الأقباط متحدون - الهدوء الذي يسبق العاصفة
أخر تحديث ٠٩:٥٥ | الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢ | ١٦بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٧٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الهدوء الذي يسبق العاصفة


بقلم : د/ صفوت روبيل بسطا

بعد نهاية اليوم  الثاني من الأنتخابات الرئاسية ،نقدم كل الحمد والشكر لله وحده أنه لم يحدث ما يُكر صفو هذا العرس الديمقراطي الغير مسبوق في تاريخ مصر كلها ، ونحن جيل نعتبر أنفسنا محظوظين أننا نعيش هذا الحدث التاريخي ، الذي بدأت بشائره السعيدة مع فجر ثورة الخامس والعشرين من يناير ،ولا يُخفي علي أحد فرحة كل المصريين بل والعالم كله معنا بهذا العرس الديموقراطي الذي نعيشه بكل الأمل لمصرنا الغالية أن تعود إلي سابق عهدها من التقدم والحضارة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ ، وتعود مصر مرة أخري "أم الدنيا" كما كانت ، هذا هو أملنا وهذا هو رجائنا من رب السماء والأرض أولا ، ومن شبابنا الناضج الواعي الذي لم ولن يرضي بديلا لبلدنا الغالي "مصر" غير ذلك


نعم نقول هذا الكلام وبداخلنا مخاوف كثيرة علي مستقبل بلدنا مما شاهدناه ونشاهده من بعض التيارات الدينية المتشددة التي دائما ما تحول فرحتنا بتقدم بلدنا إلي قلق وغصة في نفوسنا ، وتُعيدنا إلي المربع صفر ، وتلهينا عن هدفنا الحقيقي السامي بالنهوض بالبلد والبحث عن تقدمها وإزدهارها ، وأمنها وسلامها
هذه التيارات المتشددة أثبتت ذكائها ودهائها للوصول إلي أهدافها من أبسط الطرق وهو المواطن الفقير والمحتاج ، وإستطاعت أن تكسب أصواتهم التي تمثل الأغلبية وهي الأن تراهن عليهم وواثقة في النجاح لأنها تسير بمنهجية ..اللي تكسب بُه ألعب بُه.. وباقي الشعب جالس" يثرثر" فقط من غير فعل أي شيئ
حالة من التفائل والرضا رأيناها وشاهدتها أعيننا بين كل المصريين وهم ذاهبون لهذا العرس الديمقراطي التاريخي ، والجميع يحدوه الأمل لتحقيق طموح الشعب المصري برئيس مدني مُنتخب يحقق لنا ما خرجنا من أجله في الخامس والعشرين من يناير من عيش وحرية وعدالة إجتماعية
المصريين كافة أجمعوا عن نجاح التجربة الأنتخابية من سلاسة ونظام وحبر أصلي !!،وتأمين من قوات الأمن وقوات الجيش ، والأهم" نية "واضحة لخروج العملية الأنتخابية علي خير ما يرام


أصارحكم القول أن هذه "النية" وهذا الهدوء في إنتخابات الرئاسة يفكرني بإنتخابات مجلس الشعب الحالي ، والتي صارت أيضا علي نفس الطريقة وعلي نفس النية ، ومرت بهدوء وسلام اللهم عن بعض التجاوزات المعروفة والمتوقعة ، والتي حدثت مثلها بالضبط في إنتخابات الرئاسة ، والتي لم تؤثر في إتمام العملية الأنتخابية ,,, وكانت نتيجة إنتخابات مجلس الشعب ما عشناه ونعيشه ونراه يوميا من مجلس الشعب "القندهاري" الحالي


هذا الهدوء المشوب بالحذر الذي لمسناه في إنتخابات مجلس الشعب والرئاسة   هدوء يدعو للريبة والشك ،لأنه من الطبيعي في كل بلدان العالم وحتي في الدول المتقدمة نجد دائما الأنتخابات بيئة جيدة للصراعات والمشادات بين أنصار المرشحين ، فما بالكم ووضع مصر العام وفي الأيام العادية تكاثرت الجرائم والبلطجة والأعتدائات ودائما ما يعزونها إلي "الأنفلات الأمني"، هذه الجملة التي تتكرر كثيرا خاصة بعد الثورة وحتي الأن ، فكيف  يُصدق عاقل أنه لا يوجد ولا إنفلات أمني واحد في أي من كل اللجان الموزعة علي كل مناطق الجمهورية !!؟؟


بالطبع نحن سعداء أن يكون فيه أمن وأمان لأهالينا ولكل الشعب المصري في وقت الأنتخابات وخاصة وهم متواجدون بالشارع ولساعات طويلة
ولكن ولو في مقارنة بسيطة بين ما كان يحدث وقت الأنتخابات السابقة علي الثورة والتي كانت معروفة مسبقاً بتزويرها ونتيجتها ، كنا نسمع عن ضرب نار وقتلي ومصابين-وهذا بالطبع شيئ غير مقبول- أمام بعض اللجان ، ولهذا تزداد الحيرة والريبة  


فهل هذا الهدوء في إنتخابات الرئاسة سوف يتمخض ويتجمل ويخرج لنا بنتيجة مشابهة لما ألت عليه إنتخابات مجلس الشعب ، وتكتمل المسرحية !!؟؟
هل هذا الهدوء الذي كأنه "الهدوء الذي يسبق العاصفة" وبعدها نجد أنفسنا أمام الحقيقة المرة!!؟؟
أم ستتحقق المعجزة ويري هذا الشعب- المغلوب علي أمره- النور من جديد ، ويتحقق حلمه الذي خرج من أجله من حرية ومساواة وعدالة إجتماعية
هذا ما نتمناه وتتحقق المعجزة...  في زمن ندرت فيه المعجزات


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع