كان الفنان الكبير أنور وجدى أحد أهم صناع السينما المصرية، تمثيلا وإنتاجاً وإخراجاً، وكان يتمتع بذكاء شديد ومواهب فنية وإدارية جعلت نجمه يصعد ويتحول من الفقر للغنى ومن كومبارس صغير فى فرقة رمسيس إلى أكبر منتج فى مصر، وكان أنور وجدى الذى ولد عام 1904 مشغولا دائماً بالتطوير السينمائى وعندما خطفه الموت بعد رحلة مرض عام 1955 قبل أن يتجاوز بداية الخمسين من عمره ودون أن يكون له أولاد عثر فى شقته على ما يؤكد أنه كان يخطط لأعمال فنية لسنوات قادمة ومن ضمنها أفلام عالمية.

 
وفى عام 1957 ومع مرور الذكرى الثانية لوفاة أنور وجدى نشرت مجلة الكواكب موضوعا أشارت فيه إلى أن الذكرى الثانية لوفاة أحد أكبر منتجى السينما وصناعها مرت دون أن يتذكره أحد سوى زوجته ليلى فوزى التى كانت على خلاف مع أسرته وباقى ورثته فاكتفت بإحياء الذكرى مع بعض أقاربها ببعض أيات القرآن ولم تذهب إلى قبره خشية أن تصطدم بأقاربه.
 
وأشارت الكواكب إلى ما وجده الورثة ضمن مقتنيات أنور وجدى فى شقته بعد وفاته، حيث عثروا على 20 قصة سينمائية اشتراها قبل وفاته مخططا لتقديمها خلال خمس سنوات بواقع 4 أفلام سنوياً دون أن يكون فى توقعاته أن الموت سيخطفه قبل أن يحقق مخططاته.
 
كما سافر أنور وجدى خلال السنوات الأخيرة من حياته أكثر من مرة إلى إيطاليا وجلس مع السينمائيين الإيطاليين وتحدث معهم عن السينما المصرية تمهيداً لإنتاج أفلام مشتركة، حتى أنه بعد وفاته زار مصر أحد صناع السينما الإيطالية وسأل مارى كوينى عن أنور وجدى وانهار بالبكاء حين عرف أنه مات، مؤكدا أنه كان يخطط لفيلم إيطالى مصرى مشترك ضخم مع الشركات الإيطالية.
 
كما كان أنور وجدى يستعد لإنتاج فيلم ملون بطولة فريد الأطرش وليلى فوزى وتحدث مع فريد عن المشروع ولكنه رحل قبل أن يكتمل.
 
وهكذا رحل أنور وجدى الذى قدم للسينما المصرية الكثير قبل أن يحقق كل أحلامه وهكذا هى الدنيا.