تأليف د. جورج حبيب بباوي

عرض كمال زاخر
 
1 ـ قبل أن تقرأ
اُدرك تداعيات اقدامي علي التصدي لعرض هذا الكتاب في هذا التوقيت، حيث ينتظره ـ وينتظرني ـ غير قليل من المتحفزين علي تنوعهم:
 
* كثرة وقر عندهم - بغير فحص - أن الكتاب يحمل أفكاراً لا تقرها "الكنيسة" استناداً إلي سبق فرز مجمع الأساقفة للمؤلف واسقاط عضويته، وأزعم أنني عاصرت تطورات العلاقة بين قداسة البابا شنودة الثالث وبين دكتور جورج حبيب وتصاعدها وتحولاتها الدراماتيكية ونهايتها الصادمة.
 
* فيما يتطلع طيف من المتحفزين للتعرف بموضوعية علي فكر هذا الرجل، ماذا قال، وماذا كتب، بعيداً عن تطويب طرح الموالاة وشيطنة طرح معارضيه، والتي لا تخلو عند البعض منهما، جناحا التطويب والشيطنة، من اسقاطات ذاتية، شكلتها المصادمات والتطلعات قرباً وبعداً، وربما لتوظيفها في صراعاتهم الضيقة.
 
* فيما يستريح طيف ثالث إلي قراءات ترد الأزمة إلي طبيعة العلاقة بين المثقف والسلطة، فى المطلق، وحتمية الصدام بينهما في مجتمعات ظلت طويلاً، وأظنها مازالت، تجتر ما انتجته الانقطاعات المعرفية بامتداد عقود وربما قرون. بين عبورها قمما وقيعاناً، وافتقارها للقبول بالتنوع والتعدد، وما تفعله اغراءات المعرفة الفائقة عند طيف من المثقفين، في مقابل اغراءات السلطة المطلقة، من تنامي مساحات التباعد وسعي اخضاع كل طرف للأخر، وإن استقر الأمر بالنهاية بحسب خبرات التاريخ التكرارية في عالمنا الثالث للانحياز الي صف السلطة.
 
كان السؤال المؤرق لي كيف انقلبت علاقتهما من الحميمية التي كانت تميز علاقة يوناثان ابن شاول الملك بداود "الذي أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ."، الي البغضة والمطاردة التي آلت إليها علاقة شاول الملك بداود، حتي "أَنَّ شَاوُلَ قَدْ خَرَجَ يَطْلُبُ نَفْسَ دَاوُد". ومازال السؤال عن التحول من حميمية يوناثان إلي بغضة شاول معلقاً. ولا أدعي أن عندي اجابته.
 
وحين قرر البابا الأنبا كيرلس السادس ابتعاث دارسين من شباب الكنيسة القبطية للدراسة بالخارج، بتوصية وسعي الأنبا صموئيل اسقف الخدمات الإجتماعية، كان اسم جورج حبيب بباوي في مقدمة الأسماء المقترحة، فهو من ابناء البابا كيرلس ومعترفيه، وبدعم من الأنبا شنودة اسقف التعليم، وحين عاد بدرجاته العلمية، دكتوراة في اللاهوت عند اباء الأسكندرية، من جامعة كمبردج بانجلترا (1965) بدا أنه الأقرب إلي قلب اسقف التعليم، وكان قد تخرج في الكلية الإكليريكية عام 1961، وعين معيداً بها، قبل عام من تولي الأنبا شنودة اسقفية التعليم (1962)، وكان يلازمه، بعد ذلك، في كل رحلاته ومشاركاته بمؤتمرات الداخل والخارج، وفي استقبال الوفود الرسمية والعلمية، والمباحثات مع الكنائس الأخري. واستعان اسقف التعليم به في اصدار مجلة الكرازة (يناير 1965) وصار من كتّابها الأساسيين، في اصدارها الرصين الأول، واستمر الحال هكذا بعد اعتلاء اسقف التعليم الكرسي البابوي، ولكن إلي حين، ليقفز السؤال المؤرق مجدداً، هل جاء الإنقلاب عليه علي خلفية صراعات اجنحة المقربين من الكرسي البابوي، والتي رأت في وجود د. جورج عائقاً بشكل ما أمام تطلعاتهم؟، أو في اقتناص مساحة في قلب البابا يستحوذ عليها؟، قد نجد طيفاً من الإجابة في مذكرات اسقف البحث العلمي الأنبا غريغوريوس، ربما، خاصة وأن صاحب المذكرات، الأنبا غريغوريوس، منعه عام 1978 عن تدريس اللاهوت، وأعقبه البابا شنودة عام 1983 بمنعه من التعليم تمامًا في الكلية الأكلريكية، بعد أن نشر مقالًا في مجلة الهدي البروتستانتية، يصف فيه حركة مارتن لوثر، وأفكار جون كالفن، بأنهما عودة لتعاليم الآباء، بحسب تبرير دوائر الكنيسة.
 
