●● كل الرسائل تخضع للسرية والخصوصية التامة، والإجابات عليها تكون بطلب المُرسل وبدون ذكر أية معلومات شخصية.
يا أنا.. يا كُم الفستان..
دكتور.. أتمنى حضرتك ترد عليا..
أنا مخطوبة من سنتين، وأعرف خطيبى من ٦ سنين تقريبا.. بيعجبنى جدا عقله وتفهمه، ودايما مدينى مساحتى الشخصية، والنقاش بينا دايما مبنى على العقل.
لحد ما حصل يوم كان عندى مناسبة، نزلت اشتريت لبس مخصوص عشان كانت مهمة بالنسبالى. أنا الحمد لله بحب ألبس محتشم، والطقم ده كان من أكتر الحاجات المحتشمة عندى، حتى عجب ماما وبابا اللى دايما بيعلقوا على لبسى. اتفاجئت إن خطيبى بيقولى: «الكُم ضيق عليكى، والطقم مش هايتلبس»، مع إنه نادرا ما بيعلق على لبسى، لأن زى ما قولت أنا باهتم إنى مالبسش حاجة مش مناسبة لنفسى قبل أى حد.
المهم، حسيت الموضوع هزار من كتر ماهو مش منطقى، وقعدت أهزر ولبست الطقم فى المناسبة. كلمنى قبل ما أخرج وقالى: «ورينى خارجة ازاى»، أنا دايما باتصور وأنا خارجة لأنه مسافر فببعت دايما صورى، المهم بعت الصورة وخرجت. كلمنى وأنا فى المناسبة قاللى: «عملتى اللى فى دماغك برضه، وانتى مابتعمليش حساب». استغربت وبعدين قالى: «لما ترجعى نتكلم عشان مضايقكيش وانتى فى المناسبة دى».
جيت لقيته زعلان، وانتى مابتعترفيش انك غلطانة فى حاجة، وكل شوية يسكت، وبعدين ابتدى الموضوع يخف ونرجع نتكلم، بس عرفته إنى مش هارمى الطقم من أول لبسة، وإنى هالبسه تانى عادى جدا، خصوصا إنه عاجبنى ومناسب.
بعدين كنت بغير الصورة وكنت عاوزة أحط صورتى بالطقم ده، فقولت أسأله الأول عشان مايزعلش، لكنه كان نايم، فحطيتها، وطبعا الموضوع رجع تانى أسوأ، وطلعت مابخافش على مشاعره، وكل الكلام ده. كنت بابعتله رسايل مابيردش عليا، كلمته اتطمن عليه رد وقالى مابردش عشان مش عاوز افتح الشات وأشوف صورتك واتضايق، قولتله تمام. كنت متضايقة ومتغاظة من كلامه جدااا، فحطيت صورى استورى وعملت إنه هو بس اللى يشوفها، وطبعا حصل واتضايق أكتر وأكتر، وقالى كده أكدتى إنك مابتعمليش لزعلى حساب قولتله إنت متضايق وأنا مش لاقية سبب، قالى: «طيب تمام.. أنا مش عاوزك».
طبعا الكلمة دى ماكانتش سهلة أبدا عليا، وأول مرة يقولهالى بعد نحو ٦ سنين نعرف بعض، والحقيقة هو بيحبنى جدا ومتمسك بيا جدا جدا، حتى يمكن أكتر ما أنا بحبه. انا مش عارفة قال كده ازاى ومش عارفة اتصرف ازاى. أنا رديت وقولتله براحتك، والكلام وقف.
أنا عاوزة حل يخلينى ماضيعش حقى، وفى نفس الوقت أعرفه إن كلامه على عينى وعلى راسى بس بالعقل والمنطق. أتمنى حضرتك ترد بجد.
ــ أختى الغالية..
ردى هايكون مختصر، وواضح ومباشر.. علشان القصة دى بتتكرر حرفيا كل يوم فى آلاف العلاقات والمواقف.. وفعلا لا تتحمل أى مواراة:
• «بيعجبنى جدا عقله وتفهمه»: هانشوف..
• «بيدينى مساحتى الشخصية»: مساحتك الشخصية ــ زى ما ذكرنا فى إجابة سابقة ــ هى حقك.. مش منحة أو عطاء أو هبة من حد.
• «بيقولى الكُم ضيق عليكى»: خطيبك مش من حقه يعلق على لبسك أو ينتقده أو يطلب تغييره.
• «الطقم مش هايتلبس»: خطيبك مش من حقه يمنعك من لبس أى حاجة انتى حابة تلبسيها، لو عنده أى اعتراض أو تحفظ على طريقة لبسك، فحقه الوحيد هو إنه يدور على فتاة بتلبس بالطريقة اللى هو عاوزها.. فقط ولا غير.
• «كلمنى قبل ما أخرج وقاللى ورينى خارجة إزاى.. أنا دايما باتصور وأنا خارجة لأنه مسافر فببعت دايما صورى.. المهم بعت الصورة»: غلطانة.. غلطانة.. غلطانة.. والحقيقة إن دى النتيجة الطبيعية لإنك تسمحيله يعلق أو ينتقد أو يعدل على طريقتك فى اللبس. إنتى كده بتفتحى حدودك النفسية والعقلية والشخصية ليه تماما.. واللى بيفتح حدوده بالشكل ده، لا يتوقع غير التجاوز، ولا ينتظر سوى إساءة الاستخدام.
• «قاللى انتى مابتعمليش حسابى»: الكلمة دى بتفتح كل أبواب الاستغلال النفسى، والابتزاز العاطفى، فى معظم علاقاتنا ببعض.. من أول الآباء والأمهات مع أولادهم، لغاية المحبين والمخطوبين والمتجوزين.
• «عرفته إنى مش هارمى الطقم وإنى هالبسه تانى عادى جدا»: برافو عليكى.. ده حقك وأرجوكى ماتتنازليش عنه أبدا.
• «كنت عاوزة أحط صورتى بالطقم فقولت أسأله الأول علشان مايزعلش»: سحبت كلامى فى النقطة السابقة!! انتى دلوقتى سلمتيه مفاتيح نفسك وروحك وجسدك.. واديتيله الحق فى الوصاية على اختياراتك وتفضيلاتك وقراراتك. نتيجة ده بعد عدة سنوات هى إن حضرتك ــ بكل بساطة ــ تبقى ملكا مستباحا له.
• «رجع تانى أسوأ.. طلعت مباخافش على مشاعره.. ببعتله رسايل مابيردش»: شكل آخر من الابتزاز العاطفى، والعقاب النفسى، وجلدك ولف حبال الشعور بالذنب حول رقبتك.
• «قالى طيب تمام.. أنا مش عاوزك»: هو فى الحقيقة بيقولك «أنا عاوزك بطريقتى، أو مش عاوزك».. «أنا عاوزك تفصلى نفسك على مقاسى، أو مش عاوزك»، «أنا عاوزك تغيرى نفسك لحسابى، أو مش عاوزك». اختارى.
• «هو بيحبنى ومتمسك بيا جدا جدا حتى يمكن أكتر ما أنا بحبه»: كل اللى حضرتك وصفتيه.. وكل اللى حصل.. وكل ما انتهى إليه الأمر مالهوش أى علاقة بالمعنى الحقيقى لكلمة (حب).. اللى وصفتيه اسمه حب تملك.. اللى حصل اسمه حب سيطرة.. اللى انتهى ليه الأمر اسمه حب وصاية وفرض للرأى.
• «أنا عاوزة حل يخلينى ماضيعش حقى، وفى نفس الوقت أعرفه إن كلامه على عينى وعلى راسى»: أنا ماعرفش الحل ده للأسف.
اللى أعرفه هو إن اللى عاوز مواصفات معينة لشريك حياته، يبحث عن هذه المواصفات لغاية ما يلاقيها، واللى بيدور على طريقة معينة فى اللبس أو الكلام أو المعاملة، يدور على ده لغاية ما يعثر عليه.. لكن نرتبط بحد وبعدين نطلب منه يعيد تشكيل نفسه، وتعديل شخصيته، وتغيير خصائله واختياراته وقراراته، ده غير مقبول، ومؤذى، وأنانى إلى أقصى حد.
يا عزيزتى..
مش من حق حد يتحكم فى لبسك..
مش من حق حد يتحكم فى شغلك..
مش من حق حد يتحكم فى علاقاتك..
ومش من حق حد يتحكم فى اختياراتك وقراراتك..
اللى عاوز يرتبط بيكى، أو يكمل معاكى على هذا الأساس.. أهلا وسهلا..
واللى يخيرك ما بين نفسه وبين الفستان.. أو فى حالتك «كُم الفستان».. يبقى هو اللى اختار.. مش انتى..
هو اللى اختار..
نقلا عن الشروق