سليمان شفيق
مخاوف من بداية الدراسة وقرار باغلاق الفصول عند الاصابات
أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس اول امس الخميس في مؤتمر صحفي أن خطط العودة للحجر الصحي "جاهزة" للوقاية من فيروس كورونا، مشيرا إلى أن انتشار "كوفيد-19" بات قويا في فرنسا وأوروبا والعالم. وقال كاستكس إن 19 إقليما فرنسيا باتوا مصنفين في فئة "اللون الأحمر" أي الأكثر خطورة من حيث انتشار الفيروس
وأشار في هذا المؤتمر المشترك مع وزيري الصحة أوليفيه فيران والتربية جان ميشال بلانكير، قبل أقل من أسبوع على الدخول المدرسي، إلى أن انتشار "كوفيد-19" بات قويا بشكل خاص في 19 إقليما فرنسيا تم تصنفيهم في فئة "اللون الأحمر".
وقال كاستكس إن "كوفيد-19" ينتشر بسرعة ليس في فرنسا فحسب بل أيضا في أوروبا وبقية بلدان العالم، مضيفا أنه بخصوص فرنسا ينتشر بشكل كبير لدى الشباب ما بين 20 و30 سنة، وهم يحملون الفيروس دون علمهم بذلك
واضاف إن معدل انتشار المرض في فرنسا يبلغ حاليا 1.4، ما يشير إلى تنامي انتشار الجائحة بشكل عام.
وأكد رئيس الوزراء الفرنسي أن "النسبة الإيجابية تتزايد لدى كل الشرائح ونسبة الحالات في المستشفى تتزايد أيضا"، في كل مناطق فرنسا لاسيما في باريس وضواحيها وجنوب شرق البلاد
وتابع قائلا "يجب أن نتدخل ونضاعف جهودنا بشكل مكثف"، مؤكدا أن "الوضع ليس خطرا ونحن بعيدين عما كان الوضع في مارس وأبريل... يمكننا تتبع الفيروس بشكل أفضل، وفي كل منطقة".
وأعلن جان كاستكس في وقت لاحق أن وضع الكمامات سيكون إجباريا في "كل مدينة باريس" سواء في الأماكن المغلقة أو الخارجية، بعد أن اقتصر الإجراء على بعض الأحياء، مؤكدا إلزامية القناع أيضا في "كل الأماكن المغلقة" في فرنسا بما في ذلك المؤسسات التعليمية التي تفتح أبوابها أمام التلاميذ والطلاب الثلاثاء المقبل.
وقال كاستكس إن محافظ باريس ديديه لالمان سيتخذ قرار بهذا الشأن بعد التشاور مع عمدة العاصمة الفرنسية، آن هيدالغو، مضيفا أن الأمر قد يطال في وقت لاحق الضواحي الثلاثة المحيطة بباريس (سين سان-دوني وفال دو مارن وهو دو سين)
وأوضح أنه، وأمام عودة تفشي فيروس كورونا المستجد، فإن إلزامية وضع الكمامة في الأماكن المغلقة سيطال كامل التراب الفرنسي من دون استثناء، مؤكدا على ضرورة احترام إجراءات التباعد الاجتماعي.
وأكد جان كاستكس أن توزيع الكمامات على الشرائح الاجتماعية الأكثر تواضعا أو المعرضة للإصابة بالفيروس أكثر من غيرها سيستمر خلال شهر أكتوبر ، "وإذا اقتضى الأمر حتى نهاية الوباء"، علما أن السلطات الفرنسية قد وزعت أقنعة على نحو تسعة ملايين شخص لحد الآن.
من جهته، أعلن وزير الصحة أوليفيه فيران أن الحكومة تتطلع على المدى القصير لإجراء مليون فحص طبي في الأسبوع مقابل 800 ألف حاليا
تم الأربعاء الماضي تسجيل 5429 إصابة بفيروس كورونا في فرنسا في أكبر حصيلة يومية منذ مايو وقبل أيام من عودة التلاميذ إلى مدارسهم. ولم تتمكن هيئة الصحة العامة الفرنسية الأربعاء من رصد أعداد المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات أو الذين يخضعون للعلاج في أقسام العناية المشددة أو الذين توفوا بالفيروس، بسبب عطل في الأنظمة المعلوماتية. وحتى الآن قضى 30 ألفا و544 شخصا بكوفيد-19 في البلاد.
في أكبر حصيلة يومية منذ مايو وقبل أيام من عودة التلاميذ إلى مدارسهم على مستوى البلاد، واجهت فرنسا ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا التي تجاوزت الخمسة آلاف في يوم واحد، فقد تم تسجيل أكثر من خمسة آلاف إصابة بكوفيد-19 في الساعات الأربع والعشرين الماضية
وتجاوزت الحصيلة اليومية عتبة 4 آلاف إصابة عدة مرات في الأيام القليلة الماضية، قبيل عودة ملايين التلاميذ إلى مدارسهم في الأول من سبتمبر.
روح المسؤولية:
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس عبر إذاعة فرانس إنتر صباح الأربعاء إن على الفرنسيين أن يتحلوا بـ"روح المسؤولية " للحد من ارتفاع الاصابات.
وأضاف "الدولة تتحمل قسطها من المسؤولية لكن يجب أن يشعر الجميع بأنهم معنيون في المعركة ضد الوباء".
ألمانيا تفرض على القادمين من باريس حجرا ذاتيا
والأربعاء أعلنت سلطات الصحة الألمانية منطقة إيل دو فرانس التي تشمل العاصمة باريٍس، ومنطقة بروفانس الألب كوت دازور المحيطة بمدينة ومرفأ مرسيليا المطلة على المتوسط، "مناطق عرضة لخطر" الفيروس.
وعلى الأشخاص الراغبين في التوجه إلى ألمانيا من تلك المنطقتين أن يخضعوا لفحص كوفيد-19، وأن يحجروا أنفسهم بانتظار النتيجة.
ولم تتمكن هيئة الصحة العامة الفرنسية بسبب "مشكلات" في أنظمة المعلوماتية من إعلان أعداد الأشخاص الذين نقلوا للمستشفيات أو هم يخضعون للعلاج في أقسام العناية المشددة، أو الذين توفوا بالفيروس في الساعات الأربع والعشرين الماضية المنتهية الأربعاء الماضي.
مخاطر العام الدراسي :
يبدأ العام الدراسي الجديد في فرنسا يوم الثلاثاء 1 سبتمبر المقبل. وتتسم العودة إلى المدرسة هذا العام بوضع غير مسبوق إذا أنها تأتي في خضم أزمة صحية شديدة من تفشي وباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد. وخرج رئيس المجلس العلمي الفرنسي، جان دلفريسي، على موقع "فرانس أنفو" في 24 أغسطس ليحذر من أنه "سيكون هناك حالات عدوى مؤكدة في المدارس"، مطمئنا أننا "سنتعامل معها".
وقال رئيس تلك الهيئة الاستشارية التي تقدم النصائح للحكومة الفرنسية بشأن كيفية التعامل مع الوباء: "لا بد أن تبدأ الدراسة في موعدها... وأنا أعلنها منذ البداية أنه سيكون هناك حالات عدوى في المدارس... وأنه سيكون بمقدورنا التعامل معها". ثم أضاف: "سيكون هناك إصابات بالعدوى بين الأطفال كما أنه من المحتمل أن يصاب بضعة معلمين أيضا، ولكننا نعرف كيف نتعامل مع ذلك".
وتابع دلفريسي بقوله: "نحن الآن قادرون على إجراء الاختبارات، وعلينا أن نعمل بجهد أكبر فيما يتعلق بالعزل (عزل الحالات الإيجابية لتجنب العدوى. أسرة التحرير)، وعلينا اللجوء إلى إستراتيجية لإدارة المخاطر"، وشدد على أن "الأخطار واردة بلا شك".
ويعتمد البروفيسور دلفريسي في استخلاصاته هذه على "المعرفة التي اكتسبناها بشأن انتقال الفيروس لدى الأطفال". مشيرا إلى أن "الأطفال حاملون للفيروس بالفعل ولكن بكميات صغيرة " ومذكرا بأن "وجود أنواع شديدة العدائية من الفيروس عند الأطفال هو أمر استثنائي". إضافة إلى ذلك وعلى حد قول البروفيسور، فإننا "لاحظنا أن انتقال الفيروس في المدارس لا يحدث من الأطفال إلى المعلمين وأولياء الأمور، بل بالعكس من المعلمين أو أولياء الأمور إلى الأطفال".
إغلاق الفصل في حالة الإصابات المؤكدة
ويشدد دلفريسي على أنه "من الحيوي والضروري أن تستأنف الدراسة"، وعلى أنه "لا يمكننا ترك هذا الجيل من الأطفال دون مدرسة"، مشيرا إلى "الدور الاجتماعي" الأساسي للمدرسة هو دعم "أطفال الأسر الأكثر حرمانا". ويقول البروفيسور دلفريسي إنه في حالة ثبوت الإصابة، "يمكننا إغلاق الفصل". أما "إغلاق المدرسة بكاملها، فهو أمر يجب أن نفكر فيه مليا قبل الإقدام عليه، كما أن ذلك يعتمد على الظروف المحيطة بهذه المدرسة أو تلك بوجه عام".