زهير دعيم
صلبتُكَ يا سيّدي كلّ يوم
طعنتُ جنبَكَ في كلِّ صباح
سقيتُكَ الخلَّ ظهرًا ومساء
ورُحتُ امثِّل البراءة
الطّهارة
النّقاوة
والكلّ لا يرى
ولا يسمع
وتنطلي عليهم الحكاية
انّه ملاك يقولون
يمتلئ طهرًا
ينضحُ إيماناً وتقوى
ويبكي قلبي
يتفطّر هذا البلبل الجريح
آه لو تعلمون ...
آه لو تدرون !!كم أنا نجيس يقول
كم أنا بنطيّ
كم أنا ناكر للجميل
فقبل أن يصيح الدّيك وبعده
أنكره
أنكر جواز السّفر الوحيد إلى السّماء
أمزّقه ...اقطِّعه
وأضحك تارةً وأبكي أخرى
لسْتُ اذكر ...كم مرة شردتُ في البراري
كم مرة وقعت بين أنياب الذئب
فجاء ذاك الرّاعي
وحملني على منكبيه
وداعبني
ومسَّدَ شعري
وأعادني إلى الحظيرة
أتراني بعد اليوم أجحده
أتراني بعد اليوم
لا أزرعك يا سيدي أملاً
في ضميري
في حناياي
في كلّ ذرةٍ من ذرات وجودي
أتراني بعد اليوم
أجرؤ ألا افتخر بصليبك
هذا الذي يقطرُ فداءً
ومحبةً
وخلاصًا
هذا الذي ما زال
يربط الأرض بالسّماء بخيط من دم
أتراني أجرؤ
ألا اغنّيكَ أغنية الحياة
في كلّ صباح !!!
سأبقى سيّدي
أقبِّل التراب تحت أقدامكَ
وأرنِّم مدى الحياة