اللافت أن المذكرات تتضمن سلسلة من الخطابات المتبادلة بين اسقف البحث العلمي وقداسة البابا شنودة الثالث والدكتور جورج حبيب بباوي بشأن أزمة الأخير، لا تتسع السطور هنا لسردها، وملخصها أن الأزمة متجاوزة الأفكار والتعاليم، وأن هناك خلف الأبواب الموصدة ما يحتاج إلي تفكيك ومواجهة بدعم من غطاء علاقات الأبوة والبنوة.
 
(يمكنك عزيزي القارئ الرجوع لهذا الجزء من المذكرات علي موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية ، محكمة التاريخ موقع كوبتولوجى.)
 
وقد نفهم التحول الدراماتيكي عندما نرصد دور الرجل الذي حل محله، بعد إبعاده، فيما كان مسنداً إليه، واجتهاداته في تبرير عزله وفي توسيع شقة الخلاف بدأب ومثابرة لم يتوقفا حتي رحيله.
 
ويبقى العام 1985 حاملاً لدلالات مهمة فى فهم الأزمة، فقد شهد حدثين لافتين، أولهما عودة قداسة البابا شنودة من منفاه الذى عاناه بعد الصدام المدوى مع الرئيس السادات والذى تفجر فى 5 سبتمبر 1981، فكان قرار عزل قداسة البابا وتحديد اقامته فى دير الأنبا بيشوى، وقد امتدت الإقامة الجبرية حتى 5 يناير 1985، وانتهت بعودة مشروطة، وكان الحدث الثانى صدور كتاب "القديس اثناسيوس الرسولى فى مواجهة التراث الدينى غير الإرثوذكسى" للدكتور جورج حبيب بباوى، (مايو 1985)، والذى خرج بالجدل والخلاف من اروقة الإكليريكية والمجمع ومقر البابا ودوائر اللاهوتيين، إلى الطرح العام، ويشهد نفس العام تعيين الأنبا بيشوى مطران دمياط سكرتيراً عاماً لمجمع الاساقفة، وقد بقى فى هذا المنصب حتى رحيل قداسة البابا شنودة 2012، وأسند للأب المطران أنبا بيشوى خلال تلك الفترة رئاسة قسم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية، وعين ممثلاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المجالس الكنسية العالمية والإقليمية والمحلية، والمطران المشارك في الحوارات اللاهوتية مع كنائس العالم، ومقرر لجنتي العلاقات المسكونية والقنوات الفضائية الكنسية بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية. وكان نيافة المطران اللاعب الأهم فى ادارة الأزمة.
 
في كل الأحوال ظني أن الكرة في ملعب الكنيسة، التي ننتظر منها ممثلة في مجمع الأساقفة، اعادة محاكمة الدكتور جورج بباوي، وفق القواعد الكنسية المستقرة، لتضع نقطة في نهاية سطر طال.
 
2ـ لمن، ولماذا كُتِبَت هذه الدراسة؟
استأذنك قارئي العزيز في نقل ما كتبه صاحب الدراسة بنصه دون تدخل، ثم نتابع معاً بقية الفصول في عرض موجز بقدر الممكن دون اخلال بمضمون المتن.
 
لمن كُتبت هذه الدراسة؟
كُتبت هذه الدراسة لكل من يفضلون الشهادة الحسة علي الصمت، وإلي كل أسقف وقس وشماس وعلماني وراهب وراهبة في كنيستنا القبطية المجيدة، تلك البقعة الطاهرة في أرض وتاريخ مصر التي لم تخضع للاحتلال أو الاستعمار، بل ظلت كنيسة الشهداء والآباء الظافرة بالحق الذي هو المسيح نفسه، الناهضة دائماً من الأوجاع والقبر لكي تحيا وتشهد للأرثوذكسية في الحاضر وفي المستقبل للأجيال الآتية، فالمستقبل هو وديعة الآتين بعدنا إلي الأبد حسب كلمات أوشية الإجتماعات، ولأن حُكم الأجيال الأتية هو الحكم الأخير علي ما نقول، وما يقوله الغير.
 
لماذا كُتبت هذه الدراسة؟
وجوابنا هنا أطول بعض الشئ.
بداية، يجب أن نشير إلي أن شرح العقيدة الأرثوذكسية، هو شرح متعدد لحقيقة واحدة، وتعليم واحد صاغه قانون الإيمان واجتهد الآباء معلمي الكنيسة عبر العصور في شرحه بطرق متنوعة. فعندما كلم الله (الأنبياء قديماً)، فقد تكلم (بأنواع وطرق كثيرة) (عب 1:1)، فالله هو الذي أسس (طرق الخلاص) المتنوعة من أجل الاحتفاظ بالفروق الفردية، وخصائص حياة كل شخص. فقد كتب الإنجيليون الأربعة، أربعة أناجيل مختلفة عن (المسيح الواحد)، ومنح الروح القدس (مواهب مختلفة) و (متنوعة)، رغم أنه الرب والواحد الذي يوزع هذه المواهب، إلا أن تعدد وتنوع مواهب الروح القدس، هي غني الله ورحمته، ومحبته لكل عضو يختلف عن العضو الآخر في ذات الجسد الواحد (راجع فصل تعدد المواهب 1كو 12 إلي أخر الإصحاح).
 
بل يعود تعدد الشرح إلي حقيقة هامة قد تغيب عن البعض، وهي حقيقة تثليث الأقانيم، فالثالوث هو تعدد الأقانيم الإلهية في جوهر واحد، وتعدد الأقانيم يؤكد لنا أن الآب غير الابن ... هذا هو ما ندركه من اختلاف الأسماء الإلهية، أي الآب والابن والروح القدس، وندركه من الإيمان نفسه؛ لأن الهرطقات وحدها، مثل هرطقة سابيليوس، هي التي انكرت (تثليث الأقانيم)، أي تمايز الأقانيم، فالآب غير الابن والابن غير الآب، ونفس ما نقوله ينطبق علي الروح القدس. هذه الغيرية تؤكد لنا أن تثليث الأقانيم هو مصدر تنوع المواهب، وتنوع الخليقة وتنوع الوجود نفسه، من وجود مادي، إلي وجود حي، إلي وجود روحي، إلي ما قد نكتشفه في مستقبل الأيام ... وكل هذا يقودنا إلي حقيقة واحدة هي الثالوث الواحد المساوي غير المنقسم: الواحد؛ لأن الجوهر الإلهي هو الغِني المطلق الذي منه يأتي كل غِني، والمثلث الأقانيم، لأن التنوع يؤكد لنا ثلاثة أشياء هامة عن الله، وعن التعليم المسيحي كله:
 
• أولاً: خلق الله كل كائن بقدرات مختلفة، ومواهب مختلفة، لكي يتحول الإختلاف إلى غنى ووحدة، واختلاف المواهب وتنوع القدرات هو أساس إيماننا بحرية الإختيار عند الإنسان.
 
• ثانياً: يقود الله الخليقة نحو أهم صفات جوهره الإلهي المعلنة فى الأقانيم الثلاثة، وهي صفة المحبة، والمحبة لها غاية تسعى إليها، هي الاتحاد، والاتحاد الحقيقي، هو بين من يختلفون فى القدرات والمواهب.
 
• ثالثاً: ينال كل كائن مكانه لخاص به فى الجسد الواحد فالرسول بولس يؤكد أن الجسد الواحد مركب من عدة أعضاء، هي مثل العين والأذن واليد والقدم ... الخ. هذا التنوع هو من أجل الجسد الواحد. هكذا يرسم الله نفسه، بل يطبع التنوع لكى ينمو الجسد بحرية متجهاً إلى المحبة، وسائراً بالاتحاد نحو الله نفسه.
 
تنوع الشرح يحفظ وحدة الكنيسة
لدينا أكثر من شرح للصلاة الربانية، فحسب الترتيب التاريخي، شَرْح العلامة ترتليان، العلامة أوريجينوس، ذهبى الفم، النيصي، القديس كيرلس الإسكندري، ثم شرح علماء العصر الوسيط، مثل زكريا بن سبَّاع مؤلف الجوهرة النفيسة، وقد اقترب كل واحد من هؤلاء من الكلمات المقدسة بطرق مختلفة، وشرح متنوع، وزاد إدراك الكنيسة لمعاني كلمات الرب.
 
ولدينا أكثر من شرح لقانون الإيمان، وأكثر من شرح للعقيدة الأرثوذكسية، وحسب الترتيب التاريخي نجد أولاً كتاب "المبادئ" للعلَّامة أوريجينوس، ثم عظات القديس كيرلس الأورشليمى، و"السجود بالروح والحق" للقديس كيرلس الإسكندرى، وغيرها من مؤلفات شَرَحَ فيها الآباء العقيدة المسيحية بطرق متوعة وحسب الظروف الموضوعية التى كان الإيمان يحتاج فيها لأكثر من شرح.
 
وتنوع الشرح يحفظ لكل واحد من معلمى الكنيسة مكانه فى التسليم، وفى جسد المسيح الواحد، الكنيسة، كذلك يعتبر التنوع مصدراً للوحدة، لأننا نتحد بما نختلف عليه، وما نختلف عليه هو ما يجعل تمايز كل شخص سبباً للوحدة. نحن نتحد بمن هو مختلف عنا فى فهم وإدراك المعانى الكامنة فى النصوص المقدسة، وفي مستويات الإدراك الإنساني لا يمكن أن يتفق الكل على ما يدركه كل واحد على حدة ولكن الكل يتفق على الهدف أو الغاية التي لأجلها وُضِعَت العقيدة، وهكذا تتحد الكنيسة فى تنوع الشرح لأنها تسمح بالحرية، وبتعدد الرؤى لكي ينمو كل إنسان حسب فهمه وحسب الهدف الذى تحدده العقيدة، وما يلفت النظر هنا هو اتفاق هذه الشروح المتنوعة وانسجامها مع ليتورجية الكنيسة، وهذا هو ما حفظ وحدتها، وأكد أن الإيمان واحد.
 
الفرق بين الشرق والغرب
تطرح هذه الدراسة عدة موضوعات لا يمكن فصلها عن بعضها.
أولاً: تنوع واختلاف شرح موت الرب على الصليب من أجل الخلاص.
 
ثانياً: إن الإيمان بالثالوث هو الركن الأول لعقيدة الخلاص، والتي لا يمكن فهمها فهماً صحيحاً بدون الإيمان الصحيح بالثالوث القدوس.
 
ثالثاً: أهم الفروق بين الشرق والغرب.
وإذا أخذنا هذه الموضوعات الثلاثة ـ كمثال للفروق ـ لوجدنا أنه بينما شَرَحَ الغرب العقيدة مؤسساً على الفلسفة والفكر الإجتماعى السائد آنذاك، فإن الشرق الأرثوذكسي حَرِصَ على الإحتفاظ بحقيقة موت الرب على الصليب وقيامته كمحور للممارسة الليتورجية، والحياة النسكية. نحن نموت مع المسيح ونُصلب معه ونقوم معه فى المعمودية، وفى الإفخارستيا ننال الجسد الذى وُهِبَ لنا بموت الرب، والدم الذي سُفِك عنا ولأجلنا وقُدِّم لنا في كأس العهد الجديد، وهكذا لا يمكن فصل شرح موت الرب على الصليب عن سر الإفخارستيا.
 
رابعاً: تُبرز هذه الدراسة اهتمام الشرق بالمحبة الإلهية، وبالصلاح الإلهي الذى أُعلن لنا من الآب بالابن في الروح القدس، فالإيمان بالثالوث يشرح لنا التجسد والصليب والقيامة، والخلاص هو عمل الروح القدس فينا الذي يأخذه من المسيح، وينقل إلينا حياة الرب نفسه.
 
الشرح العقلى الغربى ، والشرح النابع من الليتورجية
لقد شَرَحَ آباء الكنيسة الغربية الذين نحترمهم ـ وإن كنا نختلف معهم من أجل الحفاظ بخصائص الأرثوذكسية ـ موت الرب على الصليب بطرق فلسفية وقانونية عقلية من أجل تأكيد الإيمان والدفاع عنه، هذا شرح يفيد الذين يفكرون ويتأملون الإيمان ويدرسونه حسب قواعد المنطق والفلسفة.
وشَرَحَ آباء الكنيسة الشرقية، موت الرب على الصليب للموعوظين من أجل شرح الممارسة الكنسية أى الليتورجية، وبينما أبرز الشرق الصلاح والمحبة الإلهية، أبرز الغرب العدل الإلهى وإرضاء الله، وذلك استجابة لأسباب سياسية؛ لأن الغرب لم يفصل الإيمان المسيحى عن الفكر السياسي، ولأن الإمبراطورية المسيحية التى أسسها شارلمان لا تقبل مجانية النعمة، فهى تحصر المحبة فى إطار العدل لأن هذا يخدم النظام السياسي.
أما الشرق الذى فصل بين الفكر السياسي والإيمان، فقد حَفِظَ العدل كجزء من المحبة الإلهية، وفهم العدل الإلهى بشكل مختلف عن العدل الأرضى، عدل المحاكم والقانون ... وهذا هو الفرق الأساسى بين الشرق والغرب، الأمر الذي يتطلب منا يقظة روحية خاصة، حتى لا يهدم الشرح السياسي للإيمان ما نمارسه فى الليتورجية.
 
ومن هنا نستطيع أن نؤكد أن العبرة في شرح ما ـ فى حالة تعدد الشروح ـ هى بمدي انسجام هذا الشرح، أو غيره، مع عقيدة الثالوث ومع المحتوى الليتورجى الذى تعيشه الكنيسة. ولذلك تُملي علينا اليقظة الروحية ألا نفرط في تراثنا الروحي، وألا نهدم ما تُقدِّمه الليتورجية فى سهولة ووضوح عن موت الرب؛ لأن ما تُقدِّمه الليتورجية، هو ما تأصل فى الحياة الروحية الأرثوذكسية، وهو ما نمارسه فى الأسرار، وهو ما يشهد له الآباء باعتباره الممارسة اليومية الحية للإيمان المسيحي.
 
كانت هذه مقدمة الكتاب بنصها، ونلتقى فيما بعد بعرض موجز لأهم محاور فصول الكتاب.