يمكن التعبير عن وساوس النفس بطرق عديدة ومختلفة، وذلك على حسب المنظور الذي يتحدث من خلاله كل شخص عن هذه الوساوس، فمن الناحية العلمية يتم التعبير عن وساوس النفس باضطراب الوسواس القهري (OCD)، وهو مرض عقلي يتسبب في تكرار الأفكار أو الأحاسيس غير المرغوب فيها، أما من الناحية الدينية فيتم التعبير عنها بوسوسة النفس الأمارة بالسوء أو وسوسة الشيطان.. تعرف على المزيد من المعلومات حول وساوس النفس علميا ودينيا، وكيفية التخلص منها.
وساوس النفس من الناحية العلمية
يتم التعبير عن وساوس النفس علميا بالوسواس القهري، وهو لا يتعلق بعادات مثل قضم الأظافر أو التفكير في الأفكار السلبية فقط، ولكنه مرتبط بالتفكير المهووس مثل أن بعض الأرقام أو الألوان جيدة أو سيئة.
وقد يرتبط الوسواس القهري أيضا بالعادات القهرية مثل غسل اليدين 7 مرات بعد لمس شيء قد يكون متسخا، وعلى الرغم من أن الشخص قد لا يرغب في التفكير أو القيام بهذه الأشياء، إلا أنه يشعر بالعجز عن التوقف.
كل شخص لديه عادات أو أفكار تتكرر أحيانا، ولكن الأشخاص المصابين بالوسواس القهري لديهم أفكار أو أفعال مستمرة يمكن وصفها بالآتي:
تستغرق ما لا يقل عن ساعة في اليوم.
خارجة عن إرادة الشخص.
ليست ممتعة.
التدخل في العمل أو الحياة الاجتماعية أو أي جزء آخر من الحياة.
أنواع الوسواس القهري
التحقق، مثل التحقق من الأقفال أو أنظمة الإنذار أو الأفران أو مفاتيح الإضاءة، أو التفكير في أنك تعاني من حالة طبية مثل الحمل أو الفصام.
التلوث، مثل الخوف من الأشياء التي قد تكون متسخة، أو الإكراه على التنظيف، وقد يتضمن أيضا التلوث العقلي، وهو الشعور وكأنك عوملت مثل الأوساخ.
التماثل والترتيب، مثل الحاجة إلى ترتيب الأشياء بطريقة معينة.
الاجترار والأفكار المتطفلة، وهو هوس فكري مرتبط ببعض الأفكار العنيفة أو المزعجة.
الهواجس والإكراه، يعرف الكثير من الأشخاص المصابين بالوسواس القهري أن أفكارهم وعاداتهم لا معنى لها، فهم لا يفعلونها لأنهم يستمتعون بها، ولكن لأنهم لا يستطيعون الإقلاع عنها! وإذا توقفوا، فإنهم يشعرون بالسوء لدرجة أنهم يرجعون إليها مرة أخرى.
أعراض الوسواس القهري
القلق بشأن إصابة نفسك أو إصابة الآخرين.
الوعي المستمر بالنبض أو التنفس أو أحاسيس الجسم الأخرى.
الشك في أن الشريك غير مخلص دون سبب لتصديقه.
القيام بالمهام بترتيب معين في كل مرة أو عدد معين من المرات.
الحاجة إلى عد الأشياء غير المهمة، مثل الخطوات أو الزجاجات.
الخوف من لمس مقابض الأبواب، أو استخدام الحمامات العامة، أو المصافحة.
علاج الوسواس القهري
العلاج النفسي
عند ظهور أعراض الوسواس القهري لا بد من التواصل مع طبيب نفسي؛ يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تغيير أنماط تفكيرك، وسيساعدك الطبيب على تعلم كيفية تقليل الأفكار أو الأفعال المتعلقة بالوسواس القهري ثم إيقافها تماما.
الاسترخاء
يمكن أن تساعد الأشياء البسيطة مثل التأمل واليوجا والتدليك في علاج أعراض الوسواس القهري المجهدة.
العلاج الكيميائي
تساعد الأدوية النفسية التي تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية العديد من الأشخاص في السيطرة على الهواجس والأفعال القهرية، ولكن قد يستغرق الأمر من شهرين إلى 4 أشهر لبدء مفعول الدواء.
التعديل العصبي
في حالات نادرة، عندما لا يحدث العلاج النفسي والأدوية فرقا كافيا، قد يلجأ الطبيب إلى الأجهزة التي تغير النشاط الكهربائي في منطقة معينة من الدماغ، أحد هذه الأجهزة يستخدم المجالات المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية، وهناك إجراء أكثر تعقيدا عن طريق التحفيز العميق للدماغ، باستخدام أقطاب كهربائية مزروعة في الرأس.
وساوس النفس من الناحية الدينية
هناك وساوس نفسية أخرى غير مرضية، ولكنها وساوس متعلقة بالأمور الدينية، ويمكن تقسيم تلك الوساوس إلى قسمين:
الوسواس الذي يدعو الإنسان إلى فعل المحرمات أو رؤيتها أو سماعها، وتزيين تلك الأفعال المحرمة له، ويمكن أن يكون مصدره النفس الأمارة بالسوء، قال تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ»، أو الشياطين من الإنس أو الجن، قال تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ * مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاس». ويمكن التغلب على هذا الوسواس بالاستغفار والاستعاذة، وتقوية الصلة بين العبد وربه بفعل الطاعات وترك المنكرات.
الوسواس الذي يعرض للمسلم في وضوئه وصلاته؛ فلا يدري كم توضأ ولا كم صلى، ودائما ما يكون مصدره من الشيطان، فإن استعاذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم كفاه الله إياه.