريخيتين لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين.
وتشهد واشنطن اليوم الثلاثاء توقيع إسرائيل الاتفاقيتين مع الإمارات والبحرين، في خطوة هي الأولى منذ تسعينات القرن الماضي.
والإمارات والبحرين هما أول دولتين خليجيتين تقدمان على هذه الخطوة بعد اتفاقيات السلام التي وقعتها إسرائيل مع مصر (1979) والأردن (1994)
ورحب لابيد باتفاقيتي تطبيع العلاقات مع الدولتين الخليجيتين لكنه شدد على وجوب بدء مفاوضات سلام مع الفلسطينيين.
وقال الزعيم الوسطي لوكالة فرانس برس "تقول الحكومة الحالية إننا أبرمنا اتفاقيات مع دول سنية معتدلة من دون دفع ثمن هذا التفاوض للفلسطينيين".
وأضاف أن "هذا ليس ثمنا، إنها مصلحة إسرائيلية".
وندد الفلسطينيون بالاتفاقيتين المعلنتين مع إسرائيل، مشيرين إلى أنها تتعارض مع الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا أساسيا لإحلال السلام مع الدولة العبرية.
وانتقد لابيد موقف الفلسطينيين معتبرا أنه لم يعد بإمكانهم "البقاء في أماكنهم وانتظار أن يعمل العالم العربي والمجتمع الدولي نيابة عنهم". وقال "يجب أن يكونوا سباقين ويتوقفوا عن لعب دور الضحية".
ويرى لابيد أن الفلسطينيين لن يحصلوا على كل مطالبهم لانه ذلك "غير واقعي".
ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم المستقبلية على أساس حدود العام 1967، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها. كما يطالبون بعودة نحو 760 ألف فلسطيني هاجروا أو نزحوا من ديارهم منذ حرب العام 1948 التي مهدت لقيام دولة إسرائيل.
وبحسب الصحافي السابق "هذا غير مجد". وقال "إنهم بحاجة للعودة إلى طاولة المفاوضات، ونحن بحاجة للعودة إلى طاولة المفاوضات".
- حل الدولتين -
توقفت المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في العام 2014. وقد رفض الفلسطينيون مبادرات الإدارة الأميركية لاستئنافها واتهموها بالانحياز لإسرائيل.
وفي مايو الماضي، أعلنت القيادة الفلسطينية وقف اتفاقيات التنسيق الأمني مع إسرائيل بسبب مخططها ضم مستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة ومنطقة غور الأردن الاستراتيجية.
وأبدت السلطة الفلسطينية في يونيو الماضي، استعدادها لإحياء المفاوضات المباشرة وانفتاحها على إجراء تعديلات طفيفة على الحدود، في اقتراح مضاد لخطة السلام الأميركية المعلنة في يناير.
ويضيف الزعيم الوسطي لحزب "هناك مستقبل" (يش عتيد) "أقولها بصراحة، يجب أن نمضي قدما ونتباحث مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين لكن هذه الحكومة ليس لديها نية للتفاوض".
ويتهم زعيم المعارضة حكومة نتانياهو بأنها "لا تنوي مناقشة أي شيء مع الفلسطينيين"، خاصة وأن كثير من الناخبين الإسرائيليين المؤيدين لنتانياهو يعارضون إقامة دولة فلسطينية.
وأشار لابيد إلى المأزق القانوني الذي يواجهه رئيس الوزراء الذي يحاكم بتهم فساد، معتبرا أن هذا سبب آخر لاستبعاد محادثات السلام مع الفلسطينيين من جدول أعماله.
ويستعرض زعيم المعارضة في مكتبه في مقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، صوره مع عدد من قادة العالم وبينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والمرشح الرئاسي الأميركي جو بايدن، في حين غابت صورة الرئيس دونالد ترامب.
وتولى لابيد سابقا حقيبة المالية تحت قيادة نتانياهو
لكنه التزم المعارضة بعد انتخابات مارس العام الماضي، قبل أن ينشق حلفاؤه السابقون بيني غانتس وغابي أشكينازي وينضموا لحكومة نتانياهو
ويشغل غانتس اليوم منصب رئيس الوزراء بالإنابة ويتولى حقيبة الدفاع، في حين أوكلت وزارة الخارجية لأشكينازي.
وحول دور الوزيرين في اتفاقيتي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، يرى لابيد أن الوزيرين "ليس لهما أي تأثير مطلقا" في الحكومة
وقال زعيم المعارضة إن نتانياهو "وقع الصفقة مع الإمارات ولاحقا البحرين من دون أن يخبرهما".
ويضيف "ليس الأمر أنه لم يشاورهما فقط، لم يكونا حتى على دراية" بالأمر.
- فشل كامل -
في الوقت الذي تتجه أنظار العالم إلى مراسم توقيع الاتفاقين في واشنطن، وصف زعيم المعارضة حكومة نتانياهو الائتلافية التي تضم 36 وزيرا وأخفقت في إدارة أزمة كوفيد-19، بأنها "وحش بيروقراطي".
وأشار لابيد إلى "الفشل الكامل" للحكومة في معالجة الأزمة الصحية هو "السبب الوحيد خلف اتخاذ هذا القرار"، معتبرا أن هذه الخطوة "عدائية للغاية ومدمرة للاقتصاد وليست مفيدة من حيث وقف انتشار الفيروس".
وغادر نتانياهو اسرائيل متوجها إلى الولايات المتحدة مباشرة بعد إعلانه عن إغلاق شامل على مستوى البلاد لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
ووفقا لتعداد فرانس برس، تحتل إسرائيل منذ أسبوعين المرتبة الثانية عالميا بعد البحرين في أعلى معدل للإصابات بالفيروس مقارنة بعدد السكان.
وتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين مؤخرا مطالبين نتانياهو بالاستقالة بسبب تهم الفساد الموجهة له، وبسبب ما يرون أنه فشل في إدارة الأزمة الصحية لفيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.
وأبدى لابيد دعمه للمتظاهرين الذي يتجمعون خارج مقر إقامة نتانياهو في القدس مساء كل سبت.
وعلى الرغم من تراجع شعبية نتانياهو، ما زال حزبه الليكود يتصدر استطلاعات الرأي، بينما يأتي حزب لابيد في المرتبة الثالثة بعد حزب "اليمين" (يمينا) المتشدد.