أشرف حلمى
الجيل الحالى والاجيال القادمة هما الأوفر حظاً فى متابعة ومعاصرة سير قديسين ,شهداء ومعترفين معاشون من رهبان , كهنة وعلمانيون سجلوا سيرتهم العطرة على مسرح الحياة وحفظها التاريخ الحديث بالصوت والصورة على عدد من الوسائل والسجلات باستخدام التكنولوجيا الحديثة , نالوا خلالها اكاليل الشهادة , الاعتراف والقداسة منهم من انتقل بالجسد ومنهم مازال يقدم خلال هذا العصر والعصور القادمة ليس فقط فى مصر بل فى كثيرا من دول العالم , وأصحبت متاحة للجميع فى اى زمان ومكان , بعد ان كنا نقرأ ونسمع عنها من خلال الكتب ومنها كتاب سير القديسين .
لقد أمتلئت قلوبنا فرحاً وتهليلًا لدى تطويب ابينا البطريارك المتنيح البابا كيرلس السادس قديساً خاصة أولاده الذين تمت سيامتهم رهبان , أساقفة وكهنة على يديه الطاهرتين , أول قديس لحق بقطار التكنولوجيا السريع فسجل له القليل من القداسات , الكلمات وبعض المناسبات , كذلك شهداء العصر الحديث الذين سجل لهم لحظات استشهادهم سواء كانت نتيجة هجمات إرهابية على الكنائس او الاعتداء عليهم بالاسلحة الالية والبيضاء بسبب ايمانهم المسيحى .
بالتأكيد سياتى يومياً قريباً تعلن فيه كنيستنا القبطية التى قدمت الالاف من الشهداء بكل فرح عن معترفين العصر الحديث ايضاً الذين أضطهدوا نتيجة التمييز الواقع عليهم من جانب سياسات الانظمة الحاكمة المتعاقبة على اعتبار انهم مواطنون من الدرجة الثانية او أصاباتهم بعاهات مستديمة جراء الاعتداءات الارهابية وغيرها والذين أصيبوا بامراض نفسية وصحية نتيجة لها .
لقد سجل التاريخ لحظات حية من دموع الظلم على وجوه المظلومين وعائلاتهم الذين طرودا وهجروا من منازلهم نتيجة تلفيق اتهامات عارية من الصحة على يد متشددين ومتطرفين فيما يعرف بجلسات الصلح العرفية إرضاءاً لهم بدلاً من تطبيق القانون عليهم , كذلك الذين لجؤا للقانون ولم ينصفهم ومنهم على سبيل المثال
أولاً والدة جرجس بارومى : التى رأينا دموع الظلم على وجهها مئات المرات كان اهمها وهى تصرخ مناشدة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بصفته أب لكل المصريين الإفراج عن ابنها المظلوم قائلة ( ابوه بيموت ونفسى يشوفه ويحضنه في أخر أيام يا ريس أبوس على يدك كذلك ابني مظلوم وقضى تلت أربع المدة محتاج نظره منك وابنى اتحبس ظلم فى جريمة فى لم يرتكبها ، ولكن نفسى اشوفه قبل ما اموت وده املى ان الرئيس عبد الفتاح السيسى ينظر له هذه المرة ويتم الإفراج عنه ، علشان ابوه المشلول وحياتنا الصعبة ) وذلك بالتزامن مع كل مرة يخرج فيها ملف ابنها جرجس الذى يقضى عقوبة الحبس في أحداث فرشوط التي وقعت عام ٢٠٠٩ فى قضية اتهامه بارتكاب واقعة هتك عرض ظلماً رغم إصابته بعجز جنسى الى مصلحة السجون لبحث موقفه من الإفراج ضمن عدد من الملفات التى سينظر فيها السيد الرئيس للإفراج عن دفعة من المساجين فى عدد من المناسبات والتى تقدر بثلاث مرات ويرجع الملف مرة اخرى لمصلحة السجون كان اخرها فى ديسمبر من العام الماضى .
ثانياً دموع السيدة سعاد ثابت المعرفة بسيدة الكرم : رأينا ايضاً دموع الظلم فى عيونها مناشدة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى لرد كرامتها التى اهانتها اهل قريتها قائلة ( أنا وعيالي مش قادرين نروح بلدنا ولا لبيتنا , أحنا مشردين أطالب كل الناس اللي زارتني إنها تقف جانبي لأحصل على حقي وأطالب الرئيس الجمهورية بالوقوف إلى جانبي حتى أحصل على حقي , حقي هو اللي يجبهولي أنا أتهنت واتبهدلت وجروني عريانة ملط ) وذلك بعد سنوات من قيام فخامة السيد رئيس الجمهورية بتطييب خاطرها والاعتذار لها عقب تعريتها وسحلها مؤكداً بأن القانون سيأخذ مجراه وسيطبق على الجميع قائلا ( لا يليق أبدا أن ما حدث يحدث في مصر أو يتكرر ومن يخطئ في مصر أيا كان وأيا كان عدده سيحاسب ) حفاظاً على كرامة المصريين عاماً وسيدة الكرم خاصة ومع ذلك ضرب القضاء جميع المناشدات وموقف السيد الرئيس بعرض الحائط من هذه القضية وتنحى عنها مرتين لاستشعاره الحرج كان اخرها أغسطس ٢٠٢٠ .
هناك العديد من القضايا المشابهة تعرض فيها المسيحيين للظلم ولكن هاتان القضيتان شغلتا الراى العام على مدار الاعوام القليلة السابقة ولكن هناك عدالة السماء التى هى اقوى كثيراً من عدالة الأرض , لقد خسر هؤلاء السيدات وجرجس بارومى وامثالهم قضاياهم محتملين الالام والعذابات النفسية والصحية ولكن ربحوا تعاطف وحب الملايين وبكل تأكيد سياتى اليوم الذى ستقوم فيه كنيستنا القبطية كنيسة الشهداء والمعترفين بالتكريم المشرف لهم والاعتراف بهم كمعترفون معاشون كما اعترفت بشهداء العصر الحديث منذ زمن قريب .