حمدي رزق
ما كشف عنه «حاتم قابيل»، رئيس مركز ومدينة بنى عبيد بالدقهلية، جد محزن، تخيل مزرعة «سمك قراميط» يغذيها عديمو الضمير على الحيوانات الميتة (عظام الكلاب والطيور الميتة).
خبر مؤلم، إلى هذا الحد بلغ الانحطاط، انعدام الأخلاق، الكسب الحرام، يروّجون السموم بين الغلابة، القراميط طعام الفقراء (رخيصة الثمن)، يستحلون حاجة البسطاء إلى طعام رخيص ليقدموا لهم سمومًا تسرى فى لحم قراميط.
الواقعة تستأهل توقفًا أمام متلازمة الانحطاط وانعدام الوازع الأخلاقى، لا أقول الوازع الدينى لأن أمثال هؤلاء المنحطين لا دين ولا ضمير ولا أخلاق لهم، والدين منهم براء، متلازمة تلون كثيرا من التعاملات التجارية فى الأسواق المحلية، الكسب السريع، الكسب الرخيص، استباحة الطيبين، استغلال المحتاجين، اهتبال الفرص السانحة لسرقة البسطاء بشتى الطرائق، حتى لو كان ببيع قراميط مسممة!!.
وتبينًا لدور الرقابة على مثل هذه الأنشطة السامة، صحيح تم ضبط المزرعة التى حفرت خفية فى أرض زراعية، ومثلها كثير، كنوع من التعديات على الأراضى الزراعية أو أراضى الدولة، وهذا يتطلب تشديدا رقابيا ومراجعات للمزارع السمكية العشوائية، ومراقبة صحية للأغذية فى الأسواق، أخشى بعض السلع والبضائع تحمل سموما على طريقة القراميط المسمومة.
الخبر (القضية) محزن، بل ومقرف، هوه فيه كده؟!، هوه فيه بشر من هذا الصنف الشرير؟!، هذا ليس فسادًا بل شر، ناس مؤذية، والأذية طبع، لا يشبع مكسبًا، بل يؤذى الغلابة فى صحتهم، يكلفهم من صحتهم، يبليهم بجملة أمراض تبدأ بالفشل الكبدى ولا تنتهى إلا بالخبيث، والعياذ بالله.
مثل هذه الأخبار التى تنشر على هامش الصفحات، ولا تلقى اهتمامات المواقع والصفحات، ولا تشغل جماعة التريندات، أخبار تؤشر على الفساد المجتمعى الذى يستشرى فى طبقات المجتمع السفلية كمياه الصرف الصحى تهدد سلامة وصحة المجتمع، ولن يصدها سوى الرقابة الشعبية الغائبة تقريبا إلا النذر اليسير من جمعيات حماية المستهلك التى تتضاءل جهودها المخلصة أمام توغل فساد الأسواق الشعبية.
رئيس المدينة «حاتم قابيل» مذهولا يتحدث مع الصديق «وائل الإبراشى»، فى التاسعة على التليفزيون الوطنى، يقول: «المنظر كان صعبًا أن نتصور إن فيه حاجة زى دى وتباع للناس تاكلها!!»، وأشاطره الذهول، والاستنكاف إلى حدود القرف، ناس متعرفش ربنا. عديمو الإنسانية يبيعون سمًا زعافًا. أصلا القراميط تجيب المرض بدون كلاب ميتة، قبر يلم العفش إذا لم يلمه السجن المؤبد.
نقلا عن المصرى اليوم