سليمان شفيق
هل يصلح الفن ما افسدتة الطائفية والفساد ؟
بدأ ماكرون زيارته للبنان بلقاء فيروز بما يحمل هذا اللقاء من دلالات تحمل تخطي ماكرون للقيادات الطوائف السياسية والدينية ، وتؤكد علي ان المنهج الفيروزي في توحيد لبنان لم يبقي الا في الفن .

بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى بيروت، التي وصل إليها مساء الاثنين، بلقاء مع أيقونة الغناء العربي فيروز. وقال ماكرون لمحتجين تجمعوا خارج منزل المطربة وحملوا لافتات تعارض تشكيل حكومة مع "القتلة" إنه سيبذل "كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل".

 مساء الاثنين  بدأ ماكرون زيارتة للبنان بلقاء أيقونة الغناء اللبناني والعربي المطربة فيروز (85 عاما)، والتي يعتبر صوتها موسيقى تصويرية للبنان من أوج ازدهاره حتى أحدث صدمة تعرض لها

فيروز كنز وطني ورمز للسلام يتجاوز الانقسامات بين الفصائل والطوائف،عند وصول ماكرون إلى منزل فيروز قال :  كنزا وطنيا "فيروزرمزا للسلام يتجاوز الانقسامات بين الفصائل والطوائف في لبنان وخارجه".

وظهر محتجون في بث تلفزيوني مباشر خارج منزل فيروز حاملين لافتات تعارض تشكيل حكومة مع "القتلة" وتحذر ماكرون من "الوقوف في الجانب الخطأ من التاريخ".

"أقطع التزاما لكم بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل".

وعند انتهاء الزيارة، توقف ماكرون للحديث مع المحتجين. وقال لهم: "قطعت التزاما لها (فيروز) مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل. أعدكم بأنني لن أترككم".

وقال للصحفيين عقب وصوله إنه مع احتفال لبنان بمئويته فإن ثمة فرصة سانحة "للسعي وتعلم الدروس والتطلع إلى المستقبل.".

ووصف ماكرون زيارته لفيروز بأنها "جميلة وقوية للغاية".

ويزور الرئيس الفرنسي بيروت للمرة الثانية خلال أقل من شهر كي يحث السياسيين على تشكيل حكومة مؤلفة من خبراء وقادرة على القضاء على الفساد والهدر والإهمال وإعادة البناء بعد الانفجار المدمر الذي شهده مرفأ بيروت هذا الشهر وأودى بحياة 190 شخصا.

"لبيروت"...
وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها "لبيروت" التي كانت تذيعها القنوات المحلية بينما كانت تعرض صورا للانفجار وتبعاته.

وفي واحدة من أشهر أغنياتها تقول فيروز "حبيتك بالصيف!! حبيتك بالشتى!!" وهي أغنية طُرحت قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهي فترة كان لبنان لا يزال فيها مشهورا بلقب "سويسرا الشرق الأوسط"، حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود إلى مطاعمه وشواطئه البديعة.

فرصة سانحة "للسعي وتعلم الدروس والتطلع إلى المستقبل"
وكان اللبنانيون يستمعون إلى أغنيات فيروز على اختلاف دياناتهم وطوائفهم، سواء كانوا من المسيحيين أو المسلمين أو الدروز، حتى وإن كانوا يسفكون دماء بعضهم البعض في الشوارع.

ونالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين. فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس

"يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح؟"
كان أول ظهور لفيروز، التي ولدت باسم نُهاد حداد، على تلفزيون أوروبي عام 1975 في برنامج فرنسي. وفي عام 1979، تضمنت أغنيتها "إلى باريس!" كلمات تقول فيها "يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح؟".

وخلال الحرب الأهلية قامت فيروز بجولة في الخارج، وأحيت حفلا غنائيا واحدا فقط في لبنان على خشبة مسرح بين شطري بيروت التي كانت مقسمة بسبب الحرب آنذاك.

هل يصلح الفن ما افسدتة الطائفية والفساد ؟