الأقباط متحدون | حتى لا تصبح هذه آخر الانتخابات..
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٠٦ | الاثنين ٢٨ مايو ٢٠١٢ | ٢٠بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٧٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

حتى لا تصبح هذه آخر الانتخابات..

الاثنين ٢٨ مايو ٢٠١٢ - ٣٤: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاى
تمر مصر بتجربة جديدة لم تختبر مثلها فى تاريخها الطويل.  لأول مرة يتصارع 13 متسابقا على كرسى الرئاسة فى انتخابات حرة يكون الحكم فيها هو صندوق الانتخابات.  ولأول مرة يحاول كل مرشح أن يرضى الناخب ويكسب وده.  ولأول مرة نعرف انه يوجد فى مصر مؤسسات لاستطلاع الرأى تعطينا الاحتمالات للفائزين والخاسرين مثلما يحدث فى الغرب.  ولأول مرة يتسمر الناس أمام التلفاز يوم الانتخاب يستمعون الى المحللين وينتظرون نتائج الانتخابات دون ان يعرفوا مقدما انها محسومة لصالح مرشح بالذات سيأخذ 99.9% من الأصوات.
نعم لم تكن التجربة خالية تماما من العيوب، ولكنها بالنسبة لأنها الأولى فى مصر لاختيار رئيس مصر عن طريق التصويت الحر، فهى-رغم كل شىء- حدث تاريخى سوف يسجله التاريخ، وعلامة بارزة على طريق الديمقراطية فى مصر. ولكن على قدر ما هناك احتفاء بهذا الحدث التاريخى من أنصار التقدمية، هناك بالتأكيد انزعاج من انصار الرجعية الذين يفضلون العودة بعجلة الزمن للوراء.
 
انتهت الجولة الأولى دون حصول أحد المتسابقين على نسبة تفوق ال50% لتؤهله بالفوز. وبات من المحتم اعادة الانتخاب بين أعلى الأصوات وهما الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق. وفى معركة الاعادة القادمة يبدو التباين بين المرشحين واضحا كالفارق بين اللونين الأبيض والأسود، لا يوجد اللون الرمادى حتى يحار فيه الناس.  كما انه عندما يختار الناخب مرشحه المفضل فهو لا يختار بين مجرد مرشحين ولكن بين توجهين فى الحكم: الدكتور محمد مرسى وهو يمثل الدولة الدينية والفريق أحمد شفيق وهو يمثل الدولة المدنية.  والخيار بينهما يحدد أين ستتجه مصر فى مستقبل لا يعرف مداه الا الله.
وعلى قدر فخرنا بالتجربة الديمقراطية حيث أصبح الشعب سيد قراره ومن حقه اختيار من يحكمه، ولكن سيظل توجسنا قائما مما قد ياتى به المستقبل.  هل سيغير هذا من انتخبناه بارادتنا ليرعى مصالحنا فنراه ينقلب على نفس الأداة التى وصل بها للحكم وهى الديمقراطية فيستعملها كسلم يصعد به الى السلطة وبعد ان بستحوذ على مقاليد الحكم يركل السلم بعيدا؟
 
ولذلك من الحكمة البحث فى تاريخ التيار الذى يمثله المرشح لنعرف ما يمكن أن يظهر من أفكارهم،التى ربما يحرصون على كتمانها الآن حتى يصلوا الى أغراضهم. وفى حالة جماعة الأخوان والتى يمثلها مرشحهم د. محمد مرسى فالكثير من تاريخهم الذى يحكى مبادئهم مسجل عليهم. وبالذات ما قيل على لسان مرشدهم حسن الهضيبى سنة 1952 "اذا ولينا الحكم فلن نتخلى عنه" معنى ذلك انه اذا نجح محمد مرسى فى الوصول الى كرسى الرئاسة فقد تصبح تجربة الانتخابات أول مرة تحدث فى مصر وأيضا آخر مرة.  فإذا استولى الأخوان على الحكم قد نرى قبضتهم تحكم على المنصب فيستمر مرشحهم الى مدى الحياة وبعد موته ربما يتم اختيار الرئيس بعد ذلك عن طريق البيعة.
فرح أنصار الدولة المدنية بحدوث الاعادة يجب ان يكون فرحا يشوبه الحذر.  دعنا أن لا نتمادى فى المبالغة بالتفاؤل فننسى ان الخطر ما يزال يخيم على الموقف.  وأن آخر ما سمعناه من أخبار أن عددا ممن فشل فى السباق قد اجتمعوا مع د. مرسى لتكوين جبهة لإنجاحه ضد شفيق.  وتستطيع ان تراهن على ان جماعة الاخوان ستبذل كل ما لديها من موارد وتستخدم كل ما تملكه من طاقات لانجاح مرشحهم د. محمد  مرسى. 
 
