كتبت - أماني موسى
تحدث الإعلامي محمود سعد عن أول لقاء له مع الله في الحياة، وكيف عرفه، قائلاً: أتمنى لكم ليس السعادة لأنها شيء صعب، لكن التوافق والانسجام الروحي والداخلي.
مستطردًا في حديثه عبر فيديو بثه بقناته الخاصة على موقع اليوتيوب، أنه يحرص على التمشية بشكل يومي لتفريغ الطاقة السلبية، ويحرص على سماع أم كلثوم في أول 10 دقائق من روتين المشي، ولقيت أغنية الأمل التي تقول كلماتها "يا شبيه البدر وحده فى ارتفاع برجه وسعده، يشبهك هوه فى جمالك، وأنت فى نوره وبعده، ما التقيتشى إليك وسيلة غير سكوتي وانتظارك، واعمل إيه ما بايدي حيلة، فى انكساري واقتدارك، وأنا لو أروح عمري أنوح، دا محتمل، ولا أعيش من غير أمل.. لكن أنا عندي أمل".
وتابع كلمات هذه الأغنية ذكرتني بموقف في حياتي، فكثيرًا ما تحدث حولنا أشياء تخرج أمور مخزنة بداخلنا، وتظهر متى حدث مثير يخرجها من داخلنا، فحين كنت متجه لعمل حوار مع الشاعر عبد الفتاح مصطفى، قابلني في مكان غريب وكان حينها رجل كبير بالعمر وكنت أنا في مقتبل حياتي المهنية، وتحدثت إليه فأخبرني أن ألتقيه عند "واحد بتاع عربية كبدة بمنطقة باب اللوق"، وبالفعل ذهبت، وقابلني وهو يأكل كبدة من على العربية، وحكى لي أمور عدة، من بينها أنه كتب للسيدة أم كلثوم "أقولك إيه عن الشوق يا حبيبي" التي تقول بعض كلماتها "أقولك ايه عن الشوق يا حبيبي، ومهما قلت لك فى القلب أكتر، شوية أني اقول لك ياحبيبي، ما قولش مناي كان حبك، ده اكثر من اللى بتمناه، وم الفرحة وانا جنبك باعيش فى كل لحظة حياة، وقلبي نعيمة ف قربك وانت فرحته ودنياه، هواك هوه اللى خلا العمر غالي، وبالثانية أحسبه مش بالليالي، وأخاف أسرح تفوتني لمحه منك، وم الدنيا اللى اجمل من خيالي".
وقال الشاعر عبد الفتاح، حين قرأت أم كلثوم كلمات الأغنية وافقت على الفور دون تردد، وقالت له "إيه يا عبد الفتاح الحلاوة دي"، فرد عليها قائلاً: دة حبيبي بقى يا ست، فقالت له: بتحب يا عبد الفتاح.. طيب أنا هقول لمراتك، فأخبرها أنه كاتبها حبًا في الله وليس في شخص، فوجمت أم كلثوم ولم ترد، فأخبرها أن الأغنية صوفية وليست في حبيب.
وعلق محمود سعد قائلاً: أم كلثوم لم تغن الأغنية بشكل صوفي، لكن حين تقرأ الكلمات وتتمعن بها تدرك أنها صوفية، وتتساءل: هو في حب كدة؟ والآن استدعيت هذه الكلمات وأخذتني إلى مكان تقدر تتعرف فيه على الله لدرجة أن تصل المشاعر بك إلى هذه الدرجة، بل أنها يمكن أن تصل إلى أكثر من هذه الدرجة بكثير، ولكن كيف يمكنك استدعاء الله بداخلك؟
فحين تكون رقيق في تعاملاتك تكتشف أنك أنت مع الله، وحين تكون كريم تبقى أنت مع الله، لما يكون دمك خفيف وقعدتك حلوة، لما تسعى في عملك لكي تحقق نجاح، تبقى أنت مع الله.
مشددًا، لكن من المهم ألا تنتظر مردود لأفعال الخير والرحمة أو أفعال سعيك بالحياة، فأنا لم انتظر لحظة المردود لكني سعيت دائمًا، فإذا كان لديك القدرة أنك تعطي فهذا يعني أنك مع الله.
وتابع، أنا لم أنتظر نتيجة أبدًا، بشتغل وبسعى وبعمل اللي عليا والنتيجة تيجي زي ما تيجي، وسأحكي لكم عن تجربتي حبي مع الله، فالله موجود بكل مكان لكن إزاي تعرف تصلي وتتواصل معه، فالكثير يسعون لقراءة القرآن الكريم وختمه وأداء الطقوس، لكن هل في هذه الطقوس أنت تعثر على الإله؟ هل في هذه الأفعال ترى الله وتشعر به؟ واستطرد: أنا بعرف أعمل دة رغم كل أخطائي، فحين تقرأ الكتاب المقدس أو القرآن الكريم هل تشعر أن الله يخاطبك أنت؟ أم تشعر أن مهمتك هي ختم القراءة وقراءة صفحات أكثر؟