بالتأكيد هذه فرصة العمر للاخوان المسلمين أتتهم بعد انتظار 80 عاما فاذا ضيعوها فمن يضمن ان تأتى لهم مرة أخرى؟  ومتى سيكون فى امكانهم التحكم فى البرلمان والرئاسة فى نفس الوقت؟ أى انهم سيكون لهم اليد الطولى فى مقدرات هذا الوطن.
الآن أصبح مقعد الرئاسة يكاد يلمس أطراف أصابعهم.  وسنرى فى الأسابيع القادمة معركة ضارية لم تشهد مصر مثيلا لها.  ستراهم يستخدمون كل ما هو مشروع وغير مشروع، ستراهم يعدون الناس بخيرات الأرض وملذات الجنة.  سنراهم يوظفون الدين والسياسة فى المعركة.  وسنرى الملايين من الريالات تغرق المجتمع الذى يعانى الفقر والحاجة مع الأمية.
 
وكما ان الأمر بالنسبة للتيار الدينى يمثل الحياة والموت فكذلك بالنسبة لنا جميعا من نؤمن بمدنية الدولة.  نعم كان يمكن أن تحدث مساومة ويتعايش تيار دينى وسطى مع نظام مدنى يضمن المساواة للجميع والتقدم للوطن.  ولكن عوضا عن هذا فالواضح ان هدفهم هو تصعيد سقف طموحاتهم الى الذروة.  هدفهم الحكم بالشريعة والرجوع بمصر الى القرن السابع الميلادى، واقامة دولة الخلافة الاسلامية، وتحويل أهل الكتاب الى ذميينن والرجوع بالمرأة لعصر الإماء وملكات اليمين، وحظر تعليم البنات واجازة ختانهن أو ذبح برائتهن، وتزويجهن وهن أطفال.  وبينما نرى بعض دول العالم الثالث يتقدمون فى عالم التكنولوجيا لينافسوا الدول الكبرى فى غذو الفضاء، قد  نرى مصر العظيمة تتراجع الى عصر البداوة.
 
ولكن لا يجب ان التيار المدنى يلقى بقفازه، فالنصر أصبح فى متناول اليد، خاصة ان مصر كما ثبت من تعداد الأصوات ما يزال بها نسبة كبيرة ممن يؤمنون بمدنية الدولة.  بل أن هناك عددا كبيرا ممن صوتوا لصالح الاسلام السياسى فى انتخابات مجلس الشعب أصبحوا يراجعوا حساباتهم بعد ان رأوا أداء المجلس المتدنى. الذين صوتوا لصالح الدولة المدنية ممثلة فى الفريق أحمد شفيق هم مصريون أصلاء  أقباط ومسلمين. ولمن يتهمون الأقباط بالخيانة لتأييدهم التيار المدنى نقول هذا الاتهام هو وسام شرف على صدورنا. وفى الانتخابات الرئاسية النهائية سيثبت  المصريون بكل أطيافهم أن مصر دولة مدنية تؤمن بأن الدين لله ومصر للجميع.
 
كلمة أخيرة الى ال 50% من الناخبين الذين تخلفوا عن التصويت فى الجولة الأولى.  ان ذهابكم للانتخاب هذه المرة ليس فقط واجبا وطنيا بل مصلحة شخصية. فصوتكم لا يغير مصر وحدها بل  سيغير مجرى حياتكم وحياة أبنائكم.
فإلى كل مصرى يهمه مستقبل مصر مسلما كان أم قبطيا، رجلا كان أم امرأة، اتمنى ان تعطى صوتك فى الانتخابات القادمة لصالح مرشح الدولة المدنية الفريق أحمد شفيق، ليستمر الدين مقدسا، بعيدا عن الاعيب السياسة، ويظهر فى العبادة الخالصة لله والمعاملات الطيبة مع الناس، وحتى نفوت على تيار الاسلام السياسى أن يجعلوا هذه آخر انتخابات تشهدها مصر.
 
Mounir.bishay@sbcglobal.net




